ونظرا إلى انتشار الإصابات بهشاشة العظم، يبحث الأطباء عن وسائل لإعطاء العظم وأنسجته الحية عناصر مهمة، والتي في توفرها للجسم، حصول المرء على عظم سليم وقوي. والنظرة الطبية متجهة بالدرجة الأولى نحو الغذاء الصحي في توفير العناصر اللازمة لبناء عظم قوي وسليم.
إن مراجعة أنواع الأطعمة المعدة مما هو متوفر حولنا، من منتجات غذائية، هي إحدى وسائل التوجه الصحيح نحو الاستفادة من الغذاء في حماية القلب وتقديم أسباب الصحة والعافية له، وفيه أيضا حفاظ أحدنا على هيكل عظمي سليم.
وقرون الفاصوليا الخضراء، أحد المنتجات النباتية الغذائية التي لا يخطر على بال الكثيرين مدى ما هو متوفر فيها من فوائد لصحة القلب ولصحة العظم.
والعرض العلمي لما تحتويه هذه القرون الخضراء، يوضح لنا فائدة حرص أحدنا على جلبها للمنزل وعلى طهيها بطريقة سليمة وعلى تناولها.
* عناصر غذائية
* ويصنف المنتج الغذائي بأنه «ممتاز» في تزويد الجسم بعنصر غذائي ما، حينما تحتوي الحصة الغذائية الواحدة منه على أكثر من 10% لحاجة الجسم اليومية منه. كما يصنف بأنه مصدر «جيد جدا»، عندما يعطي تناول تلك الكمية منه أكثر من 5% لحاجة الجسم.
وإذا أردت أن تقدم لجسمك طعاما «خفيفا»، وفي نفس الوقت يمدك بـ 20% من حاجتك اليومية لفيتامين سي وفيتامين كي وفيتامين إيه والألياف ومعدن المنغنيز، فعليك وضع حزمة أنيقة من أوتار الفاصوليا الخضراء string beans ، بوزن نحو 120 غراما، في طبق طعامك، ثم تناولها بـ «العافية». وبتناولك لتلك الكمية الصغيرة من الفاصوليا الخضراء، التي لا تحتوي على أكثر من 40 كالوري (سعرا حراريا)، فإنك تقدم لجسمك أيضا 10% من حاجته اليومية لمعادن البوتاسيوم والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والنحاس ومادة تريبتوفان وفيتامين الفوليت وفيتامين بي-2 . وكذلك نحو 5% من حاجته اليومية لمعدن الفسفور وللبروتينات ودهون أوميغا-3 وفيتامين بي-3. كل هذه المعادن والفيتامينات يقدمها لنا تناول كوب واحد، حصة غذائية واحدة، من الفاصوليا الخضراء المسلوقة، من دون أن تثقل كاهل أجسامنا بكميات عالية من طاقة السعرات الحرارية. أي من دون التسبب بزيادة وزن الجسم.
وتتوفر الفاصوليا الخضراء في الأسواق طوال العام، إلا أن أجود أنواعها ما كان في فصلي الصيف والخريف. ويتم قطاف قرون ثمار الفاصوليا الخضراء بعيد اكتمال نموها، وقبل أن تنضج ويمتلئ غلافها بالألياف الخشنة والقاسية. وتحتوي قرون الفاصوليا الخضراء، الغضة والطرية والغنية بالماء، في داخلها، على بذور صغيرة لما يكتمل بعد نموها ونضجها. وعلى الرغم من أن أنواع الفاصوليا عموما تقدر بالمئات، فإن الفاصوليا الخضراء المعروفة، هي من الأنواع القليلة للفاصوليا التي يمكن تناولها طازجة.
وتنبع الفوائد الصحية لتناول الفاصوليا الخضراء من محتواها المتنوع والجيد للفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات ودهون أوميغا-3 الصحية.
* تقوية العظام
* ما تحتاجه العظام كي تكون ذات بنية قوية هو توفر المواد الخام اللازمة لبناء العظم نفسه. أي نسيج الخلايا العظمية والكولاجين والترسبات الكلسية المعدنية فيما بين خلايا العظم.
وتقدم الحصة الغذائية الواحدة، من قرون الفاصوليا الخضراء، للجسم 25% من حاجته اليومية لفيتامين كي. وتأمين كمية كافية للجسم من فيتامين كي، إضافة إلى أنه أساسي ومهم جدا في حفاظ الدم على قدرة التجلط، حال حصول الجروح، إلا أنه فيتامين مهم وأساسي أيضا لبناء عظم سليم وقوي في الجسم. وذلك من جانبين:
– الأول: فيتامين كي يمنع زيادة نشاط خلايا «أوستيوكلاس» العظمية osteoclasts. وخلايا «أوستيوكلاس» العظمية مهمتها تفتيت الأجزاء الصلبة والمتكلسة من العظم كي تذوب المعادن الموجودة فيه وتدخل بالتالي إلى الدم. وبالنتيجة يؤدي فرط نشاط هذه الخلايا إلى ضعف بناء العظم.
– الثاني: فيتامين كي يرفع من نشاط مادة «أوستيوكالسين» Osteocalcin. ومادة «أوستيوكالسين» عبارة عن بروتين غير كولاجيني موجود في العظم. ومهمة هذا البروتين هي تسهيل عملية تثبيت معدن الكالسيوم في داخل العظم.
والعظم، وإن كان كتلة صلبة وجامدة، فإنه بالأساس ليس شيئا «غير حي» و«غير متجدد»، بل هو نسيج عامر بالخلايا الحية وتجري فيه أوعية دموية، فهو نسيج حي متجدد، ولكي يوجد لدينا نسيج عظمي سليم وقوي، فإنه تجري فيه عمليات متواصلة من البناء والهدم. وتوجد في نسيج العظم نوعية مهمة من الخلايا العظمية التي تقوم بتجديد بناء العظم وإعادة ترميمه بشكل متواصل، وهي خلايا «أوستيوبلاست» العظمية. وتعمل هذه النوعية من الخلايا العظمية على إنتاج بروتين «أوستيود». وفي هذا البروتين الطري، حال إفراز الخلايا العظمية له، يتم بدء ترسيب الكالسيوم بالتدريج. وبالنتيجة يتكون لدينا ذلك الجزء الصلب من نسيج العظم، بشكل قوي وسليم، كلما توفر شرطان مهمان: الأول زيادة نشاط هذه النوعية البناءة من الخلايا العظمية، والثاني توفر الكالسيوم ومواد كيميائية أخرى في الجسم، وداخل العظم نفسه. وفي مقابل عملية البناء هذه، هناك عملية مضادة، إذ تعمل نوعية أخرى من الخلايا العظمية، وتدعى خلايا «أوستيوكلاس» العظمية، على إذابة الترسبات الكلسية في نسيج العظم. وعلى عكس ما يظنه البعض، فإن وجود هذه النوعية «الهدامة» من الخلايا العظمية هو شيء مفيد بالأصل، وذلك ضمن منظومات عمليات تجديد العظم وعملية تزويد الجسم بالكالسيوم من مخزنه الكبير، أي الموجود في العظم. ولكن المشكلة تظهر، في أحد وجوهها، حينما يزداد نشاط هذه الخلايا المفتتة للعظم. وهنا تأتي أهمية دور «المنقذ»، حيث يلعب فيتامين كي دورا محوريا في تهدئة نشاط خلايا «أوستيوكلاس» العظمية، وبالتالي في مساهمة الحفاظ على العظم القوي ومعادنه الأساسية.
يسلموا ايديكي عزيزتي