اختلف العلماء في هذا، فمنهم من قال: سيراه يقظة يوم المحشر ويشفع له إن شاء الله.
ومنهم من قال: فكأنما رآه حقيقة يقظة كما رآه الصحابة. وهذا تشريف وتعظيم لحال الرائي.
ومنهم من قال: سيراه عند الموت، فإن المسلم المستقيم عندما يحضر أجله تحضر إما ملائكة الرحمة، وإما ملائكة العذاب والشياطين.
والدليل من القرآن: قال الله تعالى عن الكافرين عندما يحضرهم الموت: (وَلَوْ ت
ترَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ).
وقال الله تعالى عن المؤمنين عندما يحضرهم الموت:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ).
واجتماع أرواح المؤمنين في اليقظة من الأمور الثابتة الصحيحة في الإسلام، حيث إن النبي عليه السلام اجتمع بالأنبياء في اليقظة ليلة الإسراء والمعراج، فصلى بهم إماماً، ورأى النبيّ موسى يصلي في قبره، ورأى جماعة من الأنبياء مع جبريل، وكل هذا قد حصل روحياً، مع يقيننا بأن الأنبياء قد ماتوا، ولكن أرواحهم لم تمت قد اجتمعت مع النبي عليه السلام وهو حي، فلا غرابة من لقاء حي مع لقاء روح النبي عليه السلام بدليل حادثة الإسراء والمعراج وبدليل حديث البخاري ومسلم: (فسيراني في اليقظة).
أما رواية: (فسيراني في اليقظة أو كأنه رآني في اليقظة) فهي رواية فيها تردد وشك، وحديث: (فسيراني في اليقظة) جاء في البخاري ومسلم في مكان آخر بدون شك بل بالجزم: (فسيراني) ولا تعتمد رواية الشك وتترك رواية الجزم إلا بدليل علمي صحيح.
فالمؤمن عندما يحضره الموت تحضره الملائكة، ومن رأى النبي عليه السلام في المنام واستقام بعد ذلك وحضره الموت ستحضر روح النبي عليه السلام عند الاحتضار لتخرج روحه على الإسلام، والدليل على هذا قول النبي عليه السلام: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة). رواه البخاري ومسلم.
منقول عن مستشار الأحلام/ الأستاذ أديب الكمداني