تخطى إلى المحتوى

عتابٌ لبعض عشَّاق العبادة 2024.

  • بواسطة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

من أجمل النعم الربانية أن تكون من عشَّاق العبادة ، وهي عطيَّةٌ عظمى ، لا يعرف قدرها إِلا من ذاقها ، ولكن تبقى هنا مسألة مهمة ، وهي : تأسيس العبادة على العلم .

إِننا نرى من يحب العبادة ويألفها ، ويجتهد فيها اجتهاداً عظيماً ، ولكن – وبكل صدق – نرى من هؤلاء من يجهل العلم – فتجده يقع في أخطاء في هذه العبادة ، بل قد يقع في بدع وهو لا يعرف أنها بدع ، وقد يحسِّن له الشيطان ذلك ويرى أن عمله حسناً ولعله يزداد من الله بعداً وهو لا يشعر .

ولذلك اتفقت كلمة السلف على وجوب الإتباع للسنن ، وعدم الاغترار بعمل ، إِلا بعد عرضه على ميزان الشرع وقانون العلم ..

والشرع ميزان الأمور كلها وشاهدٌ لفرعها وأصلها

• والمشكلة تكمن في أن الناس يحبون العابد لِما يظهر عليه من العلامات كالخشوع ، والبكاء ، والزهد ، مع عدم التفريق بين صواب فعله أو خطأه ، ولهذا قال السلف : احذروا زلة العابد .
وكم رأينا من أشخاص اغتروا ببعض العباد ، وقلَّدوهم في عبادتهم .. سواءً في الألفاظ أو في الأعمال ، ولو أنكرت على هؤلاء لقالوا لك : ولكن فلان يفعله ، فيا عجباً لهم ، وهل فلان هو القدوة فيما يفعل وفيما يترك ، أو أن القدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي يُقبل قوله وفعله بدون اعتراض ، وأما غيره من الخلق مهما كانوا ، فلا بد من عرض ما جاءا به على الشرع .

• ومن تأمل حال أهل البدع ، يجد أن منهم طائفة تعلقوا بالعبادة ولكنهم على غير علم ، ومنهم ( الخوارج ) الذين قال فيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم ( يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم … ) .

• ولقد رأيتُ بعض العباد وممن يُشار لهم بالبنان ، ولكن عليهم من الأخطاء ما لا يعرف قدرها إِلا من يعرف السنة ، وذاق حلاوة العلم .
• وبعض أصحاب العبادة يجهلون مراتب الأعمال ، والفاضل والمفضول ، والنفع المتعدي وأثرها الواضح والجلي في حياة العابد ، وفي تعامله مع العبادات الأخرى .

• ويلاحظ على بعضهم العناية بالتوجيه للعبادة فقط ، ولا تسمع منه الحديث في العقائد أو الفقهيات أو النواحي التربوية .
• وبعضهم يستدل في حديثه ووعظه بالأحاديث الموضوعة وفي هذا من الخطر ما فيه حيث وقع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .

• ومن العباد من يجهل خفايا النفوس وأسرار القلوب ، فلا يفرق بين إظهار العمل وإِخفاءه ، فهو إِما أن يخفي عمله كله ، أو يظهره كله بحجة ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ويجهل ضوابط الإِظهار أو الإِخفاء .

• ومنهم من ينشغل بالعبادة عن التحصيل العلمي ، فهو قد يختم القرآن في أسبوع أو أقل ، ولكنه لم يقرأ أبداً في نواقض الإِسلام ولو لدقائق ، ولا يعرف أبسط قضايا الطهارة والصلاة .

• ومنهم من تراه حريصاً على العبادة ، ولكنه لا ينكر منكراً ولا يأمر بمعروف ، وقد غلب عليه حب العبادة ، على حب الدعوة والإنكار ، ولا شك أن هذا خطأ كبير ، جرّهُ عليه ( الغفلة عن العلم ) .

• ولعل الخواطر لهؤلاء العشَّاق للعبادة تطول ، ولكن لعل ما جرى به القلم ، يُغني عن كل ما يدور في القلب ، والتوفيق بيد العلي الأعلى ..

ومضة : لا تعني هذه الخواطر عدم محبتي لعشَّاق العبادة ، بل هم ممن أحبهم في الله ، ولكن محبتي للحق أعظم .

بقلم الشيخ: سلطان بن عبد الله العمري
__________________

" لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم "
" اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

" الله الله ربي لا أشرك به شيئاً "

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي زينب وجزى الله الشيخ سلطان خير الجزاء..

من أجمل النعم الربانية أن تكون من عشَّاق العبادة ، وهي عطيَّةٌ عظمى ، لا يعرف قدرها إِلا من ذاقها ، ولكن تبقى هنا مسألة مهمة ، وهي : تأسيس العبادة على العلم .

سبحان الله..فلا عجب أن كان العالم (العامل بعلمه) أفضل من العابد..كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة قوله:
( ‏فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم‏ ).
وفى حديث آخر‏:‏
( ‏فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر‏)‏‏.

اللهم إنا نسألك علماً نافعاً..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.