الحمدلله رب العالمين ، الحمد لله الذى تواضع كل شىْ لعظمته , الحمد لله الذى استسلم كل شى ْ لقدرته , الحمد لله الذى ذل كل شى لعزته , الحمد لله الذى خضع كل شى لملكه ، وصلى الله وسلم وبارك على الرسول الأكرم ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد .
يحزننا جميعا ما آلت إليه أوضاع أمتنا الإسلامية ، من ذل وهوان ، وضعف واستكانة ، وقد كنا فيما كنا من عزة وأنفة ، وقوة ومهابة ، وأي عزة نفخر بها نحن المسلمون وقد نادانا المولى عز وجل في كتابه وقال : (( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم )) (الأنبياء:10). ، وأي تكريم وتعظيم لنا يوم أن عظمت حرمتنا ، وصانت دماؤنا ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) (النساء:93) .
وبعد كل هذا ، نرى أن دماءنا الآن أضحت أرخص دماء ، بل لا سعر لها على الإطلاق ، وأعراضنا أكثر الأعراض استباحة ، أصبح المرء يستحي من دينه ، والمسلم يخجل بإسلامه ، والشاب يستحي من لحيته وثوبه ، و كذا الشابة من حجابها وحشمتها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
شيء مؤسف حقا أن نشعر في بلادنا ، بلاد العرب والمسلمين أن الإسلام أصبح غريبا كما بدأ ، ننظر إلى المظهر الاسلامي نظرة تخلف وازدراء ، ونشعر بأن الملتزم رجل جاءنا من القرون الوسطى ، والحجاب تخلف ورجعية ، والعفة غباء ولا منطقية ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
نسينا بل تناسينا أن عقيدتنا أعلى فنحن نسجد لله وغيرنا يسجد لشيء من خلقه أو لبعض من خلقه، وشريعتنا أعلى، فنحن نسير على شريعة الله وغيرنا يسير على شرائع من صنع خلق الله، ودورنا الأعلى فنحن الأوصياء على هذه البشرية كلها، الهداة لهذه البشرية كلها، وغيرنا شارد عن المنهج ضال عن الطريق، ومكاننا في الأرض أعلى، فلنا وراثة الأرض التي وعدنا الله بها، وغيرنا إلى الفناء والنسيان صائرون ، نحن الأعلون إن كنا مؤمنين، فلماذا الوهن والضعف وتقديم التنازلات والظهور أمام العالم بمظهر المنهزم المتخاذل .
ما بال أمتنا قد نكست أعلامها، وهزل جسمها، وأفلت الزمام من يدها، هل انقطعت الصلة بيننا وبين سلفنا وماضينا المشرق، أم أننا هجرنا أسباب العزة وعوامل النصر.
أجل حينما انحرفت أمتنا عن طريق ربنا وتحكيم شرعه في حياتنا أصبحنا أذل وأضعف أمة، حتى ظهرت النعرات الطائفية والعصبيات القبلية والنزعات العرقية، واعتززنا بغير الله، وافتخرنا بالولاء للشرق والغرب، وهجرنا كتاب الله المنقذ، وسنة النبي الهادي، فضرب الله علينا الذل والهوان، فكنا أن صرنا كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن: قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) .
يوم أن كانت أمتنا تفخر بدينها، وتعتز بإيمانها، وتربط نفسها بقوة الله التي لا تغلب.
ويوم أن كانت أمتنا ترفع راية الإسلام وتحكم القرآن، وتعلي راية الجهاد، يومها كانت لنا مواقف في العزة، كنا نبراساً لمن ينشد العز والقوة.
خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعه أبو عبيدة ، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنـزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة، يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال عمر: أوه لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.
في زمن العزة والقوة يدخل ربعي بن عامر إلى إيوان كسرى، معتمداً على رمحه، مخرقاً به السجاد والبسط، ويقف في عزة وشموخ قائلاً: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
دين الإسلام يا مسلمون دين العزة، ولذا فقد حرم الإسلام على المسلم أن يهون أو يستذل أو يستضعف، ورمى في قلبه القلق والتبرم بكل وضع يخدش كرامته ويجرح مكانته.
والإسلام يدع المؤمن مستقراً في المكان الذي ينبت العز ويهب الحرية الكاملة، والمؤمن واجب عليه أن يوفر هذه المعاني في بيئته، فإن استحال عليه ذلك فليتحول عن دار الهوان، ولينشد الكرامة في أي مكان، ((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) (النحل:28) .
إن اعتزاز المسلم بنفسه ودينه وربه هو كبرياء إيمانه، وكبرياء الإيمان غير كبرياء الطغيان، إنها أنفة المؤمن أن يصغر لسلطان أو يوضع في مكان، أو يكون ذنباً لإنسان، إنها كبرياء فيها الترفع على مغريات الأرض ومزاعم الناس وأباطيل الحياة، وفيها الانخفاض إلى خدمة المسلمين والتبسط معهم، واحترام الحق الذي يجمعه بهم، فيها إتيان البيوت من أبوابها، وطلب العظمة من أصدق سبلها.
العزة والإباء والكرامة من أبرز الخلال التي نادى بها الإسلام وغرسها في أنحاء المجتمع، وتعهد ثمارها بما شرع من عقائد، وسن من تعاليم، وإليها يشير الفاروق عمر بقوله: أحب من الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول بملء فيه: لا.
إن التكبير الذي نصدح فيه على منابرنا ونردده في منابرنا، ونكرره في صلواتنا، هو إعلان بيقين لا يهتز ولا يزيغ، بأن كل متكبر بعد الله فهو صغير، وأن كل متعاظم بعد الله فهو حقير.
إذا علمنا أن العزة مبدأ إسلامي، وخلق رفيع، فالذي يجب أن نعلمه أن العزة كلها لله، وليس شيء منها عند أحد سواه، فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره، ليطلبها عند الله الذي يملك وحده كل العزة ولا يذهب يطلب قمامة الناس وفضلاتهم وهم مثله طلاب محاويج ضعاف. إن العزيز في الدنيا والآخرة هو من أعزه الله، ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (آل عمران:26).
وأخيراً: لابد أن نربي أنفسنا أولاً، ثم أبناءنا والأجيال القادمة على معاني العزة، وربطهم بأسبابها ومصدرها ، إن من واجبنا أن نصنع العزة الحقيقية بأنفسنا.. بكلماتنا.. بمواقفنا.. بأفعالنا.. بعيداً عن العواطف والانفعالات، وإنما عزة موصولة بعزة الله، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .
لنشمخ بأنوفنا أمام دعاة الباطل وأرباب الشهوات، ولا يغرنا جمعهم، ولا يخيفنا مكرهم، فإنما يمكرون ويمكر والله خير الماكرين، ويكيدون كيدا ويكيد ربكم كيدا،
وليُغلبن مغالب الغلاب وما كيد المنافقين إلا في تباب
وإنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق وجوههم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه ، وفي النهاية سيكون النصر والتمكين لأهل الإصلاح والدين، والذلة والصغار والخسار للمنافقين والمفسدين، والله غالب على أمره ولكن المنافقين لا يعلمون .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.
إن التكبير الذي نصدح فيه على منابرنا ونردده في منابرنا، ونكرره في صلواتنا، هو إعلان بيقين لا يهتز ولا يزيغ، بأن كل متكبر بعد الله فهو صغير، وأن كل متعاظم بعد الله فهو حقير.
اللهم ردنا إلى ديننا مصدر عزنا مردا جميلاً..
جزاكِ الله خيراً أختي..
بارك الله فيك أختى الكريممة
كلامك أحرق قلبى على واقعنا الأليم
وسبحان الله نجد فى هذه الأيام حالة من اليأس تغلغلت الى قلوب الكثير من أخواننا وأخواتنا فى الله
وبصراحة لست أدرى لم ا اليأس ؟
أما قال الله عز وجل
"ولا تيأسوا من روح الله "
أما قال عز من قائل " وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
أما قال عز وجل
"كتب الله لأغلبن أنا ورسلى "
أما قال عز وجل
"ولله العزة ولرسوله "
والمبشرات بالنصر كثيرة من كتاب الله ومن سنة رسوله
يا شباب ……….ياأخوانا فى الله ……….ا يا أخواتنافى الله
وعدنا ربنا بالنصر فلم التخاذل ؟لم اليأس ؟
اخواتى فى الله الأمة ما ينقصها عدة ولا عتاد
أقول مرة أخرى الأمة ما ينقصها عدة ولا عتاد
الأمة ينقصها الايمان بالله
الأمة ينقصها حسن الظن بالله
نرى كثيرا من اخواننا وأخواتنا قد أساؤا الظن بالله ويقولون
أين النصر؟ أين التمكين؟ أين الاستخلاف؟
ولكن نسينا قول الله عز وجل
"ولينصرن الله من ينصره"
فللنصر أسباب
ياأمتى أين العمل بمقتضى كتاب الله وسنة رسوله ؟
أين الفهم الصحيح للأسلام ؟
أين المتقنون لأعمالهم ؟
وللتمكين والاستخلاف فى الأرض أسباب
" وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض "
هذا كلام رب العزة أفلا نصدقه ؟
ليس معنى ذلك أننا نهمل التقدم فى جميع المجالات
لكن برأيى الايمان هو الأصل وهو الذى يقودنا الى التقدم فى جميع المجالات
اللهم ردنا اليك مردا جميلا
بارك الله فيكِ
آسفة للاطالة
آآمييييييييييييييييين يارب العالمين
بارك الله فيك