أخوتى وأحبتى فى الله ان الله وهبنا النبى الكريم محمد بن عبد الله صلى الله علي وسلم
وجعله قدوة لنا ونموذج يحتذى به فى الأقوال والأفعال
ولذلك يجب علينا أن نحصى كل شئ عن نبينا الحبيب والغالى محمد صلى الله عليه وسلم
لذلك أخوتى فكرت فى تقديم هذا الموضوع نقلا حتى تعم الفائدة وحتى نبدأ نعرف من هو محمد صلى الله عليه وسلم
وإذا وجدت استحسان استكما معرفة من هو النبى الكريم سنحاول بإذن الله تقديم سلسلة عنه صلى الله عليه وسلم وعن نساء البيت النبوى وهكذا بتشجيعكم ومشاركتكم
والله الموفق والمعين
لنبدأ بعرض أسماء النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم
شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم
محمد صلى الله عليه و سلم
أما محمد فهو اسم مفعول من حمد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمدعليها ولذلك كان أبلغ من محمود فإن محمودا من الثلاثي المجرد ومحمد من المضاعفللمبالغة فهو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره من البشر ولهذا – والله أعلم – سمي بهفي التوراة لكثرة الخصال المحمودة التي وصف بها هو ودينه وأمته في التوراة حتى تمنىموسى عليه الصلاة والسلام أن يكون منهم وقد أتينا على هذا المعنى بشواهده هناكوبينا غلط أبي القاسم السهيلي حيث جعل الأمر بالعكس وأن اسمه في التوراة أحمد.
أحمد صلى الله عليه و سلم
وأما أحمد فهو اسم على زنة أفعل التفضيل مشتق أيضا من الحمد .
وقد اختلف الناس فيه هل هو بمعنى فاعل أو مفعول ؟فقالت طائفة هو بمعنى الفاعل أي حمده لله أكثر من حمد غيره له فمعناه أحمد الحامدينلربه ورجحوا هذا القول بأن قياس أفعل التفضيل أن يصاغ من فعل الفاعل لا من الفعلالواقع على المفعولقالوا : ولهذا لا يقال ما أضرب زيدا ولا زيد أضرب من عمرو باعتبار الضرب الواقععليه ولا : ما أشربه للماء وآكله للخبز ونحوهقالوا : لأن أفعل التفضيل وفعل التعجب إنما يصاغان من الفعل اللازم ولهذا يقدر نقلهمن فعل و فعل المفتوح العين ومكسورها إلى فعل المضموم العينقالوا : ولهذا يعدى بالهمزة إلى المفعول فهمزته للتعدية كقولك : ما أظرف زيدا وأكرمعمرا وأصلهما : من ظرف وكرم .
قالوا : لأن المتعجب منه فاعل في الأصل فوجب أن يكون فعله غير متعدقالوا : وأما نحو ما أضرب زيدا لعمرو فهو منقول من فعل المفتوح العين إلى فعلالمضموم العين ثم عدي والحالة هذه بالهمزةقالوا : والدليل على ذلك مجيئهم باللام فيقولون ما أضرب زيدا لعمرو ولو كان باقياعلى تعديه لقيل ما أضرب زيدا عمرا لأنه متعد إلى واحد بنفسه وإلى الآخر بهمزةالتعدية فلما أن عدوه إلى المفعول بهمزة التعدية عدوه إلى الآخر باللام فهذا هوالذي أوجب لهم أن قالوا : إنهما لا يصاغان إلا من فعل الفاعل لا من الفعل الواقععلى المفعول .
ونازعهم في ذلك آخرون وقالوا : يجوز صوغهما من فعل الفاعل ومن الواقع على المفعولوكثرة السماع به من أبين الأدلة على جوازه تقول العرب : ما أشغله بالشيء وهو من شغلفهو مشغول وكذلك يقولون ما أولعه بكذا وهو من أولع بالشيء فهو مولع به مبني للمفعولليس إلا وكذلك قولهم ما أعجبه بكذا فهو من أعجب به ويقولون ما أحبه إلي فهو تعجب منفعل المفعول وكونه محبوبا لك وكذا : ما أبغضه إلي وأمقته إلي .
وهاهنا مسألة مشهورة ذكرها سيبويه وهي أنك تقول ما أبغضني له وما أحبني له وماأمقتني له إذا كنت أنت المبغض الكاره والمحب الماقت فتكون متعجبا من فعل الفاعلوتقول ما أبغضني إليه وما أمقتني إليه وما أحبني إليه إذا كنت أنت البغيض الممقوتأو المحبوب فتكون متعجبا من الفعل الواقع على المفعول فما كان باللام فهو للفاعلوما كان ب إلى فهو للمفعول . وأكثر النحاة لا يعللون بهذا .
والذي يقال في علته والله أعلم إن اللام تكون للفاعل في المعنى نحو قولك : لمن هذا؟ فيقال لزيد فيؤتى باللام . وأما إلى فتكون للمفعول في المعنى فتقول إلى من يصلهذا الكتاب ؟ فتقول إلى عبد الله وسر ذلك أن اللام في الأصل للملك والاختصاصوالاستحقاق إنما يكون للفاعل الذي يملك ويستحق و إلى لانتهاء الغاية والغاية منتهىما يقتضيه الفعل فهي بالمفعول أليق لأنها تمام مقتضى الفعل ومن التعجب من فعلالمفعول قول كعب بن زهير في النبي صلى الله عليه وسلموقيل إنك محبوس ومقتول فلهو أخوف عندي إذ أكلمهببطن عثر غيل دونه غيل من خادر من ليوث الأسد مسكنهفأخوف هاهنا من خيف فهو مخوف لا من خاف وكذلك قولهم ما أجن زيدا من جن فهو مجنونهذا مذهب الكوفيين ومن وافقهم .
قال البصريون : كل هذا شاذ لا يعول عليه فلا نشوش به القواعد ويجب الاقتصار منه علىالمسموعقال الكوفيون : كثرة هذا في كلامهم نثرا ونظما يمنع حمله على الشذوذ لأن الشاذ ماخالف استعمالهم ومطرد كلامهم وهذا غير مخالف لذلك قالوا : وأما تقديركم لزوم الفعلونقله إلى فعل فتحكم لا دليل عليه وما تمسكتم به من التعدية بالهمزة إلى آخره فليسالأمر فيها كما ذهبتم إليه والهمزة في هذا البناء ليست للتعدية وإنما هي للدلالةعلى معنى التعجب والتفضيل فقط كألف فاعل وميم مفعول وواوه وتاء الافتعال والمطاوعةونحوها من الزوائد التي تلحق الفعل الثلاثي لبيان ما لحقه من الزيادة على مجردهفهذا هو السبب الجالب لهذه الهمزة لا تعدية الفعل .
قالوا : والذي يدل على هذا أن الفعل الذي يعدى بالهمزة يجوز أن يعدى بحرف الجروبالتضعيف نحو جلست به وأجلسته وقمت به وأقمته ونظائره وهنا لا يقوم مقام الهمزةغيرها فعلم أنها ليست للتعدية المجردة أيضا فإنها تجامع باء التعدية نحو أكرم بهوأحسن به ولا يجمع على الفعل بين تعديتين .
وأيضا فإنهم يقولون ما أعطاه للدراهم وأكساه للثياب وهذا من أعطى وكسا المتعدي ولايصح تقدير نقله إلى عطو : إذا تناول ثم أدخلت عليه همزة التعدية لفساد المعنى فإنالتعجب إنما وقع من إعطائه لا من عطوه وهو تناوله والهمزة التي فيه همزة التعجبوالتفضيل وحذفت همزته التي في فعله فلا يصح أن يقال هي للتعدية .
قالوا : وأما قولكم إنه عدي باللام في نحو ما أضربه لزيد . . . إلى آخره فالإتيانباللام هاهنا ليس لما ذكرتم من لزوم الفعل وإنما أتي بها تقوية له لما ضعف بمنعه منالتصرف وألزم طريقة واحدة خرج بها عن سنن الأفعال فضعف عن اقتضائه وعمله فقويباللام كما يقوى بها عند تقدم معموله عليه وعند فرعيته وهذا المذهب هو الراجح كماتراه .
فلنرجع إلى المقصود فنقول تقدير أحمد على قول الأولين أحمد الناس لربه وعلى قولهؤلاء أحق الناس وأولاهم بأن يحمد فيكون كمحمد في المعنى إلا أن الفرق بينهما أنمحمدا هو كثير الخصال التي يحمد عليها وأحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره فمحمدفي الكثرة والكمية وأحمد في الصفة والكيفية فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيرهوأفضل مما يستحق غيره فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر . فالاسمان واقعان علىالمفعول وهذا أبلغ في مدحه وأكمل معنى .
ولو أريد معنى الفاعل لسمي الحماد أي كثير الحمد فإنه صلى الله عليه وسلم كان أكثرالخلق حمدا لربه فلو كان اسمه أحمد باعتبار حمده لربه لكان الأولى به الحماد كماسميت بذلك أمته .
وأيضا : فإن هذين الاسمين إنما اشتقا من أخلاقه وخصائصه المحمودة التي لأجلها استحقأن يسمى محمدا صلى الله عليه وسلم وأحمد وهو الذي يحمده أهل السماء وأهل الأرض وأهلالدنيا وأهل الآخرة لكثرة خصائله المحمودة التي تفوق عد العادين وإحصاء المحصين وقدأشبعنا هذا المعنى في كتاب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وإنما ذكرناهاهنا كلمات يسيرة اقتضتها حال المسافر وتشتت قلبه وتفرق همته وبالله المستعانوعليه التكلان .
تفسير معنى المتوكل
وأما اسمه المتوكل ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو قال قرأت فيالتوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله عبدي ورسولي سميته المتوكلليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ولنأقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا اللهوهو صلى الله عليه وسلم أحق الناس بهذا الاسم لأنه توكل على الله في إقامة الدينتوكلا لم يشركه فيه غيره .
تفسير الماحي
وأما الماحي والحاشر والمقفي والعاقب فقد فسرت في حديث جبير بن مطعم فالماحي : هو الذي محا الله به الكفر ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي صلى اللهعليه وسلم فإنه بعث وأهل الأرض كلهم كفار إلا بقايا من أهل الكتاب وهم ما بين عبادأوثان ويهود مغضوب عليهم ونصارى ضالين وصابئة دهرية لا يعرفون ربا ولا معادا وبينعباد الكواكب وعباد النار وفلاسفة لا يعرفون شرائع الأنبياء ولا يقرون بها فمحاالله سبحانه برسوله ذلك حتى ظهر دين الله على كل دين وبلغ دينه ما بلغ الليلوالنهار وسارت دعوته مسير الشمس في الأقطار .
تفسير الحاشر
وأما الحاشر فالحشر هو الضم والجمع فهو الذي يحشر الناس على قدمه فكأنه بعثليحشر الناس .
تفسير العاقب
والعاقب الذي جاء عقب الأنبياء فليس بعده نبي فإن العاقب هو الآخر فهوبمنزلة الخاتم ولهذا سمي العاقب على الإطلاق أي عقب الأنبياء جاء بعقبهم .
تفسير المقفي
وأما المقفي فكذلك وهو الذي قفى على آثار من تقدمه فقفى الله به على آثار منسبقه من الرسل وهذه اللفظة مشتقة من القفو يقال قفاه يقفوه إذا تأخر عنه ومنه قافيةالرأس وقافية البيت فالمقفي : الذي قفى من قبله من الرسل فكان خاتمهم وآخرهم .
نبي التوبة
وأما نبي التوبة فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض فتاب اللهعليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله .
وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استغفارا وتوبة حتى كانوا يعدون له في المجلسالواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور وكان يقول : (( يا أيهاالناستوبوا إلى الله ربكم فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة )) وكذلك توبةأمته أكمل من توبة سائر الأمم وأسرع قبولا وأسهل تناولا وكانت توبة من قبلهم منأصعب الأشياء حتى كان من توبة بني إسرائيل من عبادة العجل قتل أنفسهم وأما هذهالأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع .
نبي الملحمة
وأما نبي الملحمة فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله فلم يجاهد نبي وأمته قط ماجاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمتهوبين الكفار لم يعهد مثلها قبله فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقبالأعصار وقد أوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمة سواهم .
نبي الرحمة
وأما نبي الرحمة فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين فرحم به أهل الأرض كلهممؤمنهم وكافرهم أما المؤمنون فنالوا النصيب الأوفر من الرحمة وأما الكفار فأهلالكتاب منهم عاشوا في ظله وتحت حبله وعهده وأما من قتله منهم هو وأمته فإنهم عجلوابه إلى النار وأراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدة العذاب فيالآخرة .
الفاتح
وأما الفاتح فهو الذي فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مرتجا وفتح بهالأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف وفتح الله به أمصار الكفار وفتح به أبوابالجنة وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح ففتح به الدنيا والآخرة والقلوبوالأسماع والأبصار والأمصار .
الأمين
وأما الأمين فهو أحق العالمين بهذا الاسم فهو أمين الله على وحيه ودينه وهوأمين من في السماء وأمين من في الأرض ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة الأمين .
الضحوك القتال
وأما الضحوك القتال فاسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك فيوجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ قتال لأعداء الله لا تأخذه فيهملومة لائم.
البشير
وأما البشير فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب والنذير المنذر لمن عصاه بالعقابوقد سماه الله عبده في مواضع من كتابه منهاقوله : وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ – سورة الجن آية 20وقوله : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ – سورة الفرقان آية 1
وقوله : فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى – سورة النجم آية 10وقوله : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – سورةالبقرة آية 23وثبت عنه في الصحيح أنه قال أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وسماه الله سراجامنيرا وسمى الشمس سراجا وهاجا .
المنير
والمنير هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج فإن فيه نوع إحراق وتوهج .
أن تفتح لأدعيتنا ابواب الاجابه*يا من اذا سأله المضطر اجاب*يا من يقول للشيء كن فيكون*اللهم لا تردنا خائبين*
شكرا لك حبيبتي
اللهم آمين لدعواتك حبيبتى
بارك الله وفى عمرك يارب
ودايما تنورينى بكلماتك الطيبة