الحمد لله القائل في محكم كتابه : } انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون{ والقائل: }يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير{
والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغرالمحجلين نبينا محمد القائل: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد وابوداود.
أما بعد :
فيا أمة الإسلام العظيمة يا }خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله{
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها :
يا من آمنتم بالله، رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
أيها المسلمون جميعاً :
لا شك أنكم تتابعون بكل عناية واهتمام الحملة الصليبية السافرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم دولي من بريطانيا ودول أوروبا النصرانية ، وحلف شمال الأطلسي وروسيا والدول الشيوعية السابقة ومن انضم إليهم من ملل الكفر والمرتدين وخبالة المسلمين، يجيشون الجيوش ، ويحزبون الأحزاب ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان لتحقيق أهداف أعلنوا عنها، في مقدمتها الإطاحة بالحكومة الإسلامية في أفغانستان، والقضاء على ما يسمونه (قواعد الإرهاب( .
ولا شك أنكم تدركون أن الأسباب التي يدعي هؤلاء أنها وراء حملتهم الصليبية هذه ليست إلا مجرد ذريعة لتحقيق أهداف مبيته عندهم ، أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنها في كتابه العزيز حيث قال: } ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا، ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون{ ، إنهم يريدون أن يقضوا على هذه الدولة الإسلامية ، لأنها إسلامية ، وإلا ففي أي شرع أوقانون تجوز معاقبة شخص لمجرد شبهة اتهام لم تثبت ، فضلاً عن معاقبة أمة بسبب ذلك الشخص؟! .
إن مما اتفقت عليه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ، ولكنهم يقاتلوننا لأننا أقمنا نظام حكم إسلامي مستقل ، وهذا في الحقيقة أشد عليهم من الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن.
أيها المسلمون في العالم :
إن السؤال الآن لم يعد حول ما إذا كانت العمليات التي تمت ضد أمريكا صواباً أم خطأ ، فالذي حصل حصل ، أيده من أيده وعارضه من عارضه.
إن السؤال المطروح الآن هو: ما هو واجب الأمة الإسلامية تجاه هذه الحملة الصليبية الجديدة على أفغانستان؟!!.
وما هو حكم من يتولى هؤلاء الصليبيين ويقف إلى جانبهم بأي نوع من أنواع الدعم والمساندة ؟ .
إن مما أجمعت عليه الأمة الإسلامية واتفق عليه الأئمة أنه في مثل هذه الحال التي نحن فيها اليوم يصبح الجهاد ضد هؤلاء الغزاة فرض عين على كل مسلم ، لا إذن لوالد على ولده ، ولا لسيد على عبد ، ولا لزوج على زوجه ، ولا لدائن على مدينه ، لا خلاف في هذا بين العلماء .
هذا عن حكم الجهاد ضد هؤلاء الغزاة ، وواجب المسلمين في ذلك .
أما حكم من تعاون مع هؤلاء ، فقد بينه الله سبحانه أكمل بيان.
يقول الله تعالى في محكم كتابه : } يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين { .
لقد بين الله سبحانه في هذه الآيات عدة أمور، منها :
1 – النهي عن موالاة اليهود والنصارى ودعمهم ومظاهرتهم .
2 – أن من يتولاهم ويعينهم ويظاهرهم حكمه حكمهم .
3 – أن موالاتهم من خصال المنافقين وأخلاقهم .
وقد بين سبحانه أن موالاة المشركين تنافي الإيمان بالله ورسوله، فقال تعالى: } ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي
العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء { .
ومن هذه الآيات وغيرها أخذ العلماء أن مظاهرة المشركين على المسلمين ناقض من نواقض الإسلام يحكم على صاحبه بالردة والخروج من الملة .
يا علماء الإسلام الكرام ، ويا أيها الدعاة إلى الله في كل مكان :
إن واجبكم الأول هو الصدع بهذه الحقائق ، لا تخافون في الله لومة لائم ، فذلك مقتضى الميثاق الذي أخذه الله تعالى على أهل العلم، قال تعالى } وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه{ ، فبينوا للناس دينهم ، وحرضوهم على الجهاد في سبيله ، قال تعالى: } يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال{ .
ويا أيها التجار وأصحاب الأموال :
إن واجبكم الأول هو الإنفاق في سبيل الله تعالى، قال تعالى: } إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة{ وقال: } مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم{ .
ويا شباب الإسلام :
إن واجبكم الأول هو الجهاد والاستعداد والضغط على الزناد، فقد قال تعالى : }فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد { .
ويا أيها المسلمون في كل مكان :
إن رسول الله r يقول لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ( وفي لفظ:يقاتلون على الحق ) لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة) رواه مسلم .
فهذا الحديث قسم الناس إلى ثلاث طوائف :
1- الطائفة المنصورة : وهم أهل الإسلام القائمون به المقاتلون عليه.
2 – الطائفة المخالفة : وهم اليهود والنصارى وأهل الكفر والردة وخبالة المسلمين.
3 – الطائفة المخذلة : وهم من قعد عن نصرة الطائفة المسلمة وزين ذلك للناس .
وليس هنالك طائفة أخرى ، فلينظر كل مسلم من أي هذه الطوائف هو.
وفي هذا الحديث أيضاً أن هذه الطائفة المنصورة لا يضرها من خالفها من المشركين ، ولا من خذلها ممن ينتسبون للإسلام ، فهي منصورة لا محالة.
ونحن على يقين من هذا النصر الذي وعدنا الله به في كتابه ، وعلى لسان رسوله r ، ولكن هذا النصر الموعود مشروط بنصرتنا لدين الله والإخلاص في ذلك ، قال تعالى: } ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز{ وقال: } إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم{ .
وعندما ينصرنا الله تعالى فلا تستطيع أمريكا وحلفاؤها وأنصارها الوقوف أمامنا ، قال تعالى: } إن ينصركم الله فلا غالب لكم{ .
إن أمريكا وحزبها مهما أوتوا من قوة فإن قوتهم لا تساوي شيئاً بالنسبة لقوة القوي الجبار، فالله تعالى يقول} ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ، وأعدوا
لهم ما استطعتم من قوة { وقال تعالى: } فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً { .
إن جنود أمريكا لا تخيفنا أعدادها ولا عددها ؛ لأننا من جند الله القائل } ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً{ .
والقوة الاقتصادية الأمريكية لا ترهبنا ، فالله تعالى يقول: } ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون{ .
وميزانياتها الدفاعية لا تفزعنا ، فالله يقول: } إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون{ .
وأنظمة الدفاع الأمريكية المتطورة لا تفت في عضدنا ،فالله سبحانه يقول: } وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار{ وقال: }وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً ، وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطؤوها، وكان الله على كل شيء قديراً{
فيا أيها المسلمون :
ثقوا بنصر الله تعالى الذي وعدكم به .. إن الله لا يخلف الميعاد. } ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور{ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خادم الإسلام والمسلمين
أمير المؤمنين
ملا محمد عمر (مجاهد(
وكلّنا ينتظر النصر القريب، نصر الله تعالى الذي وُعِدْنا به ..
إن الله لا يخلف الميعاد..