إن الذين يستقبلونه على أنه شهر جوع ونوم وحرمان نهاري وشبع وسهر ليلي وأعمال وأقوال لا تجاوز اللسان ولا يعمر بها جنان لن يستفيدوا من معطياته ولن ينهلوا من خيراته.
وأما الذين يستقبلونه على أنه مدرسة لتقوية الإيمان ومحطة لتهذيب الأخلاق والسلوك وتقوية للضمائر والأرواح وانطلاقة جادة لحياة أفضل ومستقبل أكمل فهؤلاء هم المستثمرون له فقد أغذوا السير وأعدوا العدة لتروّح نسماته والنهل من خيراته وبركاته، هؤلاء هم الخليقون بالرحمات الحقيقون بالخيرات الجديرون بالعطايا والهبات والمبشرون بروح الجنات، هؤلاء بإذن الله هم المعول عليهم بعد الله في صلاح الأوضاع واستنزال النصر والعزة وكسب الجولات في إسعاد المجتمعات ومواجهة التحديات، وما أحوجنا إلى هذا الجيل الإيماني اليوم ونحن نواجه التحديات من قوى الشر والطغيان، وإن الغيور ليتساءل بأي حال يستقبل إخواننا المسلمون في الأرض المباركة فلسطين شهر رمضان وهم يواجهون العدوان اليهودي الغاشم ضد مقدسات الأمة ومقدراتها هناك، بأي حال يستقبل إخواننا المسلمون في كشمير والشيشان وفي بقاع كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم، إن الواجب علينا ياعباد الله شكر نعمة الله على ما نعيشه من أمن وأمان، وأن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان ما نستطيعه من دعاء وبذل وعطاء لاسيما من ذوي المال الذين تربطهم بهم عقيدة الإسلام فيقدمون العون لهم كيف وقد حل فينا شهر الخير والبركة وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخواننا المحتاجين من قريب وبعيد ولاسيما إخواننا المجاهدين في فلسطين وكشمير والشيشان وغيرها فنمد لهم يد العون والمساعدة، وهذا من واجب الإخوّة الإسلامية.
وهمسة محب ناصح في أذن كل من يواقع معصية أو يقترف خطيئة ليتوب فإن شهر رمضان فرصة للإقلاع والندم والإنابة وهو مدرسة الصبر والتحمل والقوة والإرادة فلنبادر جميعاً إلى الكف عن الوقوع في أي لون من ألوان المحرمات في حقوق الله أو في حقوق عباد الله لاسيما والأجواء الإيمانية والأوقات الروحانية تعين على ذلك، كيف والعمر قصير والأجل يأتي بغتة، كما أن الدعوة موجهة وبإلحاح إلى القائمين على وسائل الإعلام والمسؤولين عن القنوات الفضائية أن يتقوا الله في الأمة في هذا الشهر الكريم فيبثوا الخير والفضيلة ويكفوا عن الشر والرذيلة تأدباً مع قدسية الزمان ورعاية لحرمة شهر رمضان.
{ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
(د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس)
ونسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان و يوفقنا لصيامه وقيامه ويتقبل منا ومنكم صالح ا لأعمال . اختك المحبه في الله رائده
اشكرك على التواصل الدائم والجميل
ونسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان و يوفقنا لصيامه وقيامه ويتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم آآآآآآآآمين