فيظنون ان صلة الرحم معهم تقتضي التحابب والتوادد معهم 00ومجالستهم ومؤاكلتهم ومداهنتهم 000وهذا ليس صحيح
من المعروف ان الاسلام لا يمنع من الاحسان الى الاقارب من اهل المعاصي بل حتى الكفار كما دل على ذلك قوله تعالى:
(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
وكما دل حديث استفتاء اسماء بنت ابي بكر الصديق-رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلة امها المشركه
فقد جاء في الحديث (قلت: ان امي قدمت وهي راغبة افاصل امي ؟
فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم :نعم 00صلي امك )
لكن لايعني هذا التوادد والتحابب مع اهل الكفر والمعاصي ومجالستهم ومؤاكلتهم ومداهنتهم
يقول تبارك وتعالى
(لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم )
ومعنى هذه الايه –كما ذكر الامام الرازي-انه لايجتمع ايمان مع وداد مع اعداء الله وذلك من احب احد امتنع ان يحب مع ذلك عدوه
واستدل الامام مالك بهذه الايه على معادة القدريه وترك مجالسته
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير الايه الكريمه:/ أي لا يوادون المحادين ولو كانوا من الاقربين
بل ان صلة الرحم مع اولئك في بذل السعي لمنعهم من الاقتراب من النار والتباعد عن الجنه00واذا اقتضت المصلحه لتحقيق هذا الهدف الاسمى والغاية العظمى مقاطعتهم فتكون المقاطعه انذاك هي صلة الرحم
فيقول الامام ابي حمزه:
فان كانوا كفارا او فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم بشرط بذل الجهود في وعظهم ثم اعلامهم اذا اصروا ان ذلك بسبب تخلفهم عن الحق ولايسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب ان يعودوا الى الطريق المثلى00
وصلي اللهم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
00واذا اقتضت المصلحه لتحقيق هذا الهدف الاسمى والغاية العظمى مقاطعتهم فتكون المقاطعه انذاك هي صلة الرحم