واقع مؤسف
في استبانة حول هذه المجالس تم تطبيقها على مائة من النساء مختلفات عمرياً ومهنياً وتعليمياً تبين أن 44% من المشاركات فيها يقضين وقت الجلسة في الحديث عن أعراض الناس ويتبعها نميمة واستهزاء وسخرية، بينما 28% منهن ذكرن أنهن يقضينها في الحديث عن الشئون الأسرية الخاصة والمشكلات المنزلية والزوج والأطفال.. وأشارت 15% منهن أنهن يتحدثن عن الموضة والأزياء والأسواق والطبخات والمسلسلات .. في حين ذكرت 11% من المشاركات أنهن يقضين وقت الجلسة في الحديث عن الفن والفنانين .
المجالس النسائية تنتشر في مجتمعاتنا بصورة ملحوظة وتحرص عليها كثير من النساء، فهل تؤدي لهن دوراً مهماً؟ أو تقدم لهن ما يغريهن على تكرارها؟
الواقع يقول إن معظم النساء يخرجن من هذه المجالس وهن يشعرن بضيق في الصدر ولوم للنفس وتوتر وضجر وحزن على هذا الواقع وإحباط من جراء تدني مستوى التفكير الذي وصل إليه البعض، وبالقلق والخوف من الله جلّ وعـــلا ..
وقد أشارت 99.8% من المشاركات في الاستبانة أنهن غير راضيات عن هذا الواقع المؤسف..
عرضنا نتائج الاستبانة على الداعية البندري العمر معيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقالت:
لا شك بأن واقع كثير من مجالس نساء الأمة الإسلامية مؤسف للغاية ومدعاة للحزن؛ لأنه يعكس اهتمامات غاية في السطحية ويشير إلى غياب التربية الإسلامية التي تغرس في النفس قيمة الوقت وضرورة استغلاله فيما ينفع، بيد أنّ إدراك المشاركات في هذه المجالس لتلك الحقيقة وعدم رضاهن عنها يعطي أملاً في الإصلاح.
سبل الإصلاح
تشير الأستاذة الداعية نادية الكليبي إلى أن أول سبل الإصلاح هو معرفة المرض للوقاية منه، وهو ينشأ من عدة أمور:-
· الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية، فلا تعلم المشاركة في هذه المجالس أنها محاسبة على ضياع هذا الوقت.
· الإعراض والاستكبار عن الحق، فكثير من المشاركات في هذه المجالس يعرفن الحلال والحرام، لكن ضعف الإيمان سيطر على جوارحهن وعقولهن فقدمن مراد النفس وهواها على مراد الله تعالى.
· عدم الاهتمام باللسان واستشعار أن ما تلهج به بهذه الجارحة أو تسمعه أذناها محسوب عليها، وسوف تُسأل عنه يوم القيامة.
· الفراغ الذي تعيشه المرأة.
· تأثير وسائل الإعلام، فهو بجميع صوره وأشكاله يتحمل تبعات كثير من المخالفات في هذه المجالس لا سيما وأن الكثيرات يقضين معظم أوقاتهن أمام هذه الوسائل.
· انجراف المجتمع نحو المتعة.
وكما كشفت الإستبانة فإن أكثر من 99% من المشاركات في المجالس النسائية لا يرضين عن واقع هذه المجالس، ويشعرن بتأنيب ضمير لمشاركتهن فيها، ويبحثن عن سبيل للخروج من هذا المأزق..
الأستاذة/ البندري العمر تقدم لهن هذا العلاج وتشاركها في الرأي الأستاذة/ نادية الكليبي فتقول:
ينبغي التذكير المستمر بموقف الإسلام مما يدور في هذه المجالس، ومن ذلك ما يلي:
أ – إذا كثر في المجلس اللغو المباح الذي لا معصية فيه، ينبغي على المرأة المشارِكَة في هذه المجالس التذكير بأنهن سيسألن عن هذا الوقت الذي أضعنه وستتمنى كل واحدة منكن عند السؤال أن لو صرفته في طاعة الله ليثقل به الميزان وحتى لا يكون عليها حسرة وندامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا اسم الله تعالى فيه إلا كان عليهم ترة يوم القيامة" أي حسرة وندامة ومنقصة. ويمكن إثارة قضايا إيمانية كبعض مواضيع الفقه والعبادات وشيء من أبواب الحسنات.. ويمكنها طرح ذلك بطريقة السؤال.. ولتبتعد عن القضايا المخوفة.
ب- إذا تحدث الحاضرات عن عيوب بعض الأفراد أو نبهن البعض إلى ذلك فيُذكرَّن بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته وفضحه ولو في قعر بيته، وبما ورد عن أحد السلف أنه عرف أقواماً لا عيوب لهم فتحدثوا في عيوب الناس فتحدث الناس في عيوبهم ـ أي بحثوا عنها حتى عرفوها أو تلمسوها ولم تكن ظاهرة ولا معروفة ـ وعرف أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فسكت الناس عن عيوبهم، وهذا مصداق لقاعدة عظيمة في الجزاء والعقاب "الجزاء من جنس العمل".
ج – حين ترين التطفل والفضول في معرفة أخبار الناس أو التعليق على أحوالهم فذكري من بالمجلس أن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وهذا لا يعنيكن فلِمَ تخوضن فيه؟!.. فأكثر ما يجر الشحناء والبغضاء إلى نفوس النساء عدم معرفتهن بالحقوق التي تختص بها كل غائبة وحاضرة فلا ينبغي أن تخوض فيها.
د – أعظم طامة في مجالس النساء الغيبة وإيغال قلوب الحاضرات على امرأة ما، فتجد إحداهن تذكر امرأة بأسوأ ما تعرفه عنها حتى تكسب عواطف الحاضرات، وهذه بلية عظيمة تؤدي إلى القطيعة وخبث المخبأ وسوء الطوية، فتفوت على جليساتها سلامة الصدر ذاك الوصف العظيم الذي ذكره الله تعالى على وجه الامتنان على عباده إذا دخلوا الجنة فقال: {ونزعنا ما في قلوبهم من غل}. وهناك طرق كثيرة لعلاج هذه القضية تختلف باختلاف الحاضرات، فمنهن من يردعها التصريح بقولك إنه "غيبة" وقد يُجدي تغيير الموضوع عند أخريات فينتصحن ويتركن ما هن فيه من الغيبة..
وقبل حضور المجلس ينبغي أن تحرص الأخت على سلامة الصدر وحسن الظن فإنه باب النجاة، ولذا أمر به الله تعالى فقال: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}. وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث".
وقد تبرر من تسيء الظن بأن ذلك فهم للأمور على وجهها وتحليل لما خفي منها وهي لا تعلم أنه قد يكون ذكاء يزخرفه الشيطان..
مجالس ومجالس
اجتماع النساء يمكن أن يكون نواة لعمل طيب، فبدلاً من الغيبة والنميمة والقيل والقال التي تسيطر على هذه المجالس وتأكل حسنات المشاركات فيها تقدم الدكتورة/ شيخة المفرج بديلاً لاستغلال هذه المجالس فيما ينفع وذلك من خلال ما يلي :-
1. الإخلاص، وذلك بأن تنوي بهذا اللقاء والاجتماع عبادة الله والتقرب إليه بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة.
2. معرفة طبيعة الحاضرات ونفسياتهن، ومحاولة التقرب إليهن بإسداء الخدمة للمحتاجة، والسؤال عن المريضة أو المتغيبة لأي ظرف، حتى تجد الطريق لقلوبهن وتكسب محبتهن وثقتهن مما يجعل كلامها مقبولاً ونصحها مؤثراً.
3. استشارة الحاضرات فيما يرغبن فيه من استفادة كحفظ القرآن، وهذا ينضبط إذا كان العدد قليلاً والجميع يرغب فيه.
4. يمكن استغلال الجلسة في الحديث عن موضوع يناسب وقته كالحديث عن فضل الصيام والقيام قبل دخول رمضان، والحديث عن فضائل الحج وأحكامه قبل دخوله، وهكذا فاستغلال التذكير بمناسبات العبادات قبل وصولها، يؤتي ثماراً طيبة، بخلاف لو كان الكلام عنها بعد انتهائها.
5. يمكن استخدام جانب التشويق للوصول إلى المراد، وجانب التشويق غالباً يتركز على القصة فيمكن مثلاً للأخت بعد أن تسمع شريطاً مفيداً أن تذكر للحاضرات نتفاً منه مشوقة فإذا سألن عن اسم الشريط، تكفيهن المؤونة بأن يكون معها نسخاً منه بعددهن، خاصة أن الشريط يمكن أن تستفيد منه المتعلمة والأمية.
6. يمكن استغلال المجلس بعمل مسابقات ثقافية مصحوبة بجوائز يسيرة التكلفة، وهذه المسابقات تنفذ إما عن طريق تقسيم الحاضرات إلى فريقين أو أكثر وتوزيع الأسئلة على كل فريق، أو جعلها عامة فردية بحيث يجيب من يعرف الإجابة وينال جائزته.
7. أيضاً يمكن الجمع بين ما ورد في الفقرتين (5 – 6) عن طريق وضع أسئلة على شريط معين، وتوزيع الأسئلة والشريط على الحاضرات بحيث يسمعنه ويجبن على الأسئلة ويأتين بها في الجلسة القادمة ثمَّ تقوّم الإجابات وتعلق النتائج وتوزع الجوائز.
8. استغلال المجالس في توزيع الأشرطة والمطويات والفتاوى، والتذكير بالمحاضرات والدروس التي تقام في المساجد والدور للاستفادة منها، وإن كان ذلك مكتوباً في ورقة فهو أفضل خشية النسيان.
9. تفقّد جوانب النقص في الحاضرات ومحاولة علاجها إما علاجاً فردياً بالنصح السري عن طريق الهاتف أو سراً بينك وبينها، أو بالتعميم أخذاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا".
10.الاستفادة من هذه المجالس، بالتذكير بعيادة المريض، ومساعدة الفقير والحث على الصدقة، ودعم دور التحفيظ، إلى غير ذلك من أبواب الخير التي تهواها القلوب، ولكنها تفقد مفاتيحها فليكن حديثك مفتاحاً لأبواب الخير.
11.جعل هذه المجالس متنفساً للمهمومة ومن لديها مشكلة بحيث تطرح القضايا وكل يدلي بدلوه فيها، وهذا مما يقرب القلوب ويجعل الأقارب يعيشون أفراح بعضهم وأتراحهم.
12. الوقوف سداً منيعاً في وجه كل منكر يظهر في المجلس كالغيبة والنميمة أو فحش القول أو الحديث عن أهل الفساد والمجون وهم من سقط المجتمع مما يتنافى مع الارتقاء بالهموم والآمال.
13. إذكاء النفوس بحمل همَّ هذه الأمة والدعوة إلى الله فيبدأ المجلس بداعية إلى الله واحدة ثم يتحول إلى مجموعة داعيات كل واحدة في مجتمعها
منقووول
ولكن بكل ا سف هذا مايجرى كل يوم حولنا ولكن علينا ان نحاول جاهدين التخلص من هذه العاده لغير حضاريه.
بورك فيكِ وفي نقلك عزيزتى.
الـفـراغ
انعـدام الـوازع الـدينـي
مــوت الـقـلـوب وانشغـالـهـا بالـدنـيـا الـفـانيـة
وهنـاك أسبـاب أخـرى ومـعـظـم الأخــوات تعـرفـهـا
وبـارك الله لـك فـي طـرح هـذا المـوضـوع
وتـحـيـــــــــاتــي
ت
اختي زهر بارك الله فيك