سفيان بن سعيد الثوري
يرحمه الله رحمة واسعة
الاسم: سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى، أبو عبد الله الكوفى (من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد)
المولد: 97 هـ
الطبقة: 7 : من كبار أتباع التابعين
الوفاة: 161 هـ
روى له: خ م د ت س ق (البخاري – مسلم – أبو داود – الترمذي – النسائي – ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، و كان ربما دلس – لكونه مطلوب من السلطان فافهم !! –
رتبته عند الذهبي: الإمام، أحد الأعلام علما و زهدا، قال ابن المبارك: ما كتبت عن أفضل منه، و قال ورقاء: لم ير سفيان مثل نفسه .
عبدالله بن محمد بن ايوب المخرمى قال سمعت يزيد بن هارون يقول أخذ العلم عن سفيان الثورى وهو ابن ثلاثين سنة .
يزيد بن عبدالرحمن بن مصعب قال سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثورى يقول لو لم أعلم لكان أقل لحزني .
قال يوسف بن أسباط كان سفيان الثورى إذا أخذ في الفكر بال الدم .
علي بن حمزة ابن أخت سفيان قال ذهبت ببول سفيان إلى الديراني وكان لا يخرج من باب الدير فأريته فقال ليس هذا بول حنيفى قلت بلى والله من أفضلهم فقال أنا أجىء معك فقلت لسفيان قد جاء بنفسه فقال أدخله فأدخلته فمس وجس عرقه ثم خرج فقلت أي شيء رأيت قال ما ظننت أن في الحنيفية مثل هذا هذا رجل قد قطع الحزن كبده .
عن محمد بن يوسف الفريابي قال قلت لسفيان الثورى أرى الناس يقولون سفيان الثوري وأنت تنام الليل فقال لي اسكت ملاك هذا الأمر التقوى .
يحيى بن أيوب المقابري قال سمعت علي بن ثابت يقول رأيت الثورى في طريق مكة فقومت كل شيء عليه حتى نعليه درهما وأربعة دوانيق .
يحيى بن أيوب قال سمعت على بن ثابت قال لو لقيت سفيان في طريق مكة ومعك فلسان تريد أن تتصدق بهما وأنت لا تعرف سفيان ظننت أنك ستضعهما في يده وما رأيت سفيان في صدر المجلس قط إنما كان يقعد إلى جانب الحائط ويستند إلى الحائط ويجمع بين ركبتيه .
عن علي بن عثام بن علي قال سمعت أبي قال سمعت سفيان الثورى يقول لقد خفت الله خوفا عجبا لي كيف لا أموت لكن لي أجل أنا بالغه ولقد خفت
الله خوفا وددت أنه خفف عني منه ما أخاف أن يذهب عقلي .
عبدالرحمن بن عبدالله قال قال سفيان إني لأضع يدي على رأسي من الليل إذا سمعت صيحة فأقول قد جاءنا العذاب .
عن عبثر قال قام سفيان يصلى قبل الزوال فمر بهذه الآية فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير فخرج ناداً فما لحقوه إلا في الحمراء فردوه .
يوسف بن أسباط قال قال لي سفيان وقد صلينا العشاء الآخرة ناولني المطهرة فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده ونمت فاستيقظت وقد طلع الفجر فنظرت فإذ المطهرة بيمينه ويساره على خده فقلت يا أبا عبدالله هذا الفجر قد طلع قال لم أزل منذ ناولتني هذه المطهرة أتفكر في أمر الآخرة حتى الساعة .
أبو يزيد محمد بن حسان قال سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول ما عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان وكنت أرمقه الليلة بعد الليلة فما كان ينام إلا أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ثم يتوضأ ويقول على إثر وضوئه اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار إلهي إن الجزع قد أرقنى وذلك من نعمك السابغة على إلهي لو كان لي عذر في التخلي ما أقمت مع الناس طرفة عين ثم يقبل على صلاته وكان البكاء يمنعه من القراءة حتى إن كنت لا استطيع سماع قراءته من كثرة بكائه وما كنت أقدر أن أنظر إليه استحياء وهيبة منه .
قال السنى وقال عمرو العتابي عن سفيان ما من موطن من المواطن أشد
على من سكرة الموت أخاف أن يشدد علي فاسأل التخفيف فلا أجاب فأفتنن .
إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال كنا في مجلس الثورى وهو يسأل رجلا عما يصنع في ليله فيخبره حتى دار على القوم فقالوا يا أبا عبدالله قد سألتنا فأخبرناك فأخبرنا أنت كيف تصنع في ليلك فقال لها عندي أول الليل نومة تنام ما شاءت لا أمنعها إذا استيقظت فلا أقيلها والله .
صالح بن خليفة الكوفى قال سمعت سفيان الثورى يقول إن فجار القراء اتخذوا القرآن إلى الدنيا سلما قالوا ندخل على الأمراء نفرج عن المكروب ونتكلم في محبوس .
عبدالرحمن بن مهدي قال بات سفيان عندي فلما اشتد به الأمر جعل يبكى فقال له رجل يا أبا عبدالله أراك كثير الذنوب فرفع شيئا من الأرض فقال والله لذنوبي أهون عندي من ذا إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت
عن عبدالرحمن بن مهدي قال ليلة مات سفيان توضأ تلك الليلة للصلاة ستين
مرة فلما كان وجه السحر قال لي يا بن مهدي ضع خدي بالأرض فإني ميت يا بن مهدي ما اشد الموت ما اشد كرب الموت قال فخرجت لأعلم حماد بن زيد وأصحابه فإذا هم قد استقبلوني فقالوا آجرك الله فقلت من أين علمتم ذلك فقالوا إنه ما منا أحد إلا أتي البارحة في منامه فقيل له ألا إن سفيان الثورى قد مات رحمه الله .
عن ابن أبجر قال لما حضرت سفيان الوفاة قال يا ابن أبجر قد نزل ما بي ما قد ترى فانظر من يحضرني فأتيتهم بقوم فيهم حماد ابن سلمة وكان حماد من أقربهم إلى رأسه قال فتنفس سفيان فقال له حماد أبشر فقد نجوت مما كنت تخاف وتقدم على رب كريم قال فقال يا أبا سلمة أترى الله أن يغفر لمثلي قال إي والله الذي لا إله إلا هو قال فكأنما سري عنه .
عن عبدالرحمن بن مهدي قال رأيت سفيان الثورى في المنام فقلت ما فعل الله بك قال لم يكن إلا أن وضعت في اللحد حتى وقفت بين يدي الله عز وجل فحاسبني حسابا يسيرا ثم أمر بي إلى الجنة فبينا أنا أدور بين أشجارها وأنهارها ولا أسمع حسا ولا حركة إذ سمعت قائلا يقول سفيان بن سعيد قال تحفظ أنك آثرت الله على هواك يوما قلت إي والله فأخذتني صواني النثار من جميع الجنة .
قال المؤلف أدرك سفيان الثورى جماعة من كبار التابعين وروى عن الأعمش ومنصور ومحمد بن المنكدر وعبدالله بن دينار وعمرو بن دينار
في خلق لا يحصون ومسانيده أكثر من أن تعد
وكان مولده في سنة سبع وتسعين في خلافة سليمان بن عبدالملك وتوفى في سنة إحدى وستين ومائة وكان مستخفيا بالبصرة في خلافة المهدي .
يا رزاق : ارزقها الفرح والسرور ..
يا كريم : أكرمها براحة البال ..
يا ميسر : يسر لها كل أمر عسير ..
اللهم إني أسألك لها بأسمائك الحسنى كل خير
تطمح له نفسها الطيبة ..
**********
رحمه الله و هدانا و إياكم للسير على خطاه..
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير