تخطى إلى المحتوى

عتاب النفس 2024.

لاكي

لا ريب أن الكيِّس مَنْ دان نفسه، وعرف عُجَرها وبُجَرها، وخَبِرَ خيرها وشرها، حتى يتسنى له أن يعالجها بما يصلحها (قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)؛ ومن هنا جاء الحث على التوبة والاستغفار، ومن شيم الكرام الاعتذار؛ حتى كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرّة!

لاكي

وإذا كان سيأتي على الناس زمانٌ لا يُقبَل فيه الاعتذار، ويردّ فيه الاستغفار على أصحابه (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة وهم سوء الدار)؛ فحينئذ يُكَذَّب الكاذبون، يقولون(والله ربنا ما كنّا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون)، ويندم النادمون، (يوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً)، ويتخاصم أهل النار (كلّما دخلت أمة لعنتْ أختها)، (إذ تبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب)!

لاكي

ويأتي العدّو المبين ومعه الذين (صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه)، فيواجههم وليُّهم الذي اتخذوه خليلاً وقريناً، (بئس للظالمين بدلاً)، فيهزأ بهم ويبكّتهم ويوبّخهم حين استجابوا له واغترّوا بوعوده الكاذبة (وقال الشيطان لمّا قُضِيَ الأمرُ إنّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمُصْرِخِكِم …)!

لاكي

وفي غَمَرات تلك الغُصَص والكُرُبات يتمنّى المفرِّطون وقد انجلى الليل من النهار، أن يُعْطَوا حياة جديدة وعودة للاختبار، فيوبّخهم ربّهم (أَوَلَمْ نُعَمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير. فذوقوا فما للظالمين مِن نصير)، ويَحْكُمُ بأنّهم (لو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه وإنَّهم لكاذبون)!

لاكي

فالناظر في العواقب يعتذر قبل أن لا يُقْبَل منه الاعتذار. فلسان حاله:

لاكي

إلـهي الـذنـبُ قـد أَوْدَى بِرِيشي =فكيف إذنْ أطير إلى العَريشِ؟!

لاكي

1إلهي الذنبُ قد أَوْدَى iiبِرِيشي فكيف إذنْ أطير إلى العَريشِ؟!

لاكي

وقد قال عمر رضي الله عنه في مرض موته – كما في البخاري – (والله لو أنّ لي طِلاعَ الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عزّ وجلّ قبلَ أن أراه)!

لاكي

والنجيب من تذكّر (يوم تبلى السرائر)، وجمعت الخلائق، (ليسأل الصادقين عن صدقهم)! واللبيب مَنْ تفكّر في يومٍ يُرْفع فيه لكلّ غادر لواء، (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون)! والسّعيد مَنْ عرف ذنوبه وأحصى عُيوبه كما قال يحيى بن يوسف الصرصري:

لاكي

أنا العبدُ الذي كسب الذّنوبا وصَدَّتْهُ الأماني أن يتوبا

أنا العـبد المفرِّط ضاع عُمري فلم أَرْعَ الشبيبة والمشيبا

فيا أسفى على عُمرٍ تَقَضّى ولم أكسِبْ به إلاّ الذنوبا

ويا حُزنَاه من حَشْرِي ونَشْرِي بيوم يجعل الولدان شيبا

ويا خجلاه من قُبْـحِ اكتسـابي إذا ما أبْدَتِ الصُّحُفُ العُيوبا

لاكي

وما زالت القلوب الرقيقة تذوب عند ذكر الذنوب. وتحنّ إلى أن تنعتق من أسرها فتتوب كما جاء في الدعاء الشريف: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب ونقِّني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلْني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، وقد روى البخاري في كتاب الأدب أن عائشة نذرت أن لا تكلّم عبد الله بن الزبير. ثم كلّمته (وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نَذْرَها بعد ذلك فتبكي حتى تبُلّ دموعُها خِمارَها)!

لاكي

فَرَحِمَ الله مَنْ قَدَرَ الله حقَّ قدره، وعرف تقصيرَه في حَقِّه، وتفريطَه في جنبِهِ؛ فبكى على ذنبِهِ وناح على خيبة أَمَلِه وضياع عُمُرِهِ. وأنشد مع الورّاق:

لاكي

واخَجلَتي وصحافي سُوداً غّدّتْ وصحائف الأبرار في إشراقِ

وفَضيحتي لموبّخٍ لي قائلٍ أَكَذا تكون صحائفُ الورَّاقِ؟

لاكي

لاكي

جزاكم الله خيرا على المرور

كنت اتوقع ولو كلمة شكر ممن تمر هنا

جزاك الله خيرا حبيبتي
لسه شايفه الموضوع
جزاكى الله خيرا اختى وجعلنا الله من النفس المطمئنه وعفا عنا وغفر لنا
لاكي
لاكي

لاكي كتبت بواسطة نور عين زوجها لاكي
جزاك الله خيرا حبيبتي
لسه شايفه الموضوع

وجزاك ربي الف على المرور العطر غاليتي

لاكي كتبت بواسطة زوجة وأم لاكي
جزاكى الله خيرا اختى وجعلنا الله من النفس المطمئنه وعفا عنا وغفر لنا

وجزاك ربي خير الجزاء حبيبتي الغالية
وبارك فيك على الدعاء الطيب

لاكي كتبت بواسطة إني أخاف الله لاكي
لاكي
لاكي

شكرا لمرورك العطر اختي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.