تخطى إلى المحتوى

طاب الرحيل لربنا الرحمن 2024.

  • بواسطة

طاب الرحيل لربنا الرحمن

مرثية الاستاذ المهندس
أورخان محمد علي

للشاعر : ابو القيم الكبيسي
العراق – الرمادي

نـبـأٌ أقــضَّ مـضـاجـعــي ورَمـــانـي **** وأضـافَ لـي حـزنـاً مـن الأحــزان
مَـن مِـثـلُ نـعـي الـعـالـمِـيـن بــامـةٍ ؟ **** غـصـتْ بـأنــواعِ الـبــلا وتـعـانــي
مَـن مـثـلُ نـعـي الألـمــعــيَّ ثـقـافـــة **** وتــجـــــرداً للـعـلــم والـعــرفــــانِ
ذاكَ الـمهــنـدسُ إن سـألـتَ أُرومةً
(1) **** جـاء الـجـوابُ أرومـةُ الـعـثـمـانـي
مـن آل عـثـمــانِ الــذيــن بــذكـرهــم****شـرفتْ صـحـائـفُ مـجـدنا الرباني

وفــقـيـدنـــا فــرعٌ لـدوحـة مـجـدهــم****عَـبـقٌ تـضوّعَ مِسك من (أورخــان)
عَـبــقٌ تــضــوّع مـسـكـه بـمـعـارفٍ****وبـهــا تَـعّـطـرَ جـمـلــة الإخــــوانِ
بـسـتــانُ مـعـرفــةٍ ورَوضــة حـكـمةٍ**** فـادخلْ على (أورخان) في الـبـستان
لـيـريــك أنــواع الــمـعــارفِ زفــهـا****عـقـلُ الـمـهـنـدسِ روعـة الـبـنـيـانِ
فــأجـــادَ (أورخـــــانُ) فـي تـألـيـفـــه **** بــل سـلَّ سـيـفــاً قـاطـعـاً عـثـمـاني

ورَمــى بــه الإلــحـاد فـي تـنـظـيــره****بـكـتـيـبـة أردت عُـمـى الـشـيـطـانِ
أبــنــاء مَـســخٍ للـــقـــرودِ بــ(دارون)****بُـهـتـوا بـمـا قــد جــاء مـن برهـانِ
وكـذا جـمـوحَ الـجـامحـيـن وقــد أتـوا****نــظـريــة فــي الـجـنـس للإنـســان
أرداهــمُ فـي خـزيـهــم وضـلالــهـــم****لا شـيء لـ(فـرويـد) فـي الـمـيـزان
فـتــح الـنــوافــذ للـعـلــوم جـمـيـعـهـا **** فــإذا بــهــا تــهــدي إلـى الإيـمــانِ

وأبــانَ (أورخـــان) فـي تـصــنــيـفــه **** كَـذِبَ الـمُـضـل وزوغـة الـعـلماني
ومـبــشــراً بـالـخــيــر فـي إسـلامـنـا **** يــأتــي ورغــم فــداحــةِ الـعــدوانِ
وأراه فـي نـسـج الـقـميـص لـيـوسـف **** فــي حـكـمـةٍ .. وبـقُـدرةِ الـرحـمـن
يـعـقـوبُ إسلامـي تـصـاعــدَ حـزنــه **** قَـرُب الـبـشـيـر بـعـودةِ الـركـبـــان
الــنـورُ مــن مُـشــكــاتــنــا مـتـلألــئٌ **** يَــعـلـوا عـلى الـنـاقـوسِ والصُلبان

نَـسـغُ الـكـرام بـتـركـيــا مـتـبـرعــــمٌ **** ومـبــاركٌ بــذرُ (الـسـعـيـد)(2) مـزانِ
مـن يـوم اسـتـانبـول يـقـرعُ سـمـعـها **** صـوتُ الآذان بـلـهـجــة الــقـــرآن
وأراد طـاغــيــة لـيـطــمـسَ مـعـلـمـاً **** ويـضـيـعَ لـحـنَ النصر من عثماني
فــأبـــى عــلــيــه الـحـقُ إلا عـالــيــاً **** والـشـانـئـون بـحـمـأةِ الـخُـســــرانِ
أهـلا بـ(أردوغـــان) يــحــسـم موقـفـاً **** ويـزفُ بـشـرى الـنـصـرِ للإنـسـانِ

طــوبــى رحـيـلُك يــا أُخــي مـودعـاً **** بـالـيُـمـن .. والإســلام والإيـمــــانِ
فـلـقـد نــقــلــت لأمـتـي بـحـروفــهــا **** بـحــراً مـن الإخـلاص والـعـرفـان
بــرسـائــل الـنــور الـتــي فـي بـثـهـا **** نـشــرٌ لمـوتـى الـروح فـي الأبـدان
مـن حـسـن تـزكـيـة يـفـوح أريـجُـهـا **** مـن نـورســي الـخـيـر والإحـسـان
لـسـنـا بـحـاجـة أن نـضـيف لـكـتـبـنـا **** كـتـبـاً بـهـا غـصـت على الجـدرانِ

لـكـنـنـا فـي حـاجــة قـصــوى إلــــى **** مــن يـسـتـعـيـدُ كـنـائــز الـرحـمـن
طُـمـسـتْ بـأنـفـسـنـا وظــل دثـارُهــا **** فــي حــاجــةٍ كـبــرى إلـى الرباني
فـي حاجـة كـبـرى لـكـشـف غطاءها **** ويــعــيــدهــا للــنـبـعِ فـي الـقــرآنِ
ولـقـد شـربـت بـتـرجـمـان رحـيـقـهـا **** كـأسـاً دهـاقــاً جـاء مـن (أورخــانِ)

طـابــت ثـمــارك يـــا أُخـي بـرحـلــةٍ **** مــن عـمرك الـمـعـمـور بـالإيـمـانِ
فــانـعـم قـريـر الـعـيـن في روضاتها **** بـجــوار بَـــر راحـــمٍ رحــــمـــــانِ
ولـكـم دعــاء الـصـالـحـيـن تـلامـــذاً **** فــقــدوك يـا مـصــبــاحـنـا بــأمـانِ
والله يُـــلـــهـــم مـــن أحــــب سـلاوة **** وذويــكــم بـالـصـبــر والـحُـسـبـانِ

((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))

انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية المعروف والكاتب الكبير المدافع عن الإسلام في زمن الغربة والكربة الاستاذ المهندس (أورخان محمد علي) في تركيا رحمه الله وغفر له …

وذلك في يوم الاثنين 23/2/1431 هـ – الموافق 8/2/2016 م

وتعتبر وفاته خسارة كبيرة بالنسبة للدعوة الإسلامية وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة نسأل الله تعالى ان يعوض هذه الخسارة ، وأن يرحمه في غربته .

ونعزي انفسنا واخواننا في ذلك
« إن للَّه مَا أَخَذَ ، ولهُ مَا أعْطَى ، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسمَّى ، فلتصْبِر ولتحْتسبْ »

ــــــــــــــــــــــــ
(1) الأرومة : الأصل .
(2) في إشارة لبديع الزمان سعيد النورسي رائد الصحوة الإسلامية في تركيا ، ومؤلف كليات رسائل النور .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك

نعم ياأختي هاد هو اللفض الصحيح في التعزية

ونعزي انفسنا واخواننا في ذلك
« إن للَّه مَا أَخَذَ ، ولهُ مَا أعْطَى ، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسمَّى ، فلتصْبِر ولتحْتسبْ »

مشكورة اختي وجزاك الله خيرا
وفعلا مرثية في قمة الروعة ومعبرة جدا


إنتقاء موفق

وقصيدة معانيها ساميه

رحم الله أموات المسلمين

وجزاك الله خير

شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.