الكلام في النَّاس، وأعراض المُسلمين كما يقول ابن دقيق العيد حُفرة من حُفر النَّار، يقول: وقف على شفيرها العُلماء والحُكَّام، ما دامُوا على شفيرها، وهُم مُضطرُّون للكلام في النَّاس فكيف بمن عافاهُ الله من هذه المسألة وهذه المُشكلة؟! لأنَّ الذِّي يتكلَّم في النَّاس ولو لحاجة لا يكاد أنْ يَسْلم؛ فإمَّا أنْ يزيد أو ينقص، فمن ابتُلي ونُصِبَ لهذا الأمر فليستعن بالله وليتحرَّ الإنصاف، ومن عافاهُ الله، فالسَّلامة لا يَعدلها شيء، وأَهَمُّ ما على الإنسان أنْ يُحافظ على مُكتسباتِهِ، فإذا كان يُنفق الأموال بالغَلَقِ والأبواب وخشية اللُّصُوص… فكيف بما يُنجيهِ يوم القيامة من الحسنات التِّي تعب على كسبها وتحصيلها ثُمَّ بعد ذلك فرَّقها على فُلان وعلاَّن ممّن لا يرتضيه؟! لأنَّ الذِّي يرتضيهم لا يأتيه من حسناته شيء…لماذا؟ لأنَّهُ لا يغتابهم؛ إنَّما يغتاب أُناس لا يرتضيهم، وحسناتُهُ تذهب إلى هؤُلاء الأشخاص الذِّين لا يرتضيهم، فعلى الإنسان أنْ يُحافظ، لا يأتي مُفلساً يوم القيامة، فتُوزِّع حسناته على خُصُومُهُ، فإذا لم يبقَ لهُ شيء انتهى من الحسنات، وإنْ بقي لهُم شيء أُخِذَ من سيِّئاتهِم وأُلقِيَت عليهِ فَطُرِح في النَّار نسأل الله السَّلامة والعافية؛ فعلى الإنسان أنْ يُحافظ على مُكتسباتِهِ، فإذا كان التَّفريط بالدَّراهم والدَّنانير جُنُون… فكيف بمن يُفرِّط بما هو بأمسِّ الحاجة إليه في يوم يجعل الولدانِ شيباً
جزاك الله خيراوبارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا…علي المرور الكريم