بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل من الله ومنة صليت اليوم القيام في المسجد الحرام.. وفي الركعة العاشرة قرأ الشيخ سعود الشريم حفظه الله آية السجود من سورة النحل ثم كبر..
فظن كثير من الناس ـ وأنا منهم ـ أنه سجد للتلاوة.. فسجدوا..
ولكن فوجئوا به يرفع رأسه من الركوع بينما هم ساجدون..
وقع كثير من المصلين في حيص بيص لا يدرون ما يفعلون في مثل هذه الحالة..
فمثلا الشخص الذي بجواري رأيته بعد أن سلم سجد للسهو..
ورأيت كثيرا من الأشخاص وقفوا يأتون بركعة على اعتبار فساد الركعة لأنهم لم يركعوا وإنما سجدوا..
وبعضهم قام من السجود وتابع الإمام دون أن يأتي بالركوع..
وسمعت الأصوات ارتفعت وضج الناس يتجادلون في هذه المسألة..
والأمر ولله الحمد يسير.. ولا يحتاج إلى طويل حديث..
فأولا: ما فعله الشيخ الشريم شبيه بما فعله عمر رضي الله عنه..
فقد روى البخارى أن عمر رضي الله عنه قرأ يوم جمعة على المنبر بسورة النحل..حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس.. حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال:
(ياأيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا أثم عليه.)
زاد نافع عن ابن عمر:
(إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء..)
وعمر كما نعلم ممن أُمرنا بالأخذ بسنته..وفعله هذا موافق لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته..
إلا أنه كان الأولى بالشيخ حفظه الله أن يسجد..
لأن كثرة الناس..والحوائل التي تمنع رؤيته..وبعد المسافة يجعلهم لا يعلمون أهو ساجد أم راكع..
وغلبة الظن أن الشيخ في مثل هذه الحال يسجد للتلاوة..
أو على الأقل لن تفسد صلاتهم فيما لو سجد للتلاوة وهم ركعوا..بينما تفسد صلاتهم فيما لو تركوا الركوع بالكلية.. فمراعاة الناس هنا أولى..
ثانيا: ماذا يفعل من سجد ثم علم أن الإمام راكع بعد رفعه..؟
الأمر سهل ولله الحمد..
فما عليه إلا أن يقوم ويأتي بالركوع..ثم يتابع الإمام في بقية الركعة.. ولا يلزمه سجود السهو..فالإمام يحتمل عنه كل شيء..طالما أنه أدرك معه الصلاة كاملة..
أما الذين تابعوا الإمام ولم يأتوا بالركوع فقد تركوا ركنا وهذا لا شك يفسد الركعة.. وعليهم الإتيان بأخرى ثم السجود للسهو.. فإن لم يفعلوا فالركعتين فاسدة..
نسأل الله أن يفقهنا في الدين ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل..
اخي الفاضل على الفائده
كنت اصلي مع الشيخ حفظه الله …والذي أثار البلبلة في الناس ان الشيخ ركع بعد قرأة آية السجدة مباشرة..ولو ان الشيخ عندما لم يرد السجود , قرأ بعدها عدد من الأيات حتى لايختلط الأمر على الناس كما حدث