تخطى إلى المحتوى

فالنغتنم الايام الاخيرة من رمضان 2024.

  • بواسطة

لاكي

فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وكل من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
أيها المسلمون إنكم في هذه الأيام تستقبلون عشرًا مباركة هي العشرة الأواخر من شهر رمضان ، جعلها موسمًا للإعتاق من النار ، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخص هذه العشر بالاجتهاد في العمل أكثر من غيرها كما في " صحيح مسلم " عن عائشة – رضي الله عنها – :
( أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيرها )

وفي " الصحيحين " – عنها – قالت :
( كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )
وهذا شامل للاجتهاد في القراءة والصلاة والذكر والصدقة وغير ذلك ، وأنه – عليه الصلاة والسلام – كان يتفرغ في هذه العشر لتلك الأعمال – فينبغي لك أيها المسلم الاقتداء بنبيك فتتفرغ من أعمال الدنيا أو تخفف منها لتوفر وقتًا للاشتغال بالطاعة في هذه العشر المباركة

ومن خصائص هذه العشر :
الاجتهاد في قيام الليل ، وتطويل الصلاة بتمديد القيام والركوع والسجود وتطويل القراءة ، وإيقاظ الأهل والأولاد ليشاركوا المسلمين في إظهار هذه الشعيرة ويشتركوا في الأجر ويتربوا على العبادة ، وتعظيم هذه المناسبات الدينية

وقد غفل كثير من الناس عن أولادهم فتركوهم يهمون في الشوارع ويسهرون للعب والسفه ولا يحترمون هذه الليالي ولا تكون لها منزلة في نفوسهم ، وهذا من سوء التربية ، وإنه لمن الحرمان الواضح والخسران المبين أن تأتي هذه الليالي وتنتهي وكثير من الناس في غفلة معرضون .
لا يهتمون لها ولا يستفيدون منها . يسهرون الليل كله أو معظمه فيما لا فائدة فيه أو فيه فائدة محدودة يمكن حصولهم عليها في وقت آخر ، ويعطلون هذه الليالي عما خصصت له ، فإذا جاء وقت القيام ناموا وفوتوا على أنفسهم خيرًا كثيرًا ، لعلهم لا يدركونه في عام آخر ، وقد حملوا أنفسهم وأهليهم وأولادهم أوزارًا ثقيلة لم يفكروا في سوء عاقبتها
وقد يقول قائل منهم :
إن هذا القيام نافلة وأنا يكفيني المحافظة على الفرائض ، وقد قالت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – لأمثال هؤلاء : ( بلغني عن قوم يقولون إن أدينا الفرائض لم نبال أن نزداد ، ولعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم . ولكنهم قوم يخطئون بالليل والنهار ، وما أنتم إلا من نبيكم وما نبيكم إلا منكم ، والله ما ترك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قيام الليل ) .
ومن خصائص هذه العشر المباركة :

أنها يرجى فيها مصادفة ليلة القدر التي قال الله فيها :
﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ .
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :
( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه )

ولا يظفر المسلم بهذه الليلة العظيمة إلا إذا قام ليالي العشر كلها لأنها لم تتحدد في ليلة معينة منها ، وهذا من حكمة الله – سبحانه – لأجل يكثر اجتهاد العباد في تحريها ويقوموا ليالي العشر كلها لطلبها فتحصل لهم كثرة العمل وكثرة الأجل ، فاجتهدوا – رحمكم الله – في هذه العشر التي هي ختام الشهر ، وهي ليالي العتق من النار
قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن شهر رمضان :

( شهر أوله رحمه ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار )

فالمسلم الذي تمر عليه مواسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار في هذا الشهر وقد بذل مجهوده وحفظ وقته والتمس رضى ربه ، إن هذا المسلم حري أن يحوز كل خيرات هذا الشهر وبركاته ويفوز بنفحاته ، فينال الدرجات العالية بما أسلفه في الأيام الخالية
نسأل الله التوفيق والقبول والعفو عن التقصير .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

لاكي
لاكي
جزانا واياكم

منمن /// انسانة طموحة
اسعدنى مروركم اخواتى الغاليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.