تخطى إلى المحتوى

رمضان فرصة للطائعين والمقصرين 2024.

إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون أولاً بالحمد والشكر لله جل وعلا والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، وأي عبدٍ لله لم يلم بشيء منها؟؟ كما يجب الخروج من المظالم وأداء الحقوق إلى أصحابها والعمل على الاستفادة من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً. بهذا الشعور والإحساس يتحقق الأمل المنشود وتسعد الأفراد والمجتمعات، أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء بل لعل بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً والعياذ بالله فذلك انهزام نفسي وعبث شيطاني له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».. فلتهنأ الأمة الإسلامية جمعاء بحلول هذا الشهر العظيم وليهنأ المسلمون جميعاً بهذا الوافد الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بفتح أبواب الجنان وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران، يالها من فرص لا يرحم فيها إلا مرحوم، ولا يحرمها إلا محروم، ويابشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام. فالله الله عباد الله في الجد والتشمير دون استثقال لصيامه واستطالة لقيامه واستبطاء لأيامه وحذار حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه أو تعاطي مفطراته الحسيّة والمعنوية، ولقد جهل أقوام حقيقة الصيام حينما قصروه على الإمساك عن الطعام والشراب فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق اللسان من الوقوع في الغيبة والنميمة والكذب والبهتان ويطلقون للآذان والأعين العنان لتقع في الذنوب والعصيان، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

إن الذين يستقبلونه على أنه شهر جوع ونوم وحرمان نهاري وشبع وسهر ليلي وأعمال وأقوال لا تجاوز اللسان ولا يعمر بها جنان لن يستفيدوا من معطياته ولن ينهلوا من خيراته.

وأما الذين يستقبلونه على أنه مدرسة لتقوية الإيمان ومحطة لتهذيب الأخلاق والسلوك وتقوية للضمائر والأرواح وانطلاقة جادة لحياة أفضل ومستقبل أكمل فهؤلاء هم المستثمرون له فقد أغذوا السير وأعدوا العدة لتروّح نسماته والنهل من خيراته وبركاته، هؤلاء هم الخليقون بالرحمات الحقيقون بالخيرات الجديرون بالعطايا والهبات والمبشرون بروح الجنات، هؤلاء بإذن الله هم المعول عليهم بعد الله في صلاح الأوضاع واستنزال النصر والعزة وكسب الجولات في إسعاد المجتمعات ومواجهة التحديات، وما أحوجنا إلى هذا الجيل الإيماني اليوم ونحن نواجه التحديات من قوى الشر والطغيان، وإن الغيور ليتساءل بأي حال يستقبل إخواننا المسلمون في الأرض المباركة فلسطين شهر رمضان وهم يواجهون العدوان اليهودي الغاشم ضد مقدسات الأمة ومقدراتها هناك، بأي حال يستقبل إخواننا المسلمون في كشمير والشيشان وفي بقاع كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم، إن الواجب علينا ياعباد الله شكر نعمة الله على ما نعيشه من أمن وأمان، وأن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان ما نستطيعه من دعاء وبذل وعطاء لاسيما من ذوي المال الذين تربطهم بهم عقيدة الإسلام فيقدمون العون لهم كيف وقد حل فينا شهر الخير والبركة وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخواننا المحتاجين من قريب وبعيد ولاسيما إخواننا المجاهدين في فلسطين وكشمير والشيشان وغيرها فنمد لهم يد العون والمساعدة، وهذا من واجب الإخوّة الإسلامية.
وهمسة محب ناصح في أذن كل من يواقع معصية أو يقترف خطيئة ليتوب فإن شهر رمضان فرصة للإقلاع والندم والإنابة وهو مدرسة الصبر والتحمل والقوة والإرادة فلنبادر جميعاً إلى الكف عن الوقوع في أي لون من ألوان المحرمات في حقوق الله أو في حقوق عباد الله لاسيما والأجواء الإيمانية والأوقات الروحانية تعين على ذلك، كيف والعمر قصير والأجل يأتي بغتة، كما أن الدعوة موجهة وبإلحاح إلى القائمين على وسائل الإعلام والمسؤولين عن القنوات الفضائية أن يتقوا الله في الأمة في هذا الشهر الكريم فيبثوا الخير والفضيلة ويكفوا عن الشر والرذيلة تأدباً مع قدسية الزمان ورعاية لحرمة شهر رمضان.
{ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.

(د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس)

اختي الغاليه وسام متميزه دائما و لك شكري وتقديري وطرحك مميز على ما قدمته لنا من نصيحة ثمينة وجزاكي الله الخير الوفير وسدد الله على درب الخير خطاكم .
ونسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان و يوفقنا لصيامه وقيامه ويتقبل منا ومنكم صالح ا لأعمال . اختك المحبه في الله رائده
اختي رائدة بارك الله فيك واسعدالله ايامك لاكي
اشكرك على التواصل الدائم والجميل لاكي

ونسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك رمضان و يوفقنا لصيامه وقيامه ويتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم آآآآآآآآمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.