لو سألتكِ أيتها الأخت الحبيبة :
ما وجه الشبه بين الماء والوقت ؟
لا شك أنك ستبتسمين .. ثم تقولين : ما هذا السؤال الغريب !!
ومعك حق
فللوهلة الأولى لا يبدو هناك أي وجه للتشابه .
إلا أنني أجد بينهما وجها ً كبيرا ً للشبه .
الماء .. والوقت كلاهما هو الحياة .
فالماء : منه جعل الله كل شيئ حي
أي : لا ماء ………………….. فلا حياة..
أما الوقت : فهو العمر
فحياتك هي ساعات وشهور وسنوات
ومع ذلك
كلاهما لا قيمة له عند الإنسان ….. إلا من رحم ربك
الماء يجري ليلا ً ونهارا ً بدون شعور بقيمته ,,,, وإذا عزّ وندر دفع المرء كل ما يملك مقابل كأس الماء
ولذلك عرّفوا الماء فقالوا : هو أهون موجود ,,,,,, وأعزّ مفقود
أما الوقت .. فإن العمر يٌسرق ُ منا ولا ندري أنه سُرِق
الوقت ُ أنْفَسُ ما عُنيْتَ بحفظه ************* وأراه أهون ُ ما عليك يضيع ُ
قال الحسن البصري :
أدركت ُ أقواما ً أشد ّحرصا ً على أوقاتهم منكم على دراهمكم .
ونتساءل :
لماذا وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الاستهتار بالوقت , وعدم استغلاله ؟؟
منطلقات أساسية للحديث عن الوقت :
*** الوقوف عند الهدف من وجودنا :
إن معرفة المرأة المسلمة لهدف وجودها يجعلها تحافظ على وقتها .
تسعى المسلمة في كل وقت لتحقيق عبوديتها لله .. فتعمل على ذلك في كل أحوالها . . وتراقب الله في كل سكناتها .. ومن خلال ذلك تدرك تماما أن الزمن هو بوابتها للارتقاء في العبادة , والتقرب إلى الله .
فإن أضاعت وقتها فقد أضاعت عمرها .. ولئن أضاعت عمرها فقد أضاعت كل شيئ .
*** قصر عمر أمتنا :
وهذا يدفعنا إلى استغلال كل نَفَس ٍ من أنفاسنا .. وكل لحظة من لحظاتنا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الر سول صلى الله عليه وسلم قال :
أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك . رواه الترمذي وابن ماجة
هذا فضلا ً عن أن الإنسان إذا عمّر هذا العمر القصير , فإنه يبدأ ضعيفا ً وينتهي ضعيفا .. فاستغلال الوقت في البداية والنهاية لا يكون على الوجه المطلوب .
وهل يدرك بشرٌ النفسَ البشرية وأعراضها وضعفها وبهذه الدقة كما يدركها حبيبنا المصطفى صلوات ربي عليه :
إغتنم خمسا ً قبل خمس : حياتك قبل موتك , وصحتك قبل سقمك , وفراغك قبل شغلك , وشبابك قبل هرمك , وغناك قبل فقرك .
أخرجه الحاكم ( صحيح على شرط الشيخين )
قال ابن القيم رحمه الله :
السنة شجرة , والشهور فروعها , والأيام أغصانها , والساعات أوراقها , والأنفاس ثمرها : فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمره طيب .
*** سرعة الزمن :
كثيرا ً ما نقول : ما أسرع الزمن .. !!! ما أقصر الوقت !!!
وهذا له أصل في الحقيقة ..
فالزمن سيف ٌ بتّار.. فهو لا ينتظر الغافلين المعرضين حتى يستيقظوا
وكل يوم ٍ تغيب شمسه لا يعود إلى يوم القيامة ,,, كسب فيه من كسب , وخسر فيه من خسر .
مرت سنون بالوصال وبالهنا ********** فكأنها من قصرها أيام
ثم انقضت أيام هجر ٍ بعدها ********* فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها ******** فكأنها وكأنهم أحلام
وهكذا يمضي العمر .. ومن قصره يبدو في النهاية وكأنه حلمٌ مَرََّلا أكثر
إن الذين يدركون سرعة الزمن هذه هم الذين يوفقون لاغتنام أوقاتهم . وحياتهم , ويبارك الله في أعمالهم .
ولقد فهم ذلك الصحابة جيدا ً :
يقول عبد الله بن مسعود :
ما ندمت ُ على شيئ ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي .
*** الوقت إذا لم يُقض َ بالخير قضي بضده :
فالنفس إن لم تشغليها بالخير شغلتكِ هي بالشر . وإن لم تشغليها بالطاعة شغلتكِ َبالمعصية .
فالوقت سيمضي لا محالة , والموفقة هي التي تستثمره بالحلال والخير.
لا شك أن الجميع يعرف أهمية الوقت .. ومع ذلك فإن أغلب الناس يضيعونه بلا فائدة .
ولو سألنا أختاً عن الوقت لسردت لنا الكثير من الآيات والحاديث عن أهميته . ثم قامت إلى التلفاز لتشاهد ما لا يفيد ولا ينفع .
هنالك صراع في النفس : فهي تحب اللهو .. وعدم الجهد .. تنزع للراحة .. والترفيه .. فتتصارع النفس بين ما يجب وما تحب
وبين المحبة والواجب .. بين ضعف الإنسان وكثرة المغريات نجد أنفسنا تائهين في خضم الحياة .
استعراض لبعض الملهيات عن استثمار الوقت :
## التسويف وطول الأمل :
قال تعالى : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ( سورة الحجر 3 )
قال أبو عثمان النهدي :
بلغت ُ مائة وثلاثين سنة وما من شيئ إلا عرفت فيه النقصان إلا أملي فإنه كما هو .
قال الحسن البصري :
ما أطال عبدٌ الأمل إلا أساء العمل .
فكيف تحسن العمل من تقول : أمامي العمر طويل , وما زلت شابة .. ؟؟
كيف تحسن العمل من تقول سأتفرغ لديني عندما أنتهي من الدراسة وتأمين العمل والزواج والإنجاب وووووووووو ,,,,,,,,,,,, ؟
قيل :
إياك والتسويف .. فإنه يغرق الهلكى , وإياك والغفلة فإن فيها سواد القلب .
وقيل :
أحذركم سوف فإنها أكبر جنود إبليس .
وأكثر صياح أهل النار من : سوف .
كيف يفرح في هذه الدنيا مَن يومُه يهدِم شهرَه ؟ وشهرُه يهدِم سنتَه ؟
َ
يا ابن آدم ! إنما أنت أيام إذا مضى بعضُك مضى عمرك .
ِ
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *********** وكل يومٍ ٍ يُدْنينا من الأجل ِ
# # من الملهيات : الإنشغال بالأمور التافهة :
كارتياد الأسواق بكرة وعشيا .. والاهتمام الزائد بالموضة , وبالأمور الدنيوية المادية , وقضاء معظم الوقت أمام التلفاز .. وعند تركه يكون قد شغل الفكر َ والعقل َ والقلب َ بكل هابط وخسيس .
## من الملهيات : التحسر على الماضي بلا استدراك للحاضر .
وهذا من دسائس اٍلشيطان , فيدفع المرء للحزن على ماض ٍ ضائع دون عمل في الحاضر ولا تخطيط للمستقبل .
يقول الشيخ محمد الغزالي :
أتدري كيف يُسرَقُ عمر ُ المرء منه ؟
يذهل عن يومه في ارتقاب غده , ولا يزال كذلك حتى ينقضي أجله .. ويده صفرٌ من أي خير .
## من الملهيات : القدوة السيئة
فإذا عاتبنا إحداهن على إضاعة الوقت ردت على الفور : ولكني أحسن من فلانة !
وفي خضم الحياة ومغرياتها تتناسى الكثيرات أنه في أمور الدين والخير تكون المقارنة والمفاضلة بالأفضل والأتقى .
## من الملهيات : الهوى والضعف .
فهناك من تدرك أهمية الوقت ,, وتعرف كيف تستفيد منه , وتعلم أن إضاعة الوقت خسارة كبيرة , ومع ذلك يضيع وقتها !
فضعف الهمة والميل إلى الهوى يبعدها عن استثمار وقتها .
وكلما همت بعمل جليل مفيد ضعف عزمها وصور شيطانها لها العمل صعبا ً بل مستحيلا ً …. .. فتتركك العمل , وتضعف وتتخاذل .
ومعالجة ذلك تكون بمدافعة الشيطان واستحضار الأجر في مغالبته .. مع استحضار أجر العمل الذي تنوي فعله ..
وعليها دائما أن تستحضر الحكمة القائلة : كم من شهوة ذهبت لذتها وبقيت تبعتها .
وأن تستحضر دائما أن تعب الطاعة اليوم يذهب ويبقى الأجر .. فمن منا يتذكر تعب صيام رمضان الفائت ؟؟ أو تعب الحج ؟ أو العمرة ؟
ثم إن الأمر يحتاج إلى المجاهدة .
فمن أرادت المعالي سعت لها سعيها :
لا تحسبن المجد تمرا ً أنت آكله ********* لن تبلغ المجد حتى تلعق َ الصَبِرا
هذا لبلوغ المجد ..
فكيف بمن تريد أن تبلغ جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ؟
علينا أن ندرب أنفسنا على عشق المعالي .. فتتعود على استحقار كل أمر تافه ووضيع .
## من الملهيات : الشعور بالقصور :
كترديد عبارات :
أنا لا أحسن .. أنا لا أعرف .. أنا لا أجيد ..
أنا لا أستطيع الحفظ ! ذاكرتي ضعيفة .. تركيزي ضعيف
لا أستطيع .. لن أنجح
انا أتلعثم بالكلام
كل ذلك يعالج بالنية الصادقة
ثم بتجريب النفس وتدريبها المستمر
فإن أفلحت فنعم الجهد
وإن أخفقت فليس ذلك نهاية العالم ,, بل تعيد الكرة وتحاول من جديد مرات ومرات دون يأس واستسلام ……
فلا يريد منا شيطاننا إلا اليأس والإحباط .
## ومن الملهيات : الإسراف في النوم
يكون النوم بحسب الحاجة . وعند ذلك نعتبر النوم بحد ذاته عبادة
عبد الله بن عباس :
إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي .
ويقاس على ذلك كل شيئ
أمور تعين المرأة على حفظ وقتها :
1ــــ مراقبة الله تعالى والخوف منه والعلم بأن الله سائلنا عن عمرنا فيما أفنيناه وعن جسدنا فيما استعملناه .
2ــــ معرفة المرأة بالأزمنة والأمكنة الفاضلة لاستغلالها :
أزمنة مباركة : رمضان , الثلث الأخير من الليل , البكور.. عشر ذي الحجة ,
أمكنة مباركة : الحرمان , المسجد الأقصى
3ــــ شعور المرأة بواجبها ودورها في المجتمع :
فالرغبة بإيصال الخير للناس والشعور بالمسؤلية في إعداد أجيال رائدة واعية , واجتثاث الرذيلة من المجتمع ….
كل ذلك يقودنا إلى نقطة هامة وهي اختيار الجليس الصالح .
فإذا كان وقتي هو عمري فانا أضن به .. أن أهدره بمصاحبة من لا تحسن إلا : قالت فلانة , وذهبت علانة ..
يقال إن الناس صنفان :
صنف ٌ تموت الناس بمخالطتهم وهم أحياء
وصنف ٌ تحيا القلوب بذكرهم .. وإن كانوا أمواتا ً .. كسيرة سلفنا الصالح
مررت ُبقبر ابن المبارك غُدوة ً ********** فأوسعني وعظا ً وليس بناطق ِ
[CENTER]
/[/CENTER
موضوع أكثر من رائع
ونصائح غايه في الأهميه
بارك الله فيكي علي الطرح القيم
وجعله الله في موازين حسناتك.
ما شاء الله تبارك الرحمن موضوع رائع ومتميز
بارك الله فيك وفي جهودك
الوقت نعمة عظيمة وعليا استغلالها الاستغلال المتاز في طاعة الله
ونيل الحسنات
بارك الله فيك وفي جهودك
الوقت نعمة عظيمة وعليا استغلالها الاستغلال المتاز في طاعة الله
ونيل الحسنات
حماك الله
كلمة متميزة فعلا
فسبحان الله لم نعد نهتم بالوقت و لا بضوابطه
و ضوابط ديننا …..
و سيأتي يوم نندم أشد الندم عن الإستهتار هذا
بارك الله فيك و في قلمك
و بارك الله لنا في وقتنا
وفيك بارك الرحمن
أسعدني أن الموضوع نال إعجابك
أتمنى أن ينفع الله به
شكرا لكلماتك الجميلة
أسعدني أن الموضوع نال إعجابك
أتمنى أن ينفع الله به
شكرا لكلماتك الجميلة
جميييييييييييييييييل جدا ومفيد ومميز
بارك الله فيك غاليتي بدور
وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك غاليتي بدور
وجعله في ميزان حسناتك
حباك الله يا غالية
زاد الموضوع تميزاً بمرورك
نورت بكلماتك العاطرة ..
أسأل الله ان ينفعنا ويوفقنا لتدارك أعمارنا وأوقاتنا
زاد الموضوع تميزاً بمرورك
نورت بكلماتك العاطرة ..
أسأل الله ان ينفعنا ويوفقنا لتدارك أعمارنا وأوقاتنا
بارك الله فيكي غلاتي
وجمعنا في الفردوس الااعلى
وجمعنا في الفردوس الااعلى
بارك الله فيك يا غاليه
أسعدني جدا قراءه الموضوع كلمه كلمه بتمعن