<center>
http://www.alnoor-world.com
<center>
رحلتنا اليوم مختلفة قليلاً، حيث سنرحل لروسيا في عهد قريب، عهد لينين وستالين اللذان حكما روسيا بالنار والحديد.. فلنبدأ الرحلة.
لنتجول في روسيا الآن. ما هذا المبنى ذو الأسوار العالية هناك، الذي يحيط به الحرس من كل جانب؟! لنقترب أكثر.
إنه السجن المركزي!! حيث يسجن أعتى المجرمين.
لندخل السجن ونرى حال بعض من فيه. يا لحجم هذا السجن!! ويا لعدد المسجونين فيه، من المذنبين والأبرياء!! لكن ما ذلك القسم المنعزل هناك؟! إنه مظلم وحجراته صغيرة جداً!! لنسأل الحارس عنه.
– لماذا تبعد تلك السجون الصغيرة عن باقي السجون؟!
– لأنها حجرات السجن الانفرادي.
لنذهب لذلك القسم، فيبدو أن به أعتى المجرمين.
حجرات مظلمة كئيبة، غطاها الغبار حتى تشكلت منه طبقات صلبة يصعب إزالتها. لنقف ونراقب هذا السجين هنا!
يتحرك السجين بين الجدران الأربعة المتقاربة بملل شديد، يجلس ويقوم، يمشي ويقف، ينام ويصحو، يتبدل عليه الليل والنهار، ولا يشعر بهذا التبدل، فأشعة الشمس تصله ضعيفة جداً من نافذة صغيرة في السقف، لا يكاد يميز إن كانت ضوء شمس أو ضوء مصباح.
وهو في هذه الحالة المزرية، وقعت عيناه على شيء في طرف الحجرة. أسرع إلى هناك، يبدو أنها طرف ورقة، حاول سحب الورقة، لكن الغبار قد كون طبقة سميكة فوقها، فخشي أن تتمزق ولا يقدر على إخراجها، فبدأ بحك طبقة الغبار، حتى أزالها، فرفع الورقة، وبدأ بقراءتها!!
<center>حكم بالإعدام على امرأة وابنتها!!<center>
في إحدى حواري روسيا القديمة الفقيرة، عاشت امرأة فقيرة مع ابنها وابنتها الصغار. كانت توفر لهما لقمة العيش بصعوبة بالغة جداً. وذات يوم، قالت لصغيرها: ما رأيك أن تذهب لأمريكا لتعمل هناك، وترسل لنا بعض النقود؟! فوافق الصغير في الحال. وعملت الأم كل ما باستطاعتها لتوفير ثمن التذكرة. وسافر الابن، ليبدأ حياة جديدة هناك.
عمل الصغير في أمريكا، وكان يراسل أمه وأخته باستمرار، ويرسل لهما بعض الأموال. ثم بدأ الصغير باستكمال دراسته، ثم عاد للعمل مرة أخرى، وبيده شهادة هذه المرة، فحصل على عمل أفضل من سابقه.
وشغلته الحياة عن أمه وأخته، فانقطع عن مراسلتهما. وبدأ الابن يكسب ويكسب، حتى أصبح من أصحاب الأموال، ويشار إليه بالبنان. ثم تزوج من فتاة أمريكية.
وذات يوم، سألته زوجته: أليس لك أهل؟ قال: بلى! قالت: فأين هم؟ قال: في روسيا، لدي أم وأخت، لكني لا أعلم عنهم شيئا الآن، فلقد انقطعت مراسلاتنا منذ زمن. فقالت: لم لا نذهب لزيارتهم، ستكون مفاجأة جميلة لهم وسياحة ممتعة لنا؟! فوافق الزوج في الحال.
عندما وصلا لحيّهما القديم، لم يجد الزوج بيته، فسأل سكان الحي عن أهله، فأخبرتهم إحدى العجائز، بأن أمه خرجت من الحي، وأصبح لديها فندقاً صغيراً تُسْكِنُ به عابري السبيل مقابل القليل من المال، والفندق في المنطقة الفلانية.
فذهب الابن وزوجته للفندق، وقبل أن يدخلا، قال الابن لزوجته: لدي فكرة ستفاجئ أمي وأختي!! ما رأيك أن أسكن أنا الليلة في الفندق باسم مستعار، وبالتأكيد لن تعرفني أمي فشكلي تغير كثيراً، وتأتين أنت صباح الغد وتسألين عني باسمي الحقيقي!! ستكون مفاجأة جميلة لهما. فوافقت الزوجة، وسكنت في فندق آخر، وذهب هو السكن في فندق أمه.
كانت تظهر على الشاب علامات الغنى. فحجز له غرفة، وذهب للنوم فيها. وأثناء نومه، فُتِحَ الباب، ودخل عليه شبحان، نزلا بالفأس والسكين، على جسده حتى قطّعاه.
جاءت الزوجة في الصباح، وسألت عن زوجها باسمه الحقيقي!! فوقعت الأم مغشياً عليها، وعندما أفاقت، اعترفت بكل شيء!!
لقد تعودت الأم وابنتها قتل الغرباء الذين تظهر عليهم علامات الغنى، وسرقة أموالهم، ودفن جثثهم في أرضية الفندق!! وكانت الضحية هذه المرة، ابنها!!
رمى السجين الورقة، ثم ابتسم، وقال بصوت عالٍ: يبدو أن هنالك في الحياة من هو أتعس مني.
انتهت رحلتنا لهذا اليوم. وقد لا تكون قصة السجين حقيقية، لكنها واقعية بلا شك!! فالقصص الواقعية لا يشترط أن تكون قد وقعت بالفعل!! لكن من الممكن أن تقع في أي وقت. ويهمنا من القصة العبرة، وفي هذه القصة عبرتان عظيمتان.
أوّلها، أنه مهما حس الإنسان أن مصيبته كبيرة فلا بد من وجود من هو في مصيبة أكبر. فإن أحس الإنسان بالفقر، فبالتأكيد هنالك من هو أفقر منه. وإن أحس الإنسان بالمرض، فهنالك من هو مصاب بمرض أشد منه، وهكذا، فالابتلاءات كالدائرة، لا يُعرف بدايتها من نهايتها، فلا يُعرف من هو أكثر الناس ابتلاء ومن هو أخفهم في ذلك. وعلى المؤمن حمد الله وشكره على كل حال هو فيه.
أما العبرة الثانية، فهي عاقبة الغدر، فمهما طال الزمن، لا بد أن يأتي يوم يجد فيه الغادر عقابه، وقد يُعَجّل هذا العقاب في الدنيا، وقد يُأخّر للآخرة!! نعوذ بالله من الغدر وشروره.
<center>
بقلم
<center>
ما زالت شمسنا..تشرق علينا بأجمل الكلمات..وأروع الاختيارات…
هذه القصة تحمل في طياتها الكثير…
فإن رمتك الحياة بضائقة…فانظر للآخرين فستجد فيهم سلوانا لك…وانظر دائما لمن هو دونك ولا تنظر لمن هو أعلى منك لتعلم أنك في نعمة عظيمة….
وثانيها العقوق…وإن كانت المأساة تحمل أكثر من عظة…فهذا نال جزاء عقوقه وهي نالت جزاء جريمتها…
بارك الله فيك شمس..وما زلنا ننتظر بقية الأوراق..
وشكرا …….
حيث نراها كل يوم في اشراقة جديدة " ماشاء الله "
موضوعك قيم وهادف بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء
وأذكر أن هناك حكمة في هذا الصدد لا أدرك صياغتها ولكن معناها
إذا أردت أن تنظر من حيث الدين فانظر إلى من هو أعلى منك
وإذا أردت أن تنظر إلى الدنيا فانظر إلى من هو أسفل منك ..
بورك فيك أخيه …