قال تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
وقال تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون للخير "
وقال تعالى " وما تفعلوا من خير فان الله به عليم "
ما اعظم وما أشرف العمل لله عزوجل
عندما نشعر أننا وقفا لهذا الدين واننا لله وبالله ومع الله
عندها يكون لحياتنا معنى بل معاني عظيمة وهمة راقية
وأي معنى أعظم من أن تكون داعية لربك وسفير من سفرائه وأي همة أرقى من أن نجعل كل همنا لخدمة الاسلام والمسلمين
وما أروع ان نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم في نشر الخير
كانت نقطة التحول والتغير في حياتي
محاضرة عامة حضرتها أثرت في نفسي كثيرا وجعلتني أشعر بنوع من الثقة بالنفس
حاولت أن أستجمع قواي وأترك أحاديث النفس الأمارة بالسوء ووساوس الشيطان لأجعل لنفسي هدفا ومبدأ اعيش من أجل تحقيقه
وأن أنخرط في موكب العاملين لهذا الدين العظيم وأحمل همه في نفسي وأترجم هذا الهدف لواقع وسلوك عملي أعيشه في كل لحظة من لحظات حياتي
فقد كنت دائما أردد أني لست أهلا لأكون داعية وأنني أحتاج لسنوات من الطاعة والتقرب إلى الله ومجالسة الصالحين لأكون واحدة منهم ..وأني لن أكون مثلهم في يوم من الأيام
مرددة في نفسي قول الشاعر
أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أنا أنال بهم شفاعة
وأكره من بضاعته المعاصي
وإن كنا سواءا في البضاعة
فقررت أن أبدأ خطوة خطوة وأن أبدأ مسيرة العطاء المباركة بأعمال بسيطة أستطيع تقديمها لأنتصر على نفسي وأدحر شيطاني
ففكرت في باب من أبواب الدعوة والخير وما أكثرها في هذا الزمن نصحنا به المحاضر الا وهو التوزيع الخيري من كتب وأشرطة إسلامية مفيدة
فقررت أن أستغل كل فرصة وكل مناسبة للقيام بتوزيع الأشرطة والكتيبات والمجلات الهادفة
بعدها بأيام طلبت مني والدتي أن أذهب معها إلى المستشفى لأن لديها موعد فوافقت مباشرة ووجدتها فرصة ذهبية لتحقيق حلمي
توكلت على الله واستعنت به على نفسي وسألته الاخلاص بصدق واني لا أريد من وراء هذا العمل لا شهرة ولا مدحا سوى الأجر والمثوبة من رب العالمين وتقديم الخير لجميع المسلمين
أسرعت بإخراج مجموعة من المجلات المتراكمة في مكتبة المنزل معي
وحان الموعد فحملت معي العدة والوالدة تنظر إلى بتعجب وتقول لي لماذا تحملين كل هذه المجلات هل جننتي يا بنت
ليس لديك وقت لتقرئيها ( لأني مولعة بالقراءة حتى في الأماكن العامة )
فابتسمت وقلت لها سأحتاجها هناك
فسكتت وعدما دخلت معها المستفى وجلسنا في قسم الانتظار
كان هناك بعض السيدات ينتظرن أدوارهن للدخول على الطبيب
فقلت في نفسي هيا يا شجاعة بدات مهمتك وستكون هذه البداية بإذن الله
لكن في نفس اللحظة هجم على الشيطان يريد إفساد الأمر ودخل على من باب الرياء
وبدأ يوسوس لي أني أريد المدح والثناء من والدتي والسيدات
فاوشكت أن أركله برجلي وأصرخ في وجهه أني لن انخدع بكلامك من شدة غضبي لكن تمالكت أعصابي وقررت أن أقطع وساوسه
فقمت بحركة سريعة وأنا أخشى أن يكون هناك من يراقبني من النساء وأخرجت المجلات ووضعتها على أحد الكراسي في الوسط حتى تكون المجلات في متناول يد الجميع
ثم تنفست الصعداء وكأني تخلصت من حمل ثقيل
ولم اتوقع ردة الفعل أبدا
تخيلوا
ماهي إلا لحظات حتى قامت سيدة بأخذ مجلة لها ولمن بجوارها ونظرت إليهم بسرور وكأنهن سبحان الله كن ينتظرن مني وضعها أمامهن
اما والدتي فرحت كثيرا وسرت بتصرفي لكن قالت لي يجب ان أوزع عليهن المجلات بنفسي حتى يكون لها الأجر معي ولم تترك حتى عاملة النظافة
انتهى الموقف
لا أخفي عليكم
رغم أنه عمل تافه ولم يكلفني لا وقت ولا جهد إلا أني فرحت كثيرا وشعرت بشعور المنتصر
وحمدت الله عزوجل ان وفقني ويسر لي ان أكون عاملة في الدعوة
وحمدمت الله أكثر أني استطعت أخيرا ان أنتصر على ضعفي
عندها شعرت أن للحياة طعم آخر ومعنى رائع حين يكون همنا هو الاخرين وليس انفسنا فقط
وكما يقال
كل من عاش لنفسه سيعيش مستريحا لكنه سيعيش صغيرا ويموت صغيرا
وعاهدت الله منذ ذلك اليوم أن أستمر في عملي البسيط
ولله الحمدفعلا منذ ذلك اليوم وأنا أحرص على التوزيع الخيري لأقاربي ومعارفي في كل وقت
فعملي بسيطا لكني أحببت أن اكتب لأقول كلمة لأخواني وأخواتي
أن الدعوة إلى الله لست عملا صعبا حتى العامي قادرا على خدمة دينه
العمل لله عزوجل سهل يسير لا يكلفنا شي لكنه يجلب لنا الخير الكثير
ليست الدعوة مقتصرة على الخطابة في المساجد وعمل الدروس وطلاب العلم
بل على كل واحد منا أن يستشعر أمانة تبليغه للخير الذي عنده لو بكلمة أو خدمة يقدمها لشخص محتاج
أو ابتسامة في وجه أخيك
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم
كل معروف صدقة
وقال عليه صلاة والسلام
لأأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
فاستغلوا فترة الشباب يا شباب في خدمة الدين قبل أن يأتي يوم
يتوقف فيه نبض القلب
حينها سيكون الندم والحسرة بعد فوات الآوان
فهلا بدأنا العمل منذ اليوم
وعاهدنا الله أن نكون في موكب العاملين
وأسأل الله يوفقني ويجعلني أهلا للعمل في سبيله وخدمة دينه وجميع المسلمين
………………………………………….. ……
أتمنى من الأخوة الكراموالأخوات الكريمات من كانت له تجربة ناجحة ومتميزة في الدعوة إلى الله أن يتحفنا بها حتى نستفيد من تجاربه وخبراته
واسمحو لي على الاطالة
أختكم
أم همام
وبما انك اقترحت أن نذكر بعض التجارب..
مما أعتقد أنه أكبر تجربة في الدعوة مرت في حياتي هي تجربة الدعوة في الإنترنت.
نعم لقد دخلت هذا الإنترنت لسبب ليس له أي دخل بالدعوة وإنما للإستزادة من علوم معينة كنت أركز عليها ولكن بعد دخولي للمنتديات وجدت أن الناس في حاجة أشد إلى من ينير لهم الطريق في كثير من المسائل وايضا لمن يأخذ على أيديهم ويعينهم على الثبات على دينهم وايضا يرد على أهل الشهوات والإفساد ..
فدخلت كثيرا من المنتديات ولكنني إخترت التركيز على المنتيات النسائية لأسباب…
منها
=أن النساء مربيات للأجيال فبصلاحهن تصلح البيوت وينشأ جيل متعلق بالله واثقا به مستقيما على المنهج الرباني الصحيح..
=أيضا أن النساء مستهدفات من قبل شياطين الإنس والجن فيحتاجون لمن يحول بين هؤلاء الشياطين وإفساد المرأة .
=فكرت بما أن الشيطان يركز على المرأة فيجب على من يحمل هذا الين أيضا أن يركز كذلك على إصلاحها ..
ولله الحمد والمنة فقد وجدت كثيرا من الأخوات استجبن للنصائح التي نكتبها وللردود اللاتي شاركت بها..
فلله الحمد وأسأله سبحانه أن يثبتنا على الصراط المستقيم..