و لكن كان من الواجب قول كلمة فيه فقد بلغت درجة الاستخفاف بعقول المسلمين أن يقال لهم وقد سمعوا وقرأوا ما كتبه البابا في محاضرة علمية أكاديمية من مغالطات وإطلاقات وافتراءات على عقيدة المسلمين في الله تعالى وانتشار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونبي الإسلام: إننا أسأنا فهم كلام بابا الفاتيكان·· وكأننا لا نعرف أبسط أدبيات المنهجية العلمية التي تقتضي من المتكلم عندما ينقل كلاما لغيره في سياق الإقرار وهو لا يقصد أن يتبناه أو لا يقول به، أن يعقّب ويعلّق على ذلك الكلام، مبينا المقبول منه والمرفوض، وموضحا موقفه من القضية المعروضة· فكيف إذا كان المتحدث لا يمثل نفسه، وتقدم بذلك الكلام بصفته رجل دين يقتدى به ويتبنى كلامه مئات الملايين من البشر·
الكذب على المنهج العلمي
وإذا كنا قد أسأنا الفهم فقد أساء البابا للمنهج العلمي وموضوعية المعرفة والتاريخ، ولمشاريع حوار الأديان والتعايش بين بني الإنسان ومساعي إحلال السلم العالمي· بل إنه أساء للمسيحيين قبل أن تمس إساءته – ولو كانت غير مقصودة كما قال الفاتيكان- الإسلام والمسلمين؛ لأنه قد أعطى صورة خاطئة لتصور وموقف المسيحيين كمتدينين من الإسلام والمسلمين· ولن يخرج سالما من النقد والغضب الإسلامي إلا إذا وضّح بنفسه ماذا أراد وماذا قصد، وما موقفه مما نقله عن الإمبراطور البيزنطي، وما موقفه مما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
وإلا فلا لوم على غضب المسلمين، ولا لوم على جهل وعداء المسيحيين المتدينين·· وهنيئا للمسيحيين السياسيين بكلام البابا في محاضرته بألمانيا لتبرير الاحتلال والعدوان والظلم ضد المسلمين باسم ما صدر من البابا، وإن كانوا علمانيين – أي المسيحيون السياسيون·
كلام البابا لا مسؤول والعاقبة لأتباع عيسى من المسلمين
من الواضح أن هذا الحدث يضاف إلى حوادث كثيرة أقربها الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، تبين من المسؤول عن اضطراب وسوء العلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب· ورحم الله الإمام الشيخ محمد الغزالي الذي قال (العلاقة بيننا نحن المسلمين وبين أهل الكتاب علاقة طويلة الفصول ضافية الذيول··· بدأت من تاريخ قديم، ويظهر أنها ستبقى إلى أن ينتهي النشاط الإنساني في هذه الدنيا· وهي علاقة ساخنة· لكن العلاقة الساخنة بين أصحاب الكتب السماوية أمر رديء، وكان ينبغي أن تكون العلاقة حسنة· فمن المسؤول عن اضطراب هذه العلاقة وعن انحرافها وأخذها هذا الطريق الذي تبادلنا فيه الأيام والليالي بين سعد وحسن وخير وشر ننتصر وينهزمون، ننهزم وينتصرون·· وتظل العلاقات بين أخذ ورد وهزيمة ونصر هكذا باستمرار··
سيرى إخواننا أننا لسنا المسؤولين عن هذه العلاقة المضطربة المضطرمة أيضا، لسنا نحن المسؤولين··
صحيح أن المسلمين الآن في فترة كآبية من هذا التاريخ الطويل، وأن الدورة لغيرهم من قرن أو قرنين على حسابنا·· لكن الذي رأيته والقرآن يعبر عن الحق والباطل والصراع بين الكفر والإيمان في هذه الدنيا أن الأيام تتبادل (وتلك الأيام نداولها بين الناس) آل عمران .140··· إن العالم سيحصد ولكن عند حصاده لمن سيكون الأمر؟ وجدت في سورة آل عمران آية 55 قوله تعالى لعيسى بن مريم ”وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة”· وهذه الكلمة قيلت لعيسى عندما نادى بني إسرائيل ”إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم” آل عمران ,51 فكفروا ورفضوا والذين يتبعون عيسى الآن لا يقولون ما قاله عيسى (إن الله ربي وربكم فاعبدوه) بل يقولون ربنا يسوع عيسى·· ومعنى هذا أنهم ليسوا أتباع عيسى أبدا ولا يمكن أن يكونوا أتباعه الذين يوحّدون الله ويؤمنون بأن كل ما يدب على الأرض أو يطير في السماء عبد لله (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدّهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) مريم .95 فنحن أتباع عيسى ومع الأحاديث التي صحت أعتقد أن عيسى سوف ينزل في صفوفنا، ليقاتل قتالا لا هوادة فيه من تاجروا باسمه ومن ارتكبوا الدنايا تحت رايته، ومن كانوا يقتلون مئات الخلق تحت صيحة (الله محبة) الذين كذبوا على التاريخ وكذبوا على الخلق والخالق·· هؤلاء لا بد أن ينزل عيسى ليكاشفهم بما لديهم وليعرّفهم من هم··· ”من كلمة ألقاها بحضور الرئيس في افتتاح الجامعة بالجزائر”· فهل يريد البابا أن يتاجر باسم المسيح مع الذين يقتلون المسلمين تحت صيحات أن نبيهم نشر الدين الإسلامي بالسيف والقهر والإكراه، فبأبي و أمي أنت يا رسول الله يا من في فترة 23 سنة من الدعوة و الجهاد,
كم كان عدد القتلى من المسلمين و الكفار أتدرون أنهم كانوا 386 قتيلا و هم سأحصي مثالا واحدا يكفيهم فعندما قامت حرب بينهم أقول بينهم أي بين الكنيستين الكثوليك و الأرثدوكس كانت الحصيلة بالملايين, أهذا هو دينهم أو بالأحرى معتقدهم وأن ديننا لا يقوم على المنطق والعلم· فهم والإرهاب سواء· وليعيش العالم في محبة وسلام يجب محاربتهم باسم الرب يسوع لتنتشر الديمقراطية في العالم باحتلال أراضي المسلمين واغتصاب خيراتهم وانتهاك مقدساتهم؟!
ألم يتفطن البابا وفريق عمله من المستشارين والباحثين والدارسين وهو يحضّر محاضرته لانعكاسات ما نقل عن الإمبراطور الأفّاك، وسكت عنه في سياق نقد عقيدة الإيمان في الله عند المسلمين، ودون أن يقدم البابا البراهين والأدلة الصادقة على ما ادعاه الإمبراطور البيزنطي الخصم، أو على ما ادعاه هو نفسه من قيام إيمان المسلمين بالله على غير المنطق والعلم، وكأنه كان على المسلمين أن يصدقوا ويؤمنوا بأن 1 + 1 + 1 = 1 ليكونوا منطقيين وعلميين وأحرارا بمقتضى عقيدة التثليث (الأب والابن وروح القدس)···
عقدة الفكر الغربيّ مع دين الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم
إن ما صدر عن البابا في محاضرته لا يخرج عن عقدة الثقافة الغربية لقرون طويلة، حيث عاش أصحابها ضحية للكذب والافتراء على الإسلام وتاريخ المسلمين ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم· فمن المسلّم عند أغلبية رجال الكنيسة والمستشرقين والمؤرخين الغربيين نفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم واتهامه بالكذب والسوء والشر والعدوان·· مما كرّس الكراهية والحقد والتعصب لدى الشعوب الغربية التي لم تطّلع على حقيقة الإسلام، بسبب جدار التعمية الذي أقامه أصحاب القرار الديني والسياسي من أهل الكتاب وغيرهم··
وكأن هذا الفكر الحاقد غير قابل للمراجعة والمناقشة والتحقيق، رغم أنه تكوّن في ظروف غير صحية عندما كانت أوروبا غارقة في القرون الوسطى، وكان الهجوم على الإسلام هدفا للإمبراطورية البيزنطية خصوصا، فبني على الأساطير والأكاذيب والافتراءات والجهل بالتاريخ حتى ارتفع شعار (أسطورة محمد) في أوروبا منذ ثلاثة قرون· وظن مفكرو الغرب وشعوبه أن لا حاجة للتمحيص والتحقيق والتعرّف على الإسلام من جديد من منابعه الصافية الصادقة· ولعل البابا رغم علمه وفهمه وثقافته وتخصصه في الأديان، يعاني من هذه العقدة، فلم يحرره إيمانه المبني على المنطق والسلم والحرية من عقدة (أسطورة محمد) صلى الله عليه وسلم، ليبحث في سيرة محمد وكلام محمد وقرآن محمد صلى الله عليه وعلى نبينا عيسى وسلم· وعلى كل حال، نقبل من باب الاعتذار الشخصي الصريح، فكل بني آدم خطاء ولكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة، والله أعلم بالنوايا والمقاصد ولنا الحكم بالظواهر والتحفظ بالقرائن·
منقول عن الأستاذ عثمان بجادي بتصرف
ان النصارى و اليهود يستفزون المسلمون لانهم يحسدونهم على دينيهم لانهم يعرفونه ان الاسلام دين الحق و ا ن كتابنا القران ليس محرف
و ليس احسن من كلام الله تعالى .
بسم الله الرحمان الرحيم
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(105) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ(107) أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ(108) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(109) وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110) وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(114) سورة البقرة
بسم الله الرحمان الرحيم
الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ(1) رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ(2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ(4) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ(5) وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ(6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ(8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ(10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ(12) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ(13) سورة الحجر
اختيار موفق جزاك الله خيرا كثيرا و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب