تربية الطفل ليست بالأمر السهل جداً وهي بطبيعة الحال ليست صعبة..
لكنها تحتاج إلى صبر وتفانٍ من أجل تنشئة جيل صالح..
هناك الكثير من القواعد العامة والتي يجب على الأم مراعاتها
في تنشئة الطفل عقدياً وِفْقَ العقيدة الإسلامية السوية
والتي نستنبطها من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم..
من هذه القواعد:
* مبدأ: خاطبوا الناس على قدر عقولهم
فالطفل في هذه المراحل الأولى لا يعي كثيراً مما حوله.. فليس من المعقول أن تناقشيه في أمور اختلف فيها علماء الفقه أو مما هو موجود في علم الكلام.. وإنما عليك شرح شرائع الدين الإسلامي بما يوافق إمكاناته العقلية.. فمثلا: مسألة الصدقة على الفقراء والمساكين.. يمكنك تحبيبه في الفعل بجعله يقدم مبلغاً بسيطاً بنفسه لفقير أو محتاج، ثم تحدثيه عن أهمية ما قام به وكيف أنه بذلك قد ساعد محتاجاً وأنه في الوقت نفسه قد مصبح محبوباً عند الله وعندك والناس.. بهذا تزرعي في نفس الصغير حب مساعدة الآخرين..
* مبدأ التدرج في ترجمة العقيدة
يقصد بهذا التدرج في تعليم الطفل مبادئ الدين الإسلامي.. بحيث نبدأ معه من الحفظ ثم الفهم ثم الإيمان والتصديق.. ففي عمر السنتين مثلا: نلقه الشهادتين ونجعله يحفظ بعضاً من السور القصار أو آية الكرسي.. في هذه الحالة سيكون حفظ الطفل جيداً بما أنه في سنينه الأولى وإن كان لا يعي ما يحفظ.. لكنه فيما بعد ذلك سيفهم تدريجياً.. وعندما يصل إلى سن السادسة والسابعة وما بعدها يكون مطالباً بالإيمان بما حفظه وفهمه.. ليكون ذلك تمهيداً لما سيكون بعد هذا السن من الأمر بالصلاة والعبادات الأخرى.
* اعتماد مبدأ الثواب والعقاب
الطفل بطبيعته كبشر يخطئ ويصيب.. والذي من خلاله يتعلم الصغير ماهو جيد وما هو سئ.. ولا يكون التعلم إلا بأن يخطئ في مرات ويصيب في مرات.. ولا يعني ذلك السكوت عن أخطائه، وإنما بتصحيح تلك الأخطاء وليس تضخيمها..
فإذا أحسن الطفل إلى صديقه أو إلى ابن الجيران على الأم أن تكافئه سواء بهدية رمزية أو بكلمة جميلة من مدح وثناء.. فهو إن وجد ذلك الثواب من والديه سيتشجع في المرات القادمة للإحسان إلى الغير.. وفي المقابل إذا أساء الطفل وعاقبته الأم فسيتعلم بطبيعة الحال أن ما قام به أمر مشين.. على أن لا يتجاوز كل من الثواب العقاب حدودهما
* اعتماد مبدأ التنافس بين الأبناء
يظهر ذلك جلياً عندما تشجع الأم أولادها على التفوق الدراسي أو على حفظ جزء من القرآن مثلا.. في حين أنها تكافئ المجتهد منهم تشجيعاً له حتى يستمر على هذا المستوى.. وعلى أساسه نجد أخوته قد تشجعوا للشيء نفسه وسيبذلون جهداً أكبر في المرة القادمة..
هذا الأمر يزرع في نفوسهم حب التنافس الشريف بعيداً عن الحسد والحقد وهذا يرجع إلى سياسة الأم الشخصية في مكافأة المجتهد وتشجيع المخفق.
* عدم المبالغة في إخافة الطفل من الله سبحانه وتعالى
تبالغ الكثير من الأمهات في إخافة الطفل من الله تعالى.. فتقول له مثلا: إذا لم تكتب واجبك فسيعاقبك الله!! وفي اليوم التالي نجده قد سقط من دراجته أو كسرت لعبته فيظن ذلك عقاباً من الله!! وبهذا يكون الطفل سلبياً في تعامله مع مشاكله الحيوية سلبياً في تفكيره.. فيمكنها أن تقول له مثلا: إذا لم تكتب واجبك لن نخرج في نهاية الأسبوع.. هذا الأمر يجعله يتحفز لتنفيذ أوامر والدته لأنه يعلم ويدرك ما سيكون بعده من أمر يحبه..
في الجهة المقابلة.. يمكن للأم أن تقول له: الكذب لا يحبه الله ومن يكذب يدخل النار أو أن الله يعاقبه بكذا وكذا.. هذا في حين إذا كذب الطفل بعيداً عن عين الأم (في المدرسة مثلاً) والذي يزرع في نفسه المراقبة الذاتية لتصرفاته..
كلمات كتبتها بعد درس قصير في مادة parinting التي أدرسها..أعجبتني وأحببت تشاركوني فيها.. (وفي النهاية هي واجب عليّ تقديمه)
ويبارك فيكم أخواتي
موضوع قيم جدا
موضوع "parenting" رائع
الله يعافيك يا وسام
شكرا لتواصلك ياغالية
ايمان
ربي يبارك فيك وفي أصلك
شي مما تعلمناه منكم
sunshineras
وجزاك غاليتي
أم سيفان
ويجزاك الخير اختي العزيزة