{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} طالما وقفت خاشعا في محراب هذه الآية، وطالما غمرني ضياؤها بأشعته الهادية حيث أودع الرحمن عز وجل في كلمات قليلة من المعاني الكريمة الفياضة تمثل هذه الآية مظهرا من مظاهر رحمة الله تعالى حين رضي منهم أن يطيعوه على قدر طوقهم وقدرتهم؛ وهذا الأمر أحد أهم الأسس التي يرتكز عليها التشريع الإسلامي، وهو في الوقت ذاته إحدى دعائم خلود الشريعة الغراء؛ إذ إن تصرف الأيام والليالي يأتي بما لا يحصى من الظروف والأحوال، وحينئذ فإن قدرات الناس على القيام بأمر الله تتفاوت تفاوتا كبيرا، لا يجد المفتي لها حكما تفصيليّا يغطيها، وتأتي هذه الآية لتمثل المنطلق الرحب والناموس الأعلى الذي يحكم فقه الضرورات، وفقه ارتكاب أخف الضررين ودفع شر الشرين، وتشعر هذه الآية الكريمة المسلم الذي وقع في ظروف حرجة ضاغطة بالطمأنينة بالسلامة من الإثم ما دام اتقى الله ما استطاع، كما أنها تستنهضه لمقاومة الظرف الطارئ وبذل الوسع في الاقتراب من المركز أكثر فأكثر، وهو إذ يفعل كل ذلك يشعر برقيب ذاتي منبعه خشية الله سبحانه وتعالى
بقلم الدكتور عبد الكريم بكار
نقل مفيد .. جزيتِ خيرا أخية ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتي خيرا اخيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. جزاك الله خيـــــــرا