أنا أرى بصراحة من كل الزيجات التي أراها حولي ، أن الزواج لا يبنى على أساس صحيح و سليم من البداية ، فالشاب أول ما يرى الفتاة جميلة و عسولة ، خلاص هي هذه التي يريدها ، دون أن يرقب أخلاقها تصرفاتها ، كلامها ، و المثل بالنسبة للفتاة . كما أن مدة الخطوبة ، و التي أعتبرها شخصيا أهم مرحلة في عملية الزواج ، عبارة عن سلق بيض ،
و لا يتعرف الشريكين على بعضهما بالشكل المطلوب لضيق الوقت ، و للنظرة القاصرة كذلك : فما معنى أختي في الله أن يجلس الخطيبين معا في الصالون يتكلموا لا أدري في ماذا ، و يمشي بعدها و خلاص خلصت .
و أنا هنا أقترح بعض الوسائل المهمة للتعرف على طباع الخاطب و أخلاقه قد ر الإمكان :
1 ) و قد ذكرت بعض مواقع الفتاوى الإسلامية أنه يجوز للخطيبان أن يخرجوا مع بعضهما ( مع محارم طبعااااااااا ) لماذااااااااااااا ؟ لأن الخروج و الاحتاك بالناس يكشف صفات و خبايا و طباع الشخص الآخر ، ما لا تكشفه جلسة الصالونات المحترمة ، و هذه على فكرة من أنجح الأساليب لكشف شخصية الخاطب ، فهو لن ينجح أبدا في إخفاء طباعه مهما طال الوقت ، ستتبين في النهاية . و إن لم يكن في الإمكان فيمكن لوالد الفتاة ، أو أخوها ، أو حتي أحد أقاربها أن يخرج هو مع الخاطب . وورد ذلك في موقع لها أون لاين :
" أختى فتاة في الـ26.. تعرفت على زوجها الذى يكبرها بعامين عن طريق الأسرة وتمت الخطبة والزواج في أسبوع. ثم تزوجت وسافرت معه لدوله أجنبيه. وكانت المفاجأة أولا: له شلة من أصدقاء السوء يذهب إلى مقهى يوميا وأيام الإجازات يعود في الثالثة صباحا وهو يقسم لها أنه لا يفعل ما يغضب الله غير أنه مهمل وسليط اللسان ولا يعرف البشاشة والضحك ودائم التأنيب والسخرية منها ويبحث عن النقائص في أعمالها ويحاول دائما إشعارها بأنها لا تفقه شيئا وأنها دون المستوى رغم أنها طبيبة وتعلوه في المستوى العلمي ونحن والله من أسرة كريمة ميسورة الحال. لا أعرف ماذا تفعل وهما طبعا دائمي الشجار فهل هذا حل؟ أفيدونا أعزكم الله و جعله في ميزان حسناتكم " .
" إن رسالتك نموذج للآثار السلبية الناتجة عن عدم وجود فترة خطبة كافية حيث إن الله عز وجل عندما شرع الخطبة فإنما ليتعارف فيها الطرفان قبل أن يصبح الأمر زواجا شرعيا وعقدا أبديا وميثاقا غليظا حيث إنه مهما حاول أي طرف أن يخفي صفاته أو أن يحسنها فإن فترة الخطوبة كفيلة بظهور العيوب القادحة.
ولذا فإن ما ندعو إليه من خطوبة ديناميكية إن صح التعبير يتفاعل فيه الخطيبان في وجود المحرم حيث ينزلان إلى مكان عام فيظهر بخل البخيل ويظهر ردود فعل العصبي وأيضا عندما ينزلان سويا لاختيار شيء يخصهما تظهر المواقف المختلفة السلوكيات. في حين أن الخطوبة الساكنة الرابضة في الصالونات حيث يأتي الخطيب كل أسبوعين ليجلس إلى خطيبته ويتبادلا الحديث الصامت إن صح التعبير حيث لا روح ولا حياة ثم نتصور أن هذه خطبة وأن كل واحد منهما قد عرف الآخر من خلال بعض الأسئلة أو الكلمات التي قالها هذا أو ذاك وهو ما لا يصلح في الحقيقة كوسيلة للتفاعل لا بد من التفاعل لا بد من المواقف لا بد من المدة الكافية تخرج ما في داخل كل طرف. لذا فإن مشكلة أختك في الأساس هي هذا التسرع في إتمام الزواج بشخص لا يعرف عنه أحد شيئا خاصة هؤلاء المسافرون الذين يهبطون في إجازاتهم القصيرة ويتحججون بقصر المدة للإسراع في إتمام الزواج ويقدمون صورة خاطئة عن أنفسهم ما تلبث الزوجة المسكينة أن تكتشفها وتصدم بها عندما تصل إلى البلد الغريب حيث ترى هذا الرجل على حقيقته وربما تتعرف على ملامح وجهه لأول مرة حيث أن الأسبوع أو الأسبوعين لا يكونا كافيين للتعرف أو حفظ معالم وجهه ".
2) كذلك هناك نقطة مهمة و هي أن تسأل أقاربه عنه ، صحيح أنهم قد يكذبوا ليحسنوا صورته ، مع ذلك ستفيدي منهم جدااااااااا .
3 ) كما أنه سيكون من المفيد للغاية أن تجلس أمك ، أو أبوك ، أو أخوك مع خطيبك ، و تحادثه هي ، فمن خبرتها ستكتشف أشياء قد لا تعرفينها أنت .
4 ) كذلك هنا ما يسمى بنظام الاستجواب ( في الواقع هذه تسميتي أنا ) ، المهم : النظام عبارة عن مجموعة من الأسئلة تجهزينها أنت ، و ترغبين في سؤاله عنها ، و المفترض أنها تكشف لك جانبا ما من شخصيته . و يفضل طبعا ألا تحملي الورقة أمامه ، و لكن احفظي الأسئلة ، و لا تسأليه كأنه في تحقيق ( لأنه في الغالب سيطفش ) ،و لكن اجعلي أسئلتك تتخلل حديثك قدر الإمكان ، و من بين الأسئلة ، مثلا :
ما هي هواياتك ؟
ما هدفك في الحياة ؟
ما هي خططك لخدمة الإسلام ؟
كيف تنوي تنشئة أطفالك ؟
هل تهمك قضايا الأمة ، و تحزنك ، و تحاول أن تسهم بشئ و لو صغير لإصلاح الأمة ؟
ما هي أحب العبادات إليك ؟
ما أكثر شئ تبغضه ؟
ما أكثر شئ تحبه ؟
ماذا تتمنى من الله ؟
ما أقصى شئ تفعله حين تغضب ، أو تفرح ؟