صحابية صابرة تُعد مثالا يُحتذى لكل فتاة وامرأة في عصرنا،
وقدوة حسنة لكل أم تعطي دروساً في تنشئة الطفل الصالح،
ومدرسة لكل زوجة تقدم فصولاً في الإخلاص والوفاء للزوج.
إنها
أسماء بنت عميس،
صحابية جليلة وعالمة صابرة،
صاحبة بصيرة في تأويل الرؤيا …….
• نسبها •
هي أسماء بنت عميس بن معد،
وأمهـا: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية،
وهي أ خت ميمونة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
وأخت لبابة أم الفضل زوج العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي، وأم الفضل امرأة العباس، وأسماء بنت عميس امرأة جعفر، وامرأة حمزة، وهي أختهن لأمهن" (أخرجه الطبراني).
اسلامها
تزوجت أسماءُ بنت عميس جعفرَ بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية الدعوة،
وكان إسلامها قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة.
صاحبة الهجرتين
سُميتْ بصاحبة الهجرتين، لأنها هاجرت بصحبة زوجها مع عدد من المسلمين المهاجرين، وكانت هذه الهجرة بعد زواجها بفترة قصيرة.
قصة الهجرتين
لما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وفرارًا بدينهم،
أنجبت لجعفر في بلاد الحبشة أبناءه الثلاثة:
عبدالله، ومحمدًا، وعوفاً
وظلت أسماء بنت عميس رضي الله عنها في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عامًا..
كانت مدة طويلة، عادت بعدها أسماء من الحبشة متوجهةً إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة،
وعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ
بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ، فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا- يَعْنِي لأَهْلِ السَّفِينَةِ-: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ- وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا- عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلا وَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ- صلى الله عليه وسلم-، وَايْمُ اللَّهِ، لا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-، وَأَسْأَلُهُ، وَاللَّهِ لا أَكْذِبُ وَلا أَزِيغُ وَلا أَزِيدُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "فَمَا قُلْتِ لَهُ؟" قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ" قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالاً يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِن الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ، مِمَّا قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم .
(أخرحه الإمام البخاري)
بعض فضائلها رضي الله عنها
كانت أكرم الناس أصهارا، فمن أصهارها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأسد الله حمزة رضي الله عنه زوج أختها سلمى بنت عميس،
والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ،
كما كانت أيضا من أكرم النساء أزواجا، فقد كانت رضي الله عنها تحت ثلاثة من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثلاثة من قادة الأمة ورجالها العظماء وهم
جعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجميعن.
روى عنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب، وابن عباس، وأبو موسى الأشعري، وابنها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن أختها عبد الله بن شداد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والشعبي، والقاسم بن محمد…..
* زوجة وأم مثالية
كانت رضي الله عنها طوال تلك المدة التي قضتها مع زوجها في الحبشة،
ورغم تلك المحنة، نعم السند لزوجها ونعم الزوجة الصالحة ونعم الأم المثالية لأبنائها،
صبرت وثبتت كي تخلد مثالا يحتدى لكل النساء المسلمات،
وكي تظل أسوة وقدوة يرجع إليها فيما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة زوجة وأما،
حيث ربت أبناءها تربية صحيحة فاضلة حتى في أرض الغربة وبلاد الكفر.
استشهاد زوجها جعفر رضى الله عنهما
مضى جعفر مع الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد معه كل المشاهد حتى استشهد رضى الله عنه في موقعة مؤتة،
وحزنت أسماء على زوجها حزنًا شديدًا،
ولكنها ظلت صابرةً تربي أولادها،
وتدعو إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً،
وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيما يرويه الإمام أحمد) فذكرت له يُتم أولادها وجعلت تشتكي فقال:
"الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".
زواجها من ابى بكر رضى الله عنهما
تقدّم أبو بكر الصديق طالبًا الزواج من أسماء رضي الله عنها،
فكان ذلك هدية من الله لها فقبلت الزواج منه،
وانتقلت معه إلى بيت الزوجية، وكانت نِعم الزوجة المخلصة،
وكان هو مثال للزوج الصالح الذي تستمد منه نور الإيمان،
وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه "محمدًا"،
وعندما أحس أبوبكر الصديق بدنو أجله،
أوصى أسماء بتغسيله رضي الله عنهما وأوصاها إن كانت صائمةً في ذلك اليوم أن تفطر،
وهذا يدل على منتهى الحب والثقة التي كان يوليها لزوجته أسماء رضي الله عنهما،
وعندما حانت ساعة الموت،
حزنت أسماء ودمعت عيناها، وخشع قلبها فصبرت واحتسبت لله تعالى.
زوجها من على رضي الله عنهما
بعد فترة وجيزة كان علي رضي الله عنه ينتظر انتهاء عدتها؛ ليتقدم إليها،
فهو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره لابنته الراحلة فاطمة رضى الله عنها،
وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق،
وعاشت معه، فكانت له صورة للمرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة، وقد أنجبت له
يحيى وعونًا،
واستحقت بذلك لقب صاحبة الهجرتين (الحبشة والمدينة)، ومصلية القبلتين (بيت المقدس والكعبة)، وزوج الشهيدين (جعفر وعلىّ)،
وزوج الخليفتين (أبو بكر وعليّ).
وفاتها
ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها،
زوجة لخليفة المسلمين،
وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام،
حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر،
فأصابها الحزن الشديد عليه، فعكفت في مصلاها،
حتى فجعت بمقتل زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوقعت صريعة المرض،
وفاضت روحها .
سيرة عطرة
موضوع متمز كما عهدناك
ونفع بــك
وعليكم السلآم ورحمة الله وبركآته،،
موضوع قيم
بآرك الله فيك غاليتي …
الزوجة الصآبرة المتعبدة ، والذكية ، المتنآفسة بالخير..
صاحبة البصيرة في تأويل الرؤيا
الحآصلة على وسام الإيمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(..الْأَخَوَاتُ الْأَرْبَعُ : مَيْمُونَةُ ، وَأُمُّ الْفَضْلِ ، وَسَلْمَى ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ ، أُخْتُهُنَّ لِأُمِّهِنَّ مُؤْمِنَاتٌ ..). أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .
رضي الله عنها وأرضآها..
العظمة التي تجلت في أزواجها الطاهرين، وسيدة فاضلة ، تؤدي حق الزوجية دون تفريط أو إهمال أو انتقاص..
بوركتـٍ درر وبورك مداد قلمك العذب
دمتـٍ بود
..~
وطرح مميز
بارك الله فيك
معاومات رائعة
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
بارك الله فيك وفي جهدك
يا ريت نفتدي بها..
لنسمو كما سمت في سماء الناجحات..