السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى : ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَق وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ ) ، و قال تعالى : ( وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَق وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ ) .
و معنى هذا الاسم : أي الذي يحكم بين عباده بما يشاء ، و يقضي فيهم بما يريد ، و يمنّ على من يشاء منهم بما يشاء ،لا رادّ لحكمه ، و لا معقِّب لقضائه و أمره ، قال الله تعالى : ( مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ) .
هذا ، و إنَّ إيمان العبد بأن ربَّه سبحانه هو الفتاح يستوجب من العبد حسن توجهٍ إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية و أبواب الرزق و أبواب الرحمة ، و أن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير ، قال سبحانه : ( أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ من رَّبهِ فَوَيْلٌ للْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ من ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) .
قال القرطبي : ( و هذا الفتح و الشرح ليس له حدّ ، و قد أخذ كلُّ مؤمن منه بحظ ، ففاز منه الأنبياء بالقسم الأعلى ، ثم بعدهم الأولياء ثم العلماء ، ثم عوام المؤمنين ، و لم يخيِّب الله منه سوى الكافرين ) .