محمد بن عبد الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا
من المعلوم أن النعم من الله عز وجل و على العبد أن يحافظ على هذه النعم
و ذالك بشكر الله , فالشكر هو سر دوام النعم و زيادتها
وذالك لأن النعم من الله تعالى وهبها لخلقه اختباراً و امتحاناً لهم فمن جحدها سلبت منه
و ربما بقيت معه استدراجاً له
ثم تذهب كأن لم تكن بغمسة واحدة في النار (أجارنا الله منها)
و أما من عرف حقها و شكرها
فإن الله تعالى يحفظها له و يديمها عليه و يزيدها و ينميها له
و الشكر معه المزيد أبداً
لقوله جل و علا: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد﴾ [إبراهيم: 7]
أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي فجعل الله الشكر علامة للزيادة و العكس
وهذا وعد من الله جل و علا صادق و لابد أن يتحقق
و في حديث قدسي:أن الله عز وجل يقول:
"أهل ذكري أهل مجالستي و أهل شكري أهل زيادتي"
فالله تعالى لا يرزق عبداً الشكر إلا و رزقه معه الزيادة مع حفظها و دوامها و لهذا كانوا يسمون الشكر بالحافظ
لأنه يحفظ النعم الموجودة و الجالب لأنه يجلب النعم المفقودة
و أثر عن علي رضي الله عنه أنه قال:النعمة موصولة بالشكر و الشكر يتعلق بالمزيد
و لن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد
و كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: "نعم الله بشكر الله"
و قال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين لسفيان الثوري رحمه الله:
"إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها و دوامها فأكثر من الحمد و الشكر عليهافإن الله قال في كتابه: "لئن شكرتم لأزيدنكم"
و قال المغير بن شعبة رضي الله عنه:
أشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإن لا بقاء للنعم إذا كفرت و لازوالها إذا شكرت
و كان الحسن رحمه الله يقول: يا ابن آدم متى تنفك من شكر النعمة و أنت ملتهم بها
كلما شكرت نعمة تجدد لك بالشكر أعظم منها عليك
فأنت لا تنفك بالشكر من نعمة إلا إلى ما هو أعظم منها و قيل إذا قصرت يداك عن المكافئة فليطل لسانك بالشكر
و كلفهم بالشكر بقدر طاقتهم و كل شكر و إن قل ثمن لكل نوال و إن جل
إن صلاح الحياة يتحقق بالشكر و نفوس الناس تزكوا بالإتجاه إلى الله و تستقيم بشكر الخير
و تطمئن إلى الإتصال بالنعم فالمنعم موجود و النعمة بشكره تزكو و تزيد
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أشكر المنعم عليك فإنه لا نفاد للنعم إذا شكرت
و لا بقاء لها إذا كفرت و الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير
فمتى لم ترى حالك في مزيد فاستقبل الشكر لترى الزيادة من كريم و هو الله عز وجل و حسبك به
و تلك عاجل بشرى المؤمن و في الآخرة (ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر)
قال تعالى : ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (سورة الجمعة/4)
ختــــــاماً ما كان من صواب فمن الله و ما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
دمتم بخير
قال تعالى : ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (سورة الجمعة/4)
موضوع مهم
طرح رائع .. فالشكر نعمة أفتقدناه في هذه الأيام .. فكثيراً .. ما نسمع ..
(أنا لا أملك مثل فلان أوفلان بالله ما أعطاني الله ) فنغفل عن النعم ومن قم نعجز عن الشكر ..
سلم قلمك الندي فكم يحمل من معاني جليلة..
فالشكر لله نهج الصالحين ..
فالغافل لايشكر
والمغتر بقوته لا يشكر
قد يكون الصبر أهون من الشكر عند بعض الناس ولذلك يقال أن : غني ٌ شاكر أفضل من فقير صابر
لان الصبر يكون مع الضعف . اما الشكر فيكون مع القوة والرخاء وهذا بنظري أنا أصعب
يكون الشكر بردّ النعمة إلى المنعم .. فقارون لم يرد نعمة المال الذي عنده لله المنعم الرازق بل ردّه لنفسه وقال : إنما أوتيته على علم عندي فكان أن خسف الله به وبداره الأرض ..
لان من أعظم دلائل الشكر أن يعزو المسلم النعم والفضل كله لله
ذلك الفضل من الله
ألبسك الله حلل الجنة
بارك الله فيك هوازن
موضوعك قمة في الروعة
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ الأمة
: