سألت أحدى الزوجات زوجها: ماذا تعني الأنثى عندك؟
فكان رده كالآتي: الأنثى هي مصدر الإكتفاء العاطفي والجنسي.
عزيزتي المرأة المسلمة، ما أدق هذا التعبير الشامل الواسع الكبير الذي يحتاج منا إلى تفصيل.
كيف يتحقق الإكتفاء العاطفي؟
إن المرأة تنتظر إلى رفيقها كأنه طفلها تحتويه بكل وسائل الاحتواء العاطفية والروحية والجسدية، ومن خصائص المرأة السوية الأبداع والعطاء والحنان والحب.
تعالى معي عزيزتي المرأة المسلمة؛ لنتعرف على ما يريده الرجل من خلال رسالة يرسلها الباز في كتابه [[ رسالة إلى زوجتي ]] نختار منها هذه النقاط، وهي ما تجلب الحب والمودة بين الأزواج.
1- املئي عليًّ حياتي وواقعي وبيتي.
2- حاولي أن تكوني أجمل امرأة في عيني؛ فالجمال قسمة عادلة بين النساء، ولكن بعض منكن لا تحسن إبرازه في صورة لائقة، وفي مظهر مقبول ومعقول.
3- كوني قريبة مني دائمًا في كل شيء؛ في النوم واليقظة، في الحل والترحال، في الخلوة والتفكير، في الطعام والشراب، وفي كل شيء.
4- كوني رحيمة بي وبأولادي وبالناس، فالرحمة لا تُنزع إلا من شقيّ.
5- أحيطيني بالحب والعطف والحنان والرعاية الكاملة.
من أقوالهم:
يقول الروائي الروسي الشهير [ توغينيف ]: سأتخلى عن كل عبقريتي وكبتي، لقاء زوجة تنتظر قدومي على العشاء بلهفة وشوق.
وتقول زوجة [ والتر دامروش ] -وهي ابنة [ جيمس بلاين ] أكبر خطباء أمريكا وأحد مرشحيها للرئاسة- عندما سُئلت عن أسباب سعادتها: [[ إذا كان اختيار الشريك المناسب هو الأمر الأول والأساسي في نجاح الزواج؛ فإن اللياقة واللباقة هي الأمر الثاني، فيا ليت الزوجات تتحلين باللياقة واللباقة في معاملة أزواجهن كما هن مع الغرباء؛ لأن أحدًا لا يحتمل اللسان السليط ]].
قالت لأبنتها:
قالت أم تنصح أبنتها:
[[ يا ابنتي، أنتِ مقبلة على حياة جديدة فيها، ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك أحد، حتى لو كان من لحمك ودمك، كوني له زوجة, كوني له أمًا، اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته ]].
الشاهد في قول الأم: كوني له أمًا
نفهم من ذلك أن الرجل يحتاج إلى المرأة التي تحيطه بالحب والحنان والرعاية الأمومية مثل الأم مع أطفالها، إن هذا العطاء الذي يشرق من داخل نفسك بكل الفضائل والحب والخير والصفاء بلا حدود يجعل الحياة تسمو فوق الأنانية، والعداوة والبغضاء والكراهية، والحقد والحسد، هذا الحب الذي يسمو بالمرأة إلى مدارج الرقي والحنان والعطاء.
فليفض صدرك وقلبك بالحب والحنان، كما تفيض روحك بالخير والعطاء.
إن الرجل في حاجة إلى من يمنحهم الحب والعطف والحنان والمودة، والمرأة التي هذه سماتها هي المرأة الصالحة التي تعرف حق زوجها وأبنائها، وبيتها وأسرتها ومجتمعها، وتأملي معي قول ربنا تعالى: [[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ]] [الروم : 21]
الاكتفاء الجنسي:
إن الإسلام قد ضمن لكل من الرجل والمرأة الطريقة الأسلم والألذ والأمتع لقضاء غريزة الجنس، وهي غريزة فطرية، حيث يشعر كل منهما بالأمان والاطمئنان، وهو يفضي على شريكة بجسده وروحه وحسه ومشاعره، هذا الإفضاء الذي يربط الأرواح بالأرواح، ويصل النفوس بالنفوس، ويوصر العلاقات ويجذب القلوب.
فكان الزواج هو الطريق الوحيد والفريد الذي ارتقى بهذه الغريزة وهذبها في حدود الفطرة، في حدود علاقة شريفة نظيفة بين رجل وامرأة، تجمعهما أكثر من رابطة.
كان من أهمها العلاقة الجنسية، ثم بعد ذلك تتحول لتطفي عليها علاقة أخرى؛ كالحب والمودة والسكينة والرحمة والأمن والاطمئنان، وبذلك يصل الإسلام بالغريزة والشهوة إلى درجة السمو والرفعة؛ فيرتقي الفرد والمجتمع.
إن الاتحاد والحسي والنفسي الذي يحرص الإسلام على تحقيقه بين الزوجين أثناء العلاقة الحميمة له فوائده الكثيرة، التي لا تخفى على من لهم إلمام في العلوم النفسية والجنسية، ويكفي أنه يضمن الاشباع الكامل للطرفين، مما يحقق معه احصانهما وتوثيق عرى المحبة والمودة بينهما.
والسؤال الآن:
لماذا نهتم بأمر الجنس بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية طبعًا؟
لأن من أعظم غايات الزواج هو العفة، والعفة لا تأتي إلا من هذا الطريق المأمون السليم بين الأزواج، وهو بذلك من أشرف الأهداف والغايات التي وعد الله صاحبها بأن يعينه ويغنيه إن كان قصده العفاف، قال صلى الله عليه وسلم: [[ ثلاث كان حق على الله عونهم؛ المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح يريد العفاف ]]. حسنه الألباني في صحيح الجامع.
إن حاجة الرجل إلى المرأة وحاجة المرأة إلى الرجل كحاجة الإنسان إلى الطعام والشراب.
انظري إلى قول الله تعالى: [[ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ]] [البقرة : 187]
ويقول تعالى: [[ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ]] [البقرة : 223]
وعلى المرأة أن تعي أهمية العلاقة الخاصةـ، ولا تمنع الزوج حقه، وفي الحديث [[ إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التنور ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجىء، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح ]]. رواه البخاري.
فلا تنسى المرأة أن النجاح في العلاقة الخاصة هي من أسباب السعادة الزوجية، وهي من الروابط الهامة لتضمن لنفسها ولزوجها العفة والعفاف.
ولا تنسى أنها بحاجة إلى هذه العلاقة، كما أن الرجل بحاجة إليها، مما يجعل المرأة تتهيأ لها نفسيًا وجسديًا وعاطفيًا حتى تصل إلى الدرجة التي تتعادل فيها مع الزوج؛ فيصلان للمتعة المشتركة التي تزيد الترابط والأواصر الحميمة بينهما.
وفي أهمية هذا الموضوع يقول عالم النفسي جون واطسون: [[ إن الجنس هو الموضوع الأكثر اهمية في الحياة، وهو السبب الأول في تحطيم سعادة الزوجين ]].
ويقول الدكتور [[ هاملتون ]]: [[ إن الطبيب النفسي المتهور وحده من يقول إن عدم التوافق الجنسي ليس مصدرًا للخلافات الزوجية، وعلى أي حال فإن بالامكان تجاهل كل الخلافات الناجمة عن مصاعب الحياة فيما لو كانت العلاقة الجنسية متكافئة ]].
وتشير الكثير من الدراسات الجنسية الحديثة إلى أن الانحرافات والخيانات والمشاكل التي تصيب الحياة الزوجية إنما تعود في معظم الحالات إلى عدم التجانس الجنسي والنفسي بين الزوجين، وعدم بلوغها درجة الاتحاد.
وخلاصة القول أن الأنثى الحقيقية فعلًا هي مصدر الاكتفاء العاطفي والجنسي لزوجها, فالمرأة هي الحنان والرعاية والحب والعطاء والأمومة والسكن للرجل والحنان حتى على الجماد بوضعه في المكان المناسب واضفاء الجمال على بيتها.
الحنان على كل ما في البيت برعايته واحتوائه بدأ من الرجل والأطفال والأهل وانتهاءً بما في بيتها من جماد أيضًا.
المرأة هي الدفء والتضحية والعطاء والحلم والصبر والحكمة وقوة التحمل.
أسأل الله العظيم أن يوفق المرأة المسلمة إلى الأنوثة الحقيقية كما أرادها الله وارتضاها لها.
منقول
بوركتي أختي الكريمة للنقل
بارك المولى فيكِ على النقل الرائع والمفيد
بارك الله فيكى اخيتى
وجعله الله بموازين حسناتكم
اسعدني مروركم