بسم الله الرحمن الرحيم
جاء النهي صريحا عن اعضال المرأة والاضرار بها من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة.
وذلك ان معقل بن يسار صحابي جليل زوج اخته رجلا من المسلمين فعاشت عنده حتى حصل في احد الايام
خلاف بين الرجل وزوجته فطلقها تطليقة واحدة ثم تركها حتى اذا مضت عدتها فكانت احق بنفسها.
فخطبت للزواج وكان ممن خطبها زوجها الذي طلقها فاختارته من بين من تقدم لخطبتها
وتراجع عن الذي حصل بينهما من خلاف فاختارته لما تعرف فيه من صفات حسنة.
فجاء الى اخيها معقل بن يسار فخطبها منه. فغضب معقل وقال للرجل: اكرمتك بها فطلقتها.
لا والله لا ترجع اليك فنزلت الآية: (واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن فلا تعضلوهن ان ينكحن ازواجهن اذا تراضوا بينهم بالمعروف) البقرة ـ 232.
وروي ان الآية نزلت في جابر بن عبدالله الانصاري كانت له ابنة عم فطلقها زوجها
تطليقة وانقضت عدتها فأراد مراجعتها فأبى جابر وقال له: طلقت ابنة عمنا ثم تريد ان تنكحها الثانية.
وكانت المرأة تريد زوجها فنزلت الآية تنهي عن اعضال المرأة وعدم تزويجها بمن تريده.
وقد يكون اعضال المرأة بان يمسكها زوجها بعد خلاف بينهما فلا هو زوجها ولا هو مطلقها
وانما ليقهرها وهذا حرام شرعا.. وللاسف يحصل من قبل بعض الازواج.
والمغزى هو وجوب ان يعامل الرجل زوجته بالمعروف فيغض الطرف عن بعض المثالب
مث تاخرها في بعض الطلبات الكثيرة التي يرغب بها الزوج حيث تكون مشغولة بتربية اطفالها
ورعايتهم والعناية بهم فلا يقسو عليها او يهينها.
ورب العزة والجلال امرنا حتى اثناء بغض الرجل زوجته بحسن العشرة لها.
قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
ولا يمنع الزوج ان يقوم بوضع خطة مرحلية لمعالجة الهنات التي تحصل من الزوجة فهو
صمام الامان للاسرة والمحافظ عليها والغرض ان تستمر الحياة الزوجية ضمن بوتقة الوفاق وادامة
المحبة والتعاون المثمر والبناء من اجل انشاء جيل واع مؤمن بربه محب لوطنه.
ومن المفيد القول هنا: ان ديننا الحنيف حثنا على الصبر الجميل على الاذاية الحاصلة
من الزوجة وقد قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الباب: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر) رواه مسلم.
وليس من حق الزوج اضرارها واذايتها طالما انها محافظة على دينها ومحافظة على
مروءتها وقائمة بحقوق الزوجية واوصي اولئك المتطاولين المتغطرسين بالرفق بالمرأة واحترام مشاعرها،
وعدم التعالي عليها فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم خيركم لاهله، وانا خيركم لاهلي) فالذين
يتعاملون بالحسنى مع نسائهم هم قلة حيث تجد مجالس الانس والانبساط مع الاصدقاء والخلان
ومجالس الشتم والتهكم مع الاهل في البيت وهذه ليست من خلال المؤمنين ولا من صفاتهم الحسنة
وبعض الرجال يكون بليد الحس والمشاعر مع اهليهم ثقيل الظل ويكون المرح المحبوب خارج البيت.
فيا معشر الرجال (رفقا بالقوارير) انكم اخذتموهن بكلمة الله وربنا سبحانه سمى العلاقة بين الزوجين
بالميثاق الغليظ فلا تحلوا هذا الميثاق لاسباب بسيطة تافهة.
والله يرعاكم.
م
ن
ق
و
و
ل
ن
ق
و
و
ل