كنت أقرا كتابا عن الأندلس
أذهلتني فيه قصة الحاجب المنصور
ذلك المجاهد الذي وطد أركان الإسلام في الأندلس .
كان رجلا ً من عامة الشعب .
بل بالظبط كان حمارا ً . ينقل متاع الناس على حماره .
إلا انه كان يحمل بين ضلوعه نفسا ً طموحة , جموحة , نزاعة إلى الإمارة , وإلى
الجهاد , وإلى الجنان .
كان مرة مع صحبه يتسامرون .
فتذاكروا أمانيهم .. فكانت أمنيته هي الأغرب , وهي الأجرأ :
قال : أتمنى أن أكون أمير الأندلس !!!
ضحك أصحابه طويلا ً .. اما هو .. فقد عمل طويلا ً .
ولأن هدفه كان عظيما . كان الجهد أعظم .
فمن حدد هدفه ……… حدد طريقه .
واصل ليله بنهاره جهدا , وعملا ,وتخطيطا .. حتى تحقق له ما أراد ..
وصار أميرا للأندلس .
دانت له الأندلس مذعنة لقوته وإيمانه .
قضى عمره من جهاد إلى جهاد .
كان يشم رائحة الجنة بين وقع السنابك وصهيل الخيول .
وكان يسمع هتافها من خلال السيوف وغبارها .
فجعل الجهاد سلما ً إلى جنان الله .
فهو يعلم أنه لا يجتمع غبار الجهاد مع نار جهنم
كان ينفض الغبار عن ملابس الحرب بعد كل معركة . ويجمعه في
قارورة كبيرة .
وأوصى ان تدفن معه بعد موته . ليكون غبار الجهاد شفيعا له عند رب
العباد .
حدثت حادثة بسيطة ايام الحاجب المنصور . علقت بذهني طويلا ,
وفكرت بها كثيرا .
كان صيت الحاجب قد ذاع في كل الأندلس .
وكان النصارى يرتعدون خوفا من مجرد ذكره .
في إحدى معاركه قام بفتح منطقة بعيدة . هرب جنود الصليب لا
يلوون على شيئ .
وقام جندي بسيط له بغرس راية بيضاء فوق إحدى التلال . غرسها
عنوانا للنصر
وتفاؤلا وتيمنا .
بعد أن استتب الوضع ترك الحاجب المنطقة إلى غيرها . ذهب
الجيش . ونسي
الجندي الراية فوق التلة .
ولم يتجرأ أحد من النصارى المجاورين أو محاربيهم أن يقترب من
المنطقة كلها .
فالراية البيضاء التي ترفرف كانت تزرع الرعب في قلوبهم .
إنهم يشتمّون منها رائحة الحاجب المنصور .
واستمروا على هذا الحال لسنوات طويلة .
::::::::::::::::::
هذه الحادثة البسيطة أثارت في نفسي مشاعر مختلفة .
فكتبت ُ هذه الكلمات :
في قديم الزمان ………
في الأندلس ………
فردوسنا المفقود ……..
كان الحاجب المنصور .
أمير ٌ ,, جاد به المعبود
في قلبه يقين
في روحه شوق ٌ إلى الجنة .. وحنين
ما لانت قناته عبر السنين .
مَن يراه !! يرى فيه برقا ً ورعود
هابه النصارى
هابوا فيه عزة المسلم .
مَن منهم أمامه يُقدِم ؟؟
فهو لهم ….. الموت الموعود ..
:::::::::::::::::
في يوم ٍ .. كان فيه سناء وضياء
وضع جندي له راية
إعتلت فوق البطحاء
ثم عاد الجيش الجرار
يزف البشرى
ويحمل النصر هدية
تركوا فوق الرمال راية بيضاء
نسيها الجندي
فأقامت رمزا ً للمجد أبية
خاف النصارى .. ما اقتربوا
المكان موحش
فله حرمة خفية
المكان مميت
رايةُ المنصور تعلوه . .. خفاقة ً بهية
خاف النصارى
كيف يقتربون ؟
فهناك ترفرف
رايةُ المنصور المنسية !!!
أيا أمة ً نائمة ً هنية :
أما آن لك
أن تعيدي لنا :
عز الراية المنسية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بقلم : بدور
اين نحن من هؤلاء…؟
معلومات مفيدة عن جنود الله الاوفياء…
ذكرتيني بقصة الشيخ أحمد بن حنبل…حين كان الشيطان يهرب من وقع نعله…
واليوم لو يرقيك إمام..الليل بطوله…ما تزحزح من طوله…
الانسان الموثق باليمان..والصامد على الحق…والتقي…
دائماا ينتصر…..
أما من يعيد الراية..؟
سؤال صعب…وجوابه اصعب..!!!
بارك الله فيك وفي مداد قلمك ياغالية
أختك نجية
مرحبااااااا بدور
قصة رائعه وسرد ممتع لها
وخواطر قيمه ترتبط بالحادثه
دام قلمكِ وسلمت يمناكِ
مرورك على موضوعي أضاف جمالا عليه
شكرا لك يا غالية
مع التأكيد على أنه كتابتي وليس نقلا .
لك ألف تحية
مع كل الاماني لك بالتوفيق .
انا قصدت انك نقلتي لنا الموضوع بخط قلمك .. لذا قلت في غااية الروعة… لانك احسنت الاختصار والوصف .. والدقة… وفن التعبير عن ما قرات..
وهذا اصعب من ان ينضم الاحد منا ابياات…
انت مبدعة… لاتحرمين من وجودك ياغالية
لك ودي …
سلمت ْ يمينُـك ِ بدور ..
القـصة ُ تُـذكّـرنا بأمجـاد ِ ماضينا ..
لكنها في الوقت ِ عـينه ِ .. تُـذكّـرنا بمآسي حاضرنا ..
إن ْ كانت راية ُ المنصور ِ وحـدها تقـذف ُ الرعـب َ في قـلوب ِ العدو .. فكيف إذا ً بجيشه ِ الجرار ؟؟
وا أسـفاه ُ على حـالنا اليوم !!!
في مُعـظمها مُـخـزية .. وأحيانا ً مُـبكية ..
آه وألف آه ..
..
بورك َ فيك ِ غاليتي بدور ..
مواضيعك ِ دوما ً مُـنتقاة ٌ بعناية .. لتحمل َ هدفا ً وتوصل َ رسالة ..
جزاك ِ الله ُ خيرا ً .. وجعل َ ما تكـتبين َ في ميزان ِ حـسناتك ِ ..
..
في حين خلى المجد فينا
بوركت وبورك نقلك
جيل التربية المحمدية
من نرى في الأقصى دويه
ومن سار في وجه كل خطط عنجهية
جيل نراه يحمل القرءآن ومعه تكبيرات جلية
سرد وخاطرة رائعة
دمت بود
ولا حرمني من مرورك
دائما تتجمل مواضيعي بتوقيعك الرائع عليها
وإضافاتك المميزة المتلألئة
دمت لنا يا حبيبة
وحياك ربي وباركك .