أخي المسلم : سلام عليك ورحمة الله وبركاته .
هذه المدينة : التي اختارها الله عز وجل مهاجرا لرسوله صلى الله عليه وسلم ومنطلقاً لنشر الدين الإسلامي الحنيف .
هذه المدينة : التي أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لها فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا ، إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه ) رواه مسلم .
هذه المدينة : التي يحفظها الله عز وجل ويحميها إذ جعل على مداخلها حرساً من الملائكة يمنعون الطاعون والدجال من الدخول إليها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال )رواه البخاري ومسلم .
هذه المدينة : التي من صبر على شدتها أو مات بها وراعى حرمتها نال شفاعته صلى الله عليه وسلم أو شهادته يوم القيامة كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : (لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شاهداً) رواه مسلم .وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها ) رواه الإمام أحمد وغيره
هذه المدينة : التي انتشر الإيمان منها وسيرجع وينضم إليها كما ترجع الحية إلى جحرها ، أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) رواه البخاري ومسلم .
هذه المدينة : التي عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جنباتها وسار في فجاجها و أنت –أخي المسلم – تعيش حيث عاش صلى الله عليه وسلم وتسير حيث سار فهلا جعلته صلى الله عليه وسلم قدوة لك تهتدي بهديه وتسير على طريقته في كل صغيرة وكبيرة (يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب 021 وأقل ما تفعله –أخي المسلم – وأنت في هذه المدينة الطيبة أن تتأدب بالآداب التي تتناسب مع حرمة المكان الذي تعيش فيه ومن تلك الآداب مايلي: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
1- التحلي بالصبر وتحمل المشاق التي قد تواجهك فإن الساكن في المدينة قد تواجهه بعض تلك المشاق ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً ) كما تقدم .
2- الحرص على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب البدع ومحدثات الأمور فإن من أحدث في المدينة حدثاً –بفعل بدعة أو ارتكاب محرم ونحو ذلك – فقد عرض نفسه لسخط الله عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم ( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدل ) رواه البخاري ومسلم .
3- الحذر من الإعتداء على الناس في أعراضهم وأجسامهم وأموالهم فإن ذلك محرم في كل مكان وهو في المدينة أشد حرمة لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أراد أهل هذه البلدة بسوء –يعني المدينة- أذابه الله كما يذوب الملح في الماء ) رواه مسلم . فهذه المدينة سماها الله عز وجل طابة كما ثبت في صحيح مسلم فمن عاش على الطيب والطهر طابت نفسه وصلح حاله ومن عاش على الخبث تكدرت نفسه واضمحل أمره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها )رواه البخاري ومسلم.
3- الحرص على الصلاة في المسجد النبوي ، فإن الصلاة فيه لها أجر عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) رواه البخاري ومسلم .
4- الصلاة في مسجد قباء –أحياناً- لأن أجر الصلاة فيه كأجر عمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من خرج حتى يأتي هذا المسجد –يعني مسجد قباء – فيصلي فيه كان كعدل عمرة ) حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره
5- يشرع للرجال دون النساء زيارة البقيع للدعاء والإستغفار لمن دفن فيه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم –كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم – يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)
6- يشرع للرجال دون النساء زيارة شهداء أحد للدعاء والإستغفار لهم أيضاً فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه زارهم وروى ذلك الإمام أحمد وغيره من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
هذه الأماكن التي تشرع زيارتها بالمدينة بقصد التقرب إلى الله عز وجل ولا تغتر أخي المسلم بفعل كثير من العوام حيث يزورون أماكن أخرى في المدينة بزعم التقرب إلى الله عز وجل فإنه لم يشرع شيء من ذلك غير ما تقدم .
أخي المسلم نرجو لك إقامة طيبة سعيدة حافلة بالنشاط في طلب العلم النافع والعمل الصالح في هذا البلد الطيب ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد .
جزاك الله خير
الجمان بارك الله فيك واللهم آمين اللهم اجمعنا مع حبيبنا وشفيعنا يارب
السلفية بارك الله فيك
وياك ان شاء الله