تخطى إلى المحتوى

صــــور مضيئة من بــــر السلف بوالديهم 0 2024.

  • بواسطة

كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص الناس على البر بوالديهم.

ومن ذلك أن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً.

أما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.

وها هو ابن الحسن التميمي رحمه الله يهمُّ بقتل عقرب، فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل، فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه، فلدغته، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها.

أما ابن عون المزني فقد نادته أمه يوماً فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.

ولبر السلف صور عديدة، ومواقف كثيرة يطول ذكرها، والمقصود الإشارة إلى نماذج من برهم.

~~~

ولو نظرنا في أحوالنا لوجدنا التقصير الشديد في بر آبائنا وأمهاتنا، ولربما وقع من البعض العقوق، نسأل الله العفو والسلامة.

وعقوق الوالدين له صور عديدة ومظاهر كثيرة قد تخفى على بعض الناس، ومن ذلك: أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.

ومن العقوق أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.

ومن العقوق أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.

ومن العقوق أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما. وغير ذلك.

قد يتجاهل بعض الناس فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما، ألا يعلم ذلك العاق أو تلك العاقة أن إحسان الوالدين عظيم وفضلهما سابق، ولا يتنكر له إلا جحود ظلوم غاشم، قد غُلقت في وجهه أبواب التوفيق، ولو حاز الدنيا بحذافيرها ؟!..

فالأم التي حملت وليدها في أحشائها تسعة أشهر، مشقة من بعد مشقة 00 لا يزيدها نموه إلا ثقلاً وضعفاً، ووضعته كرهاً وقد أشرفت على الموت، فإذا بها تعلّق آمالها على هذا الطفل الوليد، رأت فيه بهجة الحياة وزينتها، وزادها بالدنيا حرصاً وتعلقاً، ثم شغلت بخدمته ليلها ونهارها، تغذيه بصحتها، وتريحه بتعبها، طعامه درّها، وبيته حجرها، ومركبه يداها وصدرها، تحوطه وترعاه، تجوع ليشبع، وتسهر لينام، فهي به رحيمة، وعليه شفيقة، إذا غابت دعاها، وإذا أعرضت عنه ناجاها، وإن أصابه مكروه استغاث بها، يحسب أن كل الخير عندها، وأن الشر لا يصل إليه إذا ضمّته إلى صدرها أو لحظَتْه بعينها. أفبعد هذا يكون جزاؤها العقوق والإعراض؟! اللهم عفواً ورُحما.

أما الأب 000 فالابن له مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَة 00 يَكَدُّ ويسعى، ويدفع صنوف الأذى بحثاً عن لقمة العيش لينفق عليه ويربيه، إذا دخل عليه هش، وإذا اقبل إليه بش، وإذا حضر تعلق به، وإذا أقبل عليه احتضن حجره وصدره، يخوف كل الناس بأبيه، ويعدهم بفعل أبيه، أفبعد هذا يكون جزاء الأب التنكر والصدود ؟ نعوذ بالله من الخذلان.

إن الإحباط كل الإحباط أن يُفجأ الوالدان بالتنكر للجميل، وقد كانا يتطلعان للإحسان، ويؤملان الصلة بالمعروف، فإذا بهذا الولد – ذكراً أو أنثى – يتخاذل ويتناسى ضعفه وطفولته، ويعجب بشأنه وفتوته، ويغره تعليمه وثقافته، ويترفع بجاهه ومرتبته، يؤذيهما بالتأفف والتبرم، ويجاهرهما بالسوء وفحش القول، يقهرهما وينهرهما، يريدان حياته ويريد موتهما، كأني بهما وقد تمنيا أن لو كانا عقيمين، تئن لحالهما الفضيلة، وتبكي من أجلهما المروءة.

فليحذر كل عاقل من التقصير في حق والديه، فإن عاقبة ذلك وخيمة، ولينشط في برهما فإنهما عن قريب راحلين وحينئذ يعض أصابع الندم، ولات ساعة مندم. أجل، إن بر الوالدين من شيم النفوس الكريمة والخلال الجميلة، ولو لم تأمر به الشريعة لكان مدحة بين الناس لجليل قدره، كيف وهو علاوة على ذلك تُكفَّـر به السيئات، وتجاب الدعوات عند رب البريات، وبه تنشرح الصدور وتطيب الحياة ويبقى الذكر الحسن بعد الممات.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، واجزهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

إعداد : خالد بن عبد الرحمن الشايع
إصدار دار الوطن

أختيار رائع منك أخيه بارك الله فيك ..
راااااائع اختي شمس المنتدى

رحم الله والدي ..واعانني على بر والدتي ..وجمعنا بهم في جنات النعيم

بارك الله فيك اختى الغاليه..
حقا:من يترك هذا الفضل ويجحد؟
من يترك الحسنات ويعق؟؟
لاكي

اهلا بك اخت شمس الحق في الركن الاسلامي
وجزاك الله الجنه على ماكتبتيه
وجعله في ميزان حسناتك يوم نلقاه
كما جاء في الحديث
سألت رسول الله : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قلت : ثم أي ؟ قال : بر الوالدين . قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله
صحيح

اختيار رائع .. بارك الله فيك أختي الغالية ولا حرمنا الله منك ولا من اختياراتك المتميزة دائما ..
اللهم اغفر لنا ولوالدينا .. وارحمهم كما ربونا صغاراً .. واجزهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..

أخياتى الحبيبات
الخنساء …… جزاكِ الله خير أخيتى على تواصلك الطيب0
=
شمالية غربية ….. بارك الله فيك أخيتى …. آآمين 0
=
أم يوسف …..رزقنا وإياكِ البر بهم بارك الله فيك 0
=
السلفية ….أشكرك أخيتى على تلك الدعوات الطيبة …آآمين
=
جوهرة العقيدة …أشكر لكِ هذا الترحاب …ومداخلتك الرائعه 0

لاحرمنى الله منكن

بارك الله فيك أختي شمس الحق , وجعلنا الله وإياك من البارين بوالدينا ..
جزاك الله أخيتي خير الجزاء
وبارك الله فيك وبك
رحم الله الوالد….واعانني على آداء حق الوالدة ببرها على الوجه الذى يرضاة
جزاك الله كل الخير أختي شمس الحق…..
موضوع مهم ويجب الا نستهين به…أعاننا الله واياكم على البر بوالدينا في حياتهم …وبعد مماتهم بالدعاء لهم بالمغفرة والرحمة …وزيارة رحمهما الذي لا يوصل الى بهما…وإكرام أصدقائهما…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.