تخطى إلى المحتوى

كيف نتقدم في البناء الحضاري؟ 2024.

  • بواسطة

هذه مقالة قرأتها وأحببت أن أنقلها لكم ليعم الخير والفائدة

مختصر المقالة:
بناء الحضارة واجبٌ لا ينصبُّ على الدول فحسب، ولكنه واجبُ الدول والشعوب، ولما كانت أمتنا في هذا الوقت تعيش حالة ضعف فإن الواجب يكون آكد.
وفيما يأتي بعض العناصر التي ينبغي علينا أن نتحقق بها ونحن ننظر إلى بناء حضارتنا الموعود…
وقمت أيضا بنقل المقالة كاملة:
الحمد لله الذي أمر فكان أمره للعالمين هداية وصلاحًا..
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المكّيّ القرشيّ قمر بني هاشم، شمس الوجود، قرّة العيون، طب القلوب..
وعلى آله الأطهار الذي حملوا لواء سنته..
وأصحابه الأبرار الذين اهتدوا بهداه وساروا على منهاجه..
اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا..
أوصيكم عباد الله وإيّاي بتقوى الله، وأحثّكم على طاعته، وأنهاكم عن معصيته ومخالفة أمره، وأستفتح بالذي هو خير.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد:
بناء الحضارة أيها الإخوة الأحبّة واجبٌ لا ينصبُّ على الدول فحسب، ولكنه واجبُ الدول والشعوب.
كلّكم لآدم، وآدم من تراب.
إنه واجب يستوي فيه الكبير والصغير، والمستأجر والأجير، والغني والفقير… ولا يُستثنى منه أحد.
ولما كانت أمتنا في هذا الوقت تعيش حالة ضعف فإن الواجب يكون آكد.
وأحببت في لقائنا الأول هذا أن أتحدث عن العناصر التي ينبغي علينا جميعًا أن نتحقق بها ونحن ننظر إلى بناء حضارتنا الموعود:
1- لا تبنى الحضارة بمعناها الإنساني إلا بوجود الإيمان:
فمهما تطورت المدنية الحديثة، ومهما استخدمت تقاناتها، ومهما عملت لتطوير آلياتها ليلَ نهار… تبقى ضعيفة من داخلها.
ولهذا نجد أن أكثر الأمم تحضُّرًا أو مدنيّة أو تطورًا على المستوى الماديّ تعيش أزمة الانتحار، فأكثر شبابها يقود الواحد منهم نفسه إلى الموت لأنه لا يملك المدعّم الباطن.
فمهما أردنا أن نبني حضارةً من غير إيمان، ومن غير تعلق القلب بالله، ومن غير تنويرٍ بمحمد رسول الله… فإننا واهمون، فالإيمان وقود الحضارة الإنسانية، ومن غير هذا الإيمان لا تتحرّك مركبة الحضارة.

2- الشعور الصادق لكل واحدٍ منّا بالمسؤولية:
وحينما ينتفي هذا الشعور يعيش كل واحد منّا حالة الأنانية، فكلٌّ منّا مسؤول عن نفسه وأسرته، وعن صحبه وإخوانه ومجتمعه ووطنه، ومسؤول عن زهرةٍ زرعت في حديقة، وعن نظافة طريق قد وضع ليسير الناس عليه…
هذا الشعور ينبغي أن نربيه في أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، وأن ندعمه في شبابنا، وأن نكون حاضرين معه كهولاً وشيوخًا، إنه الشعور بالمسؤولية الذي نستمده من قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}لأن المسؤولية الحقيقية إنما هي مسؤولية أمام الله.
3- أن نفهم الواقع:
فلا يمكن لنا أن نتحدث عن تدبيرٍ للمستقبل وإعمار لما هو قادم ما لم نفهم واقعنا الذي نعيش فيه بكل آفاته وعلله، فهل يستطيع مهندسٌ ما أن يبني بناءً من غير أن يدرس أرضه التي يقوم عليها في المستقبل هذا البناء؟ وكلما ازداد فهمنا بواقعنا من كل جوانبه نستطيع أن نكون أداة البناء المستقبلي.
4- أن يكون بناء المستقبل مستندًا إلى تفكيرٍ جماعيّ لا إلى فكر فرديّ:
فلابد من الشورى المتكاملة التي يشترك فيها الجميع، فربما يُلهم الله سبحانه وتعالى عاقلاً من العقلاء ويورد على قلبه فكرة مفيدة وناجحة ومُنجحة، فهذا سرّ الشورى الذي أشار إليه قوله تعالى وهو يتحدث عن سرّ هذه الأمة وعن نجاحاتها ويفخر بها: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38].
5- العمل المتقن:
وذلك حينما يدخل العامل إلى مصنعه وهو يعي هذه المسؤولية، وهويعي أنه في صناعته ينبغي أن يكون في حالة المراقبة، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].
وهكذا يتولد الإتقان في العمل سواء كنتَ صانعًا أو تاجرًا أو عاملاً أو موظفًا…
وإتقان العمل وقيامك به على الوجه الأكمل واجبٌ شرعيّ.
6- المتابعة وعدم الانقطاع، والمراجعة واستصحاب التصويب:
قال صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون).
فإذا وجدت المتابعة والمراجعة والتناصح فإن الخاطئ يتحول إلى سليم وصحيح ومستقيم على طريق البناء.
7- الوعي أن كل هذا الذي أشرت إليه لا يمكن له أن يكون ناجحًا حتى يكون الباعث له العبودية لله:
الأجير غير العبد، فالعبودية لله تُشعر الإنسان بأنه مأمور من سيده ومولاه، وهي تلزمنا أن نكون حاضري القلوب مع أكمل عبدٍ خلقه الله وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه:
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن: 19]
وهاهو سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام الذي أعطاه الله ملكًا لا يعطاه أحدٌ إلى يوم القيامة، وسخّر له الريح والجن، وكان كلّ شيء طوع بنانه، لكنه سبحانه وتعالى لما أراد أن يصفه وأن يعرفنا إلى هويته قال: {نعِْمَ العَبْدُ}.
هكذا يكون العظماء.. فلا يكون العظماء عبيدًا لغير الله..
صانعو الحضارة هم عباد الله الذين فتحوا بيت المقدس في المرّة الأولى، وقد وصفهم ربنا سبحانه وتعالى بأنهم كانوا عبادًا له، ولن يُفتح بيت المقدس في المرة الثانية ولن تبنى حضارتنا هذه حتى نعيش حالة العبودية لله تبارك وتعالى.
فالعبودية لله حرية مما سواه.
بهذه البنود السبعة إن نحن تحققنا بها وعشنا معناها وكان التعاون حاضرًا بيننا على البر والتقوى… تبنى الحضارة، وليس هذا منّا ببعيد إن نحن صدقنا فيها مع الله.
ردّنا اللهمّ إلى دينك ردًّا جميلاً، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول هذا القول وأستغفر الله.
يمكنك الاستماع للمقالة من الرابط المباشر الآتي:كيف نتقدم في البناء الحضاري
المقالة منقولة للفائدة من موقع البدر الإسلامي وفيه يمكنك قراءة المقالة باللغة الإنكليزية لمن يرغب بذلك

بارك الله فيك كلام جميل يحتاج إلى عقول واعية وقلوب يقِظة
ودعيني أردد معك:

الوعي أن كل هذا الذي أشرت إليه لا يمكن له أن يكون ناجحًا حتى يكون الباعث له العبودية لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.