[ ليلة القدر ] هي أفضل الليالي ! سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز : ليلة القدر هي أفضل الليالي ، وقد أنزل الله فيها القرآن ، وأخبر – سبحانه – : أنها خير من ألف شهر ، وأنها مباركة ، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم ، كما قال – سبحانه – في أول سورة الدخان : ﴿ حَم . وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ . إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ . رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ . [ الدخان : 1 – 6 ] . وقال – سبحانه – : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ . [ القدر : كاملة ] .
وصح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : أنه قال : ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . [ متفق على صحته ] .
وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن ، وغير ذلك من وجوه الخير . وقد دلت هذه السورة العظيمة : أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها ، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده ، فجدير بالمسلمين : أن يعظموها ، وأن يحيوها بالعبادة .
وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – : أنها في العشر الأواخر من رمضان ، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها ، فقال – عليه الصلاة والسلام – : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، التمسوها في كل وتر ) .
وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : أن هذه الليلة متنقلة في العشر ، وليست في ليلة معينة منها دائمًا ، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين ، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين ، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين ، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي ، وقد تكون في تسع وعشرين ، وقد تكون في الأشفاع . فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك ، وفاز بما وعد الله أهلها .
وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول . قالت عائشة – رضي الله عنها – ، كان النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها ) ، وقالت : ( كان إذا دخل العشر ؛ أحيا ليله ، وأيقظ أهله ، وجد وشدَّ المئزر ) ، وكان يعتكف فيها – عليه الصلاة والسلام – غالبًا ، وقد قال الله – عز وجل – : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ . [ الأحزاب : 31 ] . وسألته عائشة – رضي الله عنها – فقالت : يا رسول الله : إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها ، قال : قولي : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني ) .
وكان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم – ، وكان السلف بعدهم ، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير . فالمشروع للمسلمين في كل مكان : أن يتأسوا بنبيهم – صلى الله عليه وسلم – ، وبأصحابه الكرام – رضي الله عنهم – ، وبسلف هذه الأمة الأخيار ، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة وقراءة القرآن وأنواع الذكر والعبادة إيمانًا واحتسابًا ؛ حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب وحط الأوزار والعتق من النار . فضلاً منه – سبحانه – وجودًا وكرمًا .
وقد دل الكتاب والسنة : أن هذا الوعد العظيم مما يحصل باجتناب الكبائر . كما قال – سبحانه – : ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا ﴾ . [ النساء : 31 ] ، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ؛ مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) . [ خرجه الإمام مسلم في صحيحه ] .
ومما يجب التنبيه عليه : أن بعض المسلمين قد يجتهد في رمضان ويتوب إلى الله – سبحانه – مما سلف من ذنوبه ، ثم بعد خروج رمضان يعود إلى أعماله السيئة وفي ذلك خطر عظيم ، فالواجب على المسلم : أن يحذر ذلك ، وأن يعزم عزمًا صادقًا على الاستمرار في طاعة الله وترك المعاصي ، كما قال الله – عز وجل – لنبيه – صلى الله عليه وسلم – : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . [ الحجر : 99 ] . وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 102 ] . وقال – سبحانه – : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ . [ فصلت : 30 – 32 ] .
ومعنى الآية : أن الذين اعترفوا بأن ربهم الله وآمنوا به وأخلصوا له العبادة واستقاموا على ذلك ؛ تبشرهم الملائكة عند الموت بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وأن مصيرهم الجنة من أجل إيمانهم به – سبحانه – واستقامتهم على طاعته وترك معصيته ، وإخلاص العبادة له – سبحانه – ، والآيات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب الثبات على الحق ، والاستقامة عليه ، والحذر من الإصرار على معاصي الله – عز وجل – ، ومن ذلك قوله – تبارك وتعالى – : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ . [ آل عمران : 133 – 136 ]
فنسأل الله : أن يوفقنا وجميع المسلمين في هذه الليالي وغيرها لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيذنا – جميعًا – من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، إنه جواد كريم .
دمتمـ بخيــــرـر’
الله يرحمه ويرحم أموات المسلمين
فنسأل الله : أن يوفقنا وجميع المسلمين في هذه الليالي وغيرها لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيذنا – جميعًا – من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، إنه جواد كريم .
أأأأمين
وحرمت أنامل نقلت على النار
عزيزتى متألقه
جزاك الله خيرا
جزاك الله خير …
فنسأل الله : أن يوفقنا وجميع المسلمين في هذه الليالي وغيرها لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيذنا – جميعًا – من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، إنه جواد كريم
اللهم آمييين وجزاك المولى خير الجزاء أختي الفاضله على النقل المفيد ….
لاعدمت تواصلكم يآرب ~