بسم الله الرحمن الرحيم
صفاء السريره :::- هي القلوب التقية النقية
نعم بهذا ارتفع القوم وبلغوا مراتب المجد وساروا إلى ربهم في أجمل مسير
قال ابن المبارك عن الإمام مالك: كانت له سريرة وخشية.
وسئل الامام أحمد: بم ارتفع القوم؟ قال: بالصدق.
إنها القلوب التقية النقية التي خرجت من عالم الدنيا
وشهواتها إلى عالم الآخرة
وما فيه من الأهوال والنعيم والعذاب الأليم.
ألم يقل الله تعالى: (( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )) الطارق:9
قال ابن القيم: ستعلم أي سريرة تكون عليها يوم تبلى السرائر.
إنها السرائر التي امتلأت بحب الآخرة وإيثارها والتعلق بها
فما أعجب حالها ووالله إن صاحبها لغريب في هذا الزمان.
إنه القلب الذي أصبح كل همه " تصحيح الإخلاص
" و" تصفية الأعمال "
ولهذا تجد أن صاحبه ينافس لا على ظواهر الأعمال بل
على حقائق الأعمال وبواطنها.
إنه القلب الذي يرتقي بصاحبه حتى وهو في حال النوم
وإذا بالقلب يجول في التفكير في آثار عظمة الله تعالى وجلاله وكبريائه
يا له من قلب ويا لها من نفس شأنها عجيب وأمرهما غريب.
يا له من قلب يتذوق معاني الأنس ويستشعر حلاوة القرب من إلهه ومعبوده
فهو في عالم آخر والناس لا يشعرون فما أعجبه من قلب.
يا له من قلب كان قراره الأبدي " لا راحة إلا في دار السلام
فعاش غريباً ومشتاقاً إلى تلك الديار..
فأين هذا القلب ومتى نجد مثل هذه النفس؟!.