إن لتذكر الموت أثر كبير لإصلاح النفوس وتهذيبها , وذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها , وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة , وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي , وقد تقصر في الطاعات , فإذا كان الموت دائما على بال العبد , فإنه يصغر الدنيا في عينيه , ويجعله يسعى في إصلاح نفسه وتقويم المعوج من أمره , روى ابن حبان في صحيحه , والبيهقي في شعب الإيمان والبزار في مسنده بإسناد حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكثروا من ذكر هادم اللذات : الموت , فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه , ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه " وقال القرطبي : اعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية , والتوجه في كل لحظة إلى الدار الاخرة الباقية , وقال :" قال العلماء : تذكر الموت يردع عن المعاصي ويلين القلب القاسي , ويذهب الفرح بالدنيا ويهون المصائب وقال رحمه الله تعالى" قال العلماء –رحمهم الله- ليس للقلوب أنقع من زيارة القبور وخاصة إن كانت قاسية فعلى أصحابها أن يعالجوها بثلاثة أمورأحدهما الإقلاع عما عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار الصالحين فإن ذلك مما يلين القلوب .
الثاني :ذكر الموت , فيكثر من ذكر هادم اللذات , ومفرق الجماعات , وميتم البنين والبنات .
الثالث :مشاهدة المحتضرين , فإن النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته , وتأمل صورته بعد مماته , مما يقطع عن النفوس لذاتها , ويطرد عن القلوب مسراتها .. المرجع اليوم الآخر القيامة الصغرى للأشقر
جزاكم الله خيراً