ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عــن عُبَادَة ، قَـالَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ
فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي،
أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ ) (1)
حديث عبادة شريف عظيم القدر، وفيه ما وعد الله عباده على التيقظ
من نومهم لهجة ألسنتهم بشهادة التوحيد له والربوبية، والإذعان له
بالملك ، والاعتراف لـــه بالحمـد علـى جزيل نعمه التــى لا تحصى ،
رطبــة أفواهم بالإقرار لــه بالقدرة التــى لا تتناهى ، مطمئنة قلوبهم
بحمده وتسبيحه وتنزيهه عما لا يليق بالإلهية مــن صفات النقص ،
والتسليم له بالعجز عن القدرة عن نيل شىء إلا به تعالى. فإنه وعد
بإجابة دعاء من بهذا دعاه ، وقبول صلاة من بعد ذلك صلى ، وهـو
تعالى لا يخلف الميعاد ، وهو الكريم الوهاب فينبغى لكل مؤمن بلغه
هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه العظيم أن يرزقه
حظا من قيام الليل ، فلا عون إلا به ، ويسأله فكاك رقبته من
النار ، وأن يوفقه لعمل الأبرار ، ويتوفاه على الإسلام .
قــد سأل ذلك الأنبياء الذين هم خيرة الله وصفوه من خلقه ، فمن
رزقه الله حظا من قيام الليل فليكثر شكره على ذلك ، ويسأله أن
يديم له ما رزقه ، وأن يختم له بفوز العاقبة ، وجميل الخاتمة .
كتاب شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال ( ص 147 )
…..
(1) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك أبواب التهجد ، ب فضل من تعار
من الليل فصلى ، ص 227 / ح 1154) من حديث عبادة بن الصامت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ