** كشف (المركز الوطني للقياس والتقويم) جانباً من هشاشة التعليم الجامعي عندنا، وأكد من جديد أن ما يجري في عدد من الكليات والجامعات السعودية خطير للغاية، بعد ان عرى (المركز) المستويات الهزيلة لأكثر من سبعة آلاف معلم، كانوا متوجهين إلى تدريس ابنائنا في مراحل التعليم العام، واثبت بذلك ان مخرجات الجامعات والكليات تثير الشفقة، وتحتاج إلى ما يواري عورها، ويعالج خللها الكبير.
** والقصة معروفة بعد ان نشرتها الصحف وذكرت ان نحو اربعة عشر الف معلم، تم اخضاعهم لأول مرة لاختبارات القياس في (المركز) قبل ان يتم تعيينهم، وقبل أن يباشروا مهمتهم في تعليم ابنائنا داخل الفصول الدراسية، وإذا بأكثر من نصفهم من ماركة (من جنب القدّة) ولم ينجح من هذا العدد سوى ما نسبته 47% فقط، أي أن أكثر من نصفه اساتذة ومعلمي الجيل القادم، قد (سقطوا) في: (المهارات التربوية – واللغوية – والعددية – وما يتعلق بتخصص المعلم – والمرحلة التي سيدرس طلابها)!!
** قبل فترة عندما قامت جهة غربية بتصنيف جامعاتنا على أنها قريبة من ذيل القائمة الطويلة لجامعات العالم، قامت قيامة بعضنا ولم تقعد، وعلا الصراخ والاستنكار والاحتجاج، حتى خيّل إلينا ان جامعاتنا هي في المرتبة الاولى عالمياً، وأن الذين قاموا بتقويمهم، إنما قالوا زوراً وبهتاناً، وطرح عدد منا فرضية (المؤامرة) وحقد الآخرين علينا، وأننا لا سمح الله لسنا أقل عظمة من (هارفارد) مثلاً أو (السربون)!!
** الآن الذي تولى التقويم الأخير هو جهة سعودية خالصة مئة بالمئة، من بيننا ومن جلدتنا، وهو (المركز الوطني للقياس والتقويم) وأعلن من على رؤوس الاشهاد أن المحصلات التي عكف عليها سبعة آلاف معلم لأربع سنوات هي (اي كلام) وأنهم لا يصلحون للتدريس في مدارسنا، فماذا ستقول الجامعات المعنية، وماذا سيقول عمداء وأساتذة هذه الجامعات للناس هنا لاقناعهم بما لديهم من مبررات وحجج، إذا لديهم مبررات؟!!
** أنا في الواقع أشكر شجاعة وزارة التربية في اخضاع المعلمين المستجدين لاختبارات (المركز) وأراه اتجاهاً سليماً مئة بالمئة، لكنني من الجانب الآخر اشفق كثيراً على أولئك المعلمين الذين أرى أنه لا ذنب لهم فيما حدث، فقد التحقوا بكلياتهم وجامعاتهم، يحدوهم الأمل الكبير بتعليم جيد، ومهارات ممتازة، ومخرجات (عليها القيمة) تكون سلاحهم القوي في ميدان العمل، لكن تلك المؤسسات الجامعية للأسف خذلتهم وخذلتنا معهم، ولولا اختبارات (المركز) لكنا قد ابتلينا بـ(حفنة من المهلهلين) يتصدون لمهنة سامية وعظيمة، هي مهنة التدريس.
** واسمحوا لي من هذا الحيزّ أن أحشر هذه الحكاية التي رواها الكاتب العكاظي خلف الحربي يوم الجمعة الثاني من رجب 1445هـ عندما قامت كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بتوزيع أسئلة محلولة على الطلاب خلال الاختبارات النهائية لهذا العام، ثم لم ينتبه المسؤولون إلا بعد أن ضجت القاعة بالجلبة!!
** الآن هل يمكن بعد هذه الواقعة المدوية لسقوط المعلمين في اختبار القياس، هل تكون ردّة الفعل ان (نقلب الصفحة) كما يقول أستاذنا الكاتب محمد الحساني.. أم لابد من معرفة حقيقة السبب، وتحميل كل متهاون مسؤولياته مهما كان موقعه، باعتبار أن التعليم على وجه الخصوص لا يقبل المجاملة أو (الطبطبة) على الاكتاف، لأنه مرتبط بتأسيس الجيل القادم الذي يعول عليه الوطن.. كل الوطن.
أنا في الواقع أشكر شجاعة وزارة التربية في اخضاع المعلمين المستجدين لاختبارات (المركز) وأراه اتجاهاً سليماً مئة بالمئة،
لكنني من الجانب الآخر اشفق كثيراً على أولئك المعلمين الذين أرى أنه لا ذنب لهم فيما حدث، فقد التحقوا بكلياتهم وجامعاتهم،
عندما تقوم وزارة التربية والتعليم بالتطوير والسعي لوصول جامعاتها لأعلى المراتب،
وتخريج طلاب وطالبات يستطيعون الرقي بعملهم بعد ذلك؛
وقتها نستطيع لوم من يقصر من المعلمين والمعلمات الذين تخرجوا من مدارس وجامعات بذلت قصارى جهدها لتخريجهم بالأساس الصحيح والسليم!
شكرًا لمشاركتنا المقال ..