تخطى إلى المحتوى

مجلة // المحجــــــة في تبيان فضل العشر الأُول من ذي الحجة 2024.

  • بواسطة

وأقبلت مواسم الخيـــــــــرات ..

الحمد لله الذي منّ على عباده بمواسم الخيرات .. ليغفر لهم الذنوب .. ويجزل لهم الهبات .. فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات .. وتقّرب حينها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات .. فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات .. فيسعد بها ويأمن من النار وما فيها من لفحات ..

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل ذي الحجة :
( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني الأيام العشر. قالوا : يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) [ أخرجه البخاري ] ..

في هذا الحديث دلالة واضحة على أن العمل في هذه الأيام العظيمة ( عشر من ذي الحجة ) أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء ، وكيف لا ، وفي هذه الأيام يوم عرفة ، الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وأنه يدنو ثم يباهي الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ) [ أخرجه مسلم ] ..
كذلك في هذه الأيام العظيمة ، يوم النحر، والذي يعتبرأفضل الأيام عند الله ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر ) [ رواه الإمام احمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه ] ..

أختي الحبيبة :
هذه الصفيحات القليلة أعددناها لك ، سائلين الله أن ينفعك بها ويزيدك بها علما وإيمانا .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

لاكي

وليـــــال عشر ..

قال تعالى : ( ويذكروا إسم الله في أيام معلومات ) [ الحج / 28 ] . يقول ابن عباس رضي الله عنه : أن الأيام التي ذكرت في الآية إنما هي عشر من ذي الحجة ..
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير والتحميد ) رواه أحمد . يقول ابن حجر في ( فتح الباري ـ (2 / 458 ) : السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع امهات العبادات فيه وهي : الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره ..

أنواع العمل في هذه العشر :

أداء الحج والعمرة وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) وغيره من الأحاديث الصحيحة ..

صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من جسد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفا ) متفق عليه . وبالأخص صيام يوم عرفة الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل صيامه أنه : ( يكفر السنة الماضية والباقية ) [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] ..

التكبير والذكر في هذه الأيام .. لحديث ابن عمر رضي الله عنه : ( فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير والتحميد ) ، ويقول الإمام البخاري : ( كان ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ) ..

التوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب .. حتى يترتب على الأعمال المغفرة والرحمة ، فالمعاصي سبب البعد والطرد ، والطاعات سبب القرب والود ، وفي الحديث عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرّم الله عليه ) [ متفق عليه ] ..

كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن ونحو ذلك من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام ..

يشرع في هذه الأيام التكبير المطلق لجميع الوقت من ليل أو نهارإلى صلاة العيد ويشرع التكبير المقيد والذي هو يكون بعد الصلوات المكتوبة ، ويبدأ غير الحجاج من فجر يوم عرفة ، والحجاج من ظهر يوم النحر ، ويستمر إلى صلاة العصرآخر أيام التشريق ..

لاكي

جوامع الدعـــــــاء

قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) ..
وقال : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ..

من الأوقات والمواطن التي يستحب فيها الدعاء العشر الأول من ذي الحجة .. لذلك يجب عليك أخي .. أختي اغتنام هذه الأوقات بالدعاء والتضرع إلى الله والحرص على على جوامع الدعاء ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ، ويدع ما سوى ذلك )
[ رواه أبو داود بإسناد حسن ]

كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
1) ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) [ أخرجه البخاري ومسلم ] ..
2) ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ) [ رواه مسلم ] ..
3) ( اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ) [ متفق عليه] ..
4) ( اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك ) [ رواه مسلم ] ..
5) ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ) [ رواه مسلم ] ..
6) ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ، وعذاب النار ، ومن شر الغنى والفقر ) [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ] ..
7) ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم ) [ متفق عليه ] ..

8) ( خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) [ أخرجه مالك من موطأه ] ..

من فضائل يوم عرفــة

عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء )) رواه مسلم ..

من فضائل عرفة :

إنه يوم إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، قال الله تعالى :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) [ المائدة ـ 3 ] ..

يقول عمر رضي الله عنه : إني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ، نزلت ورسول الله قائم بعرفة يوم جمعة ..

وإنه ركن الحج الأعظم .. حيث يكمل الحج بيوم عرفة والوقوف فيه بعرفة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة ) ، وهو يوم عظيم ! يوم مغفرة الذنوب والتجاوزعنها ، في هذا اليوم العظيم ، في هذا الموقف العظيم ، يُشهد الله الملائكة فيقول أشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم ، وتجاوزت عن مسيئهم .
وهو يوم العتق من النار .. فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة ! فيعتق الله فيه من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها …

فبادري أختي الحبيبة باغتنام هذا اليوم بأنواع العبادات من صلاة ، وصيام ، وصدقة ، وصلة رحم ، وعيادة مريض .. إلخ ..

وقد روي عن أنس بن مالك أنه قال : كان يقال : يوم عرفة بعشرة آلاف يوم .. يعني في الفضل .. وروي عن عطاء ، قال : من صام يوم عرفة كان له كأجر ألفي يوم ..

ومن فضائله أيضا .. ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( يوم عرفة ، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له )) ..

ومن الفضائل أيضا .. كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق ، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه ، والإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق ..

كذلك فإن صيامه يكفر سنتين .. السنة الباقية والسنة الماضية ، إذا ما اجتنبت الكبائر ..

واعلمي أختي الحبيبة أنه من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها غدا بعد وفاته ، ومن تعجّل ما حرم عليه من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته ! .

لبيك رب عرفـــــــات

يقول الله تعالى :
( وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين )

كانت أحوال الصادقين في الموقف بعرفة تتنوع ، فمنهم من كان يغلب عليه الخوف والحياء . وقف مطرف بن عبد الله الشخير ، وبكر المزني ، بعرفة ، فقال أحدهما : اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي ، وقال الآخر : ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله ، لولا أني فيهم ! ،ووقف الفضيل بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة ، قد حال البكاء بينه وبين الدعاء ، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء ، وقال : واسوءتاه منك وإن عفوت ! وقال الفضيل أيضا لشعيب بن حرب بالموسم : إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرا مني ومنك فبئس ما ظننت ..
دعا بعض العارفين بعرفة ، فقال : اللهم ، إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني ..

وقد غلب على أحد السلف الشوق فكان يقول واشوقاه إلى من يراني ولا أراه ، وقد رؤي بعرفة وهو يقول :

سبحــان من لو سجدنا بالعيون له على حمى الشوك والمحمى من الإبر
لم نبلغ العشـــر من معشار نعمته ولا العشير ولا عشـرا من العشر
هو الرفيع فلا الأبصـــار تدركه سبحانه من مليك نـــافــذ القدر
سبحان من هو أنسي أذ خلوت به في جوف ليلي وفي الظلماء والسحـر
أنت الحبيب وأنت الحب يا أمـلي من لي سواك ومن أرجوه يا ذخري

ومن العارفين من كان يتعلق بأذيال الرجاء ، قال ابن مبارك : جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة ، وهو جاث على ركبتيه ، وعيناه تهملان ، فالتفت إلي ، فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالا ؟ قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم ..

وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة ، فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا ( يعني سدس درهم ) ، أكان يردهم ؟ قالوا : لا ، قال : والله ، للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق .
وعما قليل يقف إخوانكم بعرفة في هذا الموقف ، فهنيئا لمن رُزقه ، يجأرون إلى الله بقلوب محترقة ، ودموع مستبقة ، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه ، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه ، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدّقه ، وتائب نصح لله في التوبه وصدقه ،
وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه ، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه ،
ومن أسير للأوزار فكّه وأطلقه ، وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء ، ويباهي بجمعهم أهل السماء ، ويدنو ثم يقول : ما أراد هؤلاء ؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان وأعطاهم نهاية سؤلهم الرحمان ، هو الذي أعطى ومنع ، ووصل وقطع ..

من فاته هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه ، من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله ، وقد قرّبه وأزلفه .. من لم يمكنه القيام بأرجاء الخَيْف ، فليقم لله بحق الرجاء والخوف . من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى .. من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت ، فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد .
يا همم العارفين ، بغير الله لا تقنعي ، يا عزائم الناسكين ، لجميع أنساك السالكين أجمعي ، لحب مولاك افردي ، وبين خوفه ورجائه اقرني ، وبذكره تمتعي ..
يا قلوب المحبين ، بكعبة الحب طوفي واركعي ، وبين صفاء الصفا ومروة المروة اسعي وأسرعي ، وفي عرفات العرفان قفي وتضّرعي ، ثم إلى مزدلفة الزّلفى فادفعي ، ثم إلى منى نيل المنى فارجعي ، فإذا قرّب القرابين فقرّبي الأرواح ولا تمنعي ، لقد وضح اليوم الطريق ، ولكن قلّ السالك على التحقيق وكثر المدّعي ..

حج القلـــــــــــوب

لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام ، وليس كل فرد قادرا على مشاهدته في كل عام ، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين ، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته ، يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج .

في هذه الأيام .. احذروا المعاصي ، فإنها تحرم المغفرة في مواسم الرحمة ، وذلك لأن المعاصي سبب البعد والطرد ، كما أن الطاعات أسباب القرب والود .
وإن إخوانكم في هذه الأيام قد عقدوا الإحرام ، وقصدوا البيت الحرام ، وملؤوا الفضاء بالتلبية والتكبير والتهليل والتحميد والإعظام ، لقد ساروا وقعدنا ، وقربوا وبعدنا ، فإن كان لنا معهم نصيب سعدنا .
والقاعد لعذر شريك السائر ، وربما سبق السائر بقلبه السائرين بأبدانهم . رأى بعضهم في المنام عشية عرفة في الموقف قائلا يقول له : أترى هذا الزحام على هذا الموقف ؟ فإنه لم يحج منهم أحد إلا رجل تخلّف عن الموقف ، فحج بهمته فوُهِب له أهل الموقف .

يا سائرين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر وقد رحلـوا ومن أقام على عذر كمن راحـا

الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عوض ولا لها قيمة ، المبادرة المبادرة بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، قبل أن يندم المفرط على ما فعل ، قبل أن يسأل الرجعة ليعمل صالحا فلا يجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل .
يا من طلع فجر شيبة بعد بلوغ الأربعين ! يا من مضى عليه بعد ذلك ليالي عشر سنين حتى بلغ الخمسين ! يا من هو في معارك المنايا ما بين الستين والسبعين ! ما تنتظر بعد هذا الخبر إلا أن يأتيك اليقين ؟ يا من ذنوبه بعدد الشفع والوتر ! أما تستحي من الكرام الكاتبين ؟ أم أنت ممن يكذب بيوم الدين ؟ يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري ! أما آن لقلبك أن يستنير أو يلين ؟ تعّرض لنفحات مولاك في هذا العشر ، فإن لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء ، فمن أصابته سعد بها آخر الدهر .

ربّ خلصني فقد لججت في بحر الذنوب وأنلني العفو يا أقرب من كل قريب

الهدي النبوي في العيـــــد

مشروعية العيد :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما ، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قال : ( كان لكم يومان تلعبوم فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى ) [ رواه النسائي] ..

استحباب الغسل ولبس أجمل الثياب :
( يقول ابن القيم : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس للخروج إليهما ( أي للعيدين ) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة ) ..

أكل تمرات قبل الخروج لصلاة عيد الفطر والأكل بعد صلاة عيد الأضحى :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا ) [ رواه البخاري وأحمد ] ..

عن بريدة رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح ) [ رواه أحمد في صحيح الجامع برقم ] ..

الخروج للمصلى لصلاة العيد :
تقول أم عطية رضي الله عنها : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ) .. والعواتق هي : الأنثى أول ما تبلغ . والخدور : البيوت . [ رواه البخاري ومسلم ] ..
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الخروج إلى الصلاة …. منهم ابن تيمية والشوكاني والألباني ..

مخالفة الطريق :
عن جابررضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيد خالف الطريق ) [ رواه البخاري ] .. ،فيذهب في طريق ويرجع من طريق آخر ..

من صيغ التكبير :
1 ـ عن سلمان قال : " كبروا : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر كبيرا " رواه عبد الرزاق بسند صحيح .
2 ـ عن ابن مسعود قال : " الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله الله ، والله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد " رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح .

من أحكــــــام الأضحية

الأضحية :هي ما يذبح في أيام النحر تقربا إلى الله عز وجل وسميت بذلك لإنها تذبح ضحى بعد صلاة العيد ..
والأضحية سنة أجمع المسلمون على مشروعيتها وقد اختلف العلماء في وجوبها وعدمه والقول بالوجوب أظهر من القول بعدم الوجوب ، لقول الله عز وجل :
( فصل لربك وانحر ) [ الكوثر / 2 ] ..
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من كــان ذبح قبل الصلاة فليُعِد ) [ متفق عليه ] ..

ولكن وجوبها بشرط القدرة .. وأما العاجز الذي ليس عنده إلا مؤونة أهله فإنه يعفى من الأضحية ..

وقد اشترط للأضحية شروط لصحتها وهي :

1) أن تكون من بهيمة الأنعام وهي ( الإبل والبقر والغنم ) لقوله تعالى : ( على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) [ الحج / 28 ] ..
2) أن تبلغ السن المعتبرة شرعا : فالإبل ما تم له خمس سنين ، والبقر : ما تم له سنتان ، والمعز : ما تم له سنة ، والضأن : ما تم ستة أشهر ، وما لم يبلغ السن المعتبرة فلا يجزئ ..
3) السلامة من العيوب وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( أربع لا يجزين في الأضاحي : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والعجفاء التي لا تنقى ) [ صححه الألباني ] ..
4) أن تكون في وقت الذبح وهو صباح يوم العيد بعد الصلاة ، ولا تجوز قبل الصلاة ، ويجوز تأخيرها إلى آخر أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد يوم العيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كل أيام التشريق ذبح ) [ رواه أحمد ] ..
ويستحب عند ذبحها توجيهها للقبلة ، كما يستحب للمسلم أن يباشر ذبح أضحيته بنفسه وإن أناب غيره جاز له ذلك بلا خلاف عند أهل العلم ..
وعند تقسيمها يستحب أن يأكل أهل البيت قسما و يتصدقون بقسم ويهدون القسم الآخر ، ولا يجوز إعطاء أجرة للجزار من الأضحية ، ويجوز التصدق بشيء منها عليه ..

وجوب الحج وفضله ..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد ..
ويا من تعد الطعام والشراب لسفر الدنيا .. تذكر السفر إلى دار الآخرة الذي لا تدري أي لحظة يحين موعده .. فاتق الله وأكثر من الأعمال الصالحة .. وتذكر ركون النعش إلى القبور الذي لا تدري في أي ساعة تحمل عليه .. فأعد لذلك عدته .. واغتنم الفرصة قبل فوات الأوان كما قال صلى الله عليه وسلم :
( اغتنم خمساً قبل خمس .. حياتك قبل موتك .. وصحتك قبل سقمك .. وفراغك قبل شغلك .. وشبابك قبل هرمك .. وغناك قبل فقرك ) [ أخرجه الحاكم / وصححه الألباني ] ..
ولا تكن من الذين انشغوا في زينة الحياة الدنيا وزخرفها وشهواتها فتذكر أن هذه الدنيا زائلة ..
قال تعالى :
( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) [ الأنعام ] ..
واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يتأخر عن أداء هذا الفرض عند الاستطااعة .. وإليك هذه الأدلة من الكتاب والسنة التي تبين وجوب الحج وفضله راجين من الله سبحانه وتعالى أن يوفق المسلمين لأداء هذه الفريضة ..
قال تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن الكافرين ) ..
قال عمر رضي الله عنه : (( لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى الأمصار فينظرون إلى ما كان له من مال ولم يحج فيضربون عليه الجزية ) ..
يقول تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) [ البقرة / 196 ] .. وقال تعالى : ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) [ البقرة / 198 ] ..
من السنة //
1) عن ابن عباس رضي الله عنه : ( قال رسول الله عليه وسلم : ( تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ) [ حسنه الألباني ] ..
2) عن الفضل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة ) [ حسنه الألباني ] ..
3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) [ متفق عليه ] ..
4) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جهاد الكبير والصغسير والضعيف والمرأة الحج والعمرة ) [ رواه النسائيس وحسنه الألباني ] ..
5) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحجة المبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة ) [ رواه النسائي وابن متاجه وحسنه الألباني ] ..
6) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أديموا الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ) [ رواه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني ] ..
7) عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحجاج والعمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، سألوه فأعطاهم ) [ رواه البزار وابن ماجه وحسنه الألباني ] ..
8) عن سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول إن عبداً أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي محروم ) [ أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن حبان وصححه الألباني في الصحيحة ] ..

ونقل المنذري في الترغيب عن البيهقي : أن حسن بن حيي يعجبه هذا الحديث ويأخذ به ويحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين ..

جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.