الحياء خلق رفيع يمنع الإنسان و يبعث على ترك القبائح ، و الأقوال الفاحشة ,
وعن كل ما لا يرضاه الطبع السوي ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق ،
والحياء يكون بين العبد وبين ربه عز وجل فيستحي العبد من ربه أن يراه
على معصيته ومخالفته ، و هو أعلى درجات الحياء فيستحي من ربه
أن يجده حيث نهاه , وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" استحيوا من الله حق الحياء "
قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله .
قال : " ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء :
أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى ، وتذكر الموت والبلى ،
ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا وآثر الآخرة على الأولى ,
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء "
ومن هنا كان الحياء خيرا ولا يأتي إلا بالخير فهو مادة الخير بل الخير كله .
لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" الحياء لا يأتي إلا بخير "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" الحياء خير كله "
و لقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم جزءا من الإيمان لا يتم إلا به ,
فعن أبي بكر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
" الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاءة من الجفاء ،
والجفاء في النار"
السر في كون الحياء من الإيمان
أن كلا منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه
فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات
والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره
ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة .
ولأن المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن تكن له تقية فصار الإيمان
الذي يقطع بينها وبينه وإنما جعله بعضه لأن الإيمان ينقسم إلى
ائتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى الله عنه فإذا حصل الإنتهاء بالحياء
كان بعض الإيمان .
ولذا فإن المسلم عفيف حييي , والحياء خلق له , والحياء من الإيمان ,
والإيمان عقيدة المسلم وقوام حياته.
منقول
جزاكم الله خيرا..