بــســـم الله الرحـمـن الرحـــيــم
،،،،،،
كيف الحل يا أهل الفيض ؟
أه من الشوق الذي ألمّ بي لكم
لكن عتبي على قلمي الذي يخونني كل مرة أهمّ فيها بالكتابه
اليوم أهديكم قصتي القصيره
ولأول مرة أنشر قصة قصيرة لي
مهلاّ !
ليش القصة التي تدور في مخيلة كل منكم
ليس كل من سرد موقفاً سماه قصة قصيرة
القصة القصيرة تكون على أقل تقدير عشرون صفحة كحد أدنى
هنا وضعتها في الفيض ليتحضنها وترعرع في جنباته
وأمام أخواتي الغاليات ليهدونني النقد الهادف
:":":":":
نظرت إلى الموقف بعينيّ طفلة
رأت عمتها تمسح الدموع التي غطت وجه أمها
جمعت كفيها وضغطت على قلبها وأخذت تتهجأ خاطرة بينها وبين نفسها – ككل مرة –
لم أرى عمتي تبكي بحياتي كُلها ؛ أرتعشت أصابع يدي وغٌصت في عينيها الغائرتين
نظرت إليَّ بطرف عينها ، نظرة سريعة خاطفه لم تستغرق سوى ثوانِ
وكأنها أستمرت تنظر إليَّ ساعات ؛ كانت نظرة شفقه قاتله !
عمتي في بيتنا منذ يومين ؛ منذ مات أبــي وهي هنا
وكأنها بهذا تُلمّح بأنها لن تتركنا وحيدين وأنها معنا
ذهب إلى المغسلة حتى أغسل لها كأس المـاء ، نظرت نظرة عابرة إلى المرآة
هزتني الهيئة التي رأيت !
وكأني أرى شخصاً آخــر ليس أنا !
لم أستطع أن أخفي آهة خافته مبحوحه
عيناي اللامعتان باتت عينا سيدة في الثلاثين من عُمرهـا !
خفضت عيني وكأني أريد الهروب من الواقع ؛ لم أعد أريد الحياة بعده
لم أذرف دموعاً كما ذرفت بالأمس ؛ تبللت وسادتي بدموع حـارة
كابرت كثيراً في اليوم الأول ، لم أظهر لأخواتي اللوعة التي أجتاحتني
لكن ما إن دخلت عليّ أختي وقالت لي بصوت باكِ مرعب : لن أراه بعد اليوم ؟ لن أسمع صوته ؟ هو الآن في القبر ؟ هاه ؟
بقيت لحظة واجمة ، أبتسمت – حتى أخفف عنها –
خفصت رأسي ، واخذ فمي يتحرك رغماً عني
أقتربت أختي مني وقالت : ألا تحسين أنك تحلمين ؟
رفعت رأسي بسرعة وقلت لها بعصبيه : يكــفيك !! كُفي عن هذا الهراء ! ألاترين بأنك …….. وأنفجرت باكية !
لم أكمل جملتي ، لم أنظر لأختي ما فعلت بعد ذلك
كل ما رأيته هو غشاوة من الدموع
وبكيـــت كما لم أبكِ من قبل !
،،،،
أستيقظت على أذان المسجد القريب لصلاة الفجر ، أصغيت جيداً لما يقوله المؤذن
كان صوتاً رخيماً ، هادئاً ، حزيناً
وكأنها المرة الأولى التي أسمع فيها أذان " أبوجراح "
تذكرت من كان يوقظنا للصلاة – أبي –
تنهدت وأبتسمت وبكيت ولا أعرف أي شعور بالضبط هو ما أنتابني في تلك اللحظه !
دخل أخي الصغير عليّ في هذه الأثناء
أختلست النظر إليه من بين دموعي !
أقتربت منه ومسحت على شعره الحريري
علّقت عينيّ بعينيه الناعستين
رغم أنه طفل الرابعة إلا أنني أحسست بأن نظرة حُزن تملأ عينيه
أبتسمت له ودمعة لازالت على خدي ، رفع حاجبيه مستفهماً
وقال بصوته الطفولي : أنا أحبك
قلت له بصوتي المبحوح : أنا أيضاً
وضممته لصدري ؛ أحسست بأننا أهملناه في هذه الظروف والأيام الصعبه
هيئته رثة للغايه ؛ لم يعد هناك من يهتم به
هممت بأن أبعده عن صدري ، لكنه كان متمسكاً بي
ذهلت !
أحسست بدمعة بارده تسيل على يدي ؛ أنــه يبكي ! بلا صوت !
أمسكت بوجهه لأتأكد هل حقاً يبكي
فإذا به مغمض عينيه وأنفه أحمر !
ضممته بقوة وقلت له : لا تبكِ يا حبيبي أنا معك ، لِمَ تبكي
أجابني بصوت خافت : لقد مات أبي !
صعقت ! لم أتوقع أن يجيب أصلاً فكيف بإجابة قاتله كهذه ؟!
يا ترى من أخبره ؟ كيف له ان يفهم معنى الموت ؟
أسئلة برأسي ؛ أوجعتني لحد الإنهيار !
في تلك اللحظه تمنيت لو مِت ولم أرى " مهند " يتيماً في هذه السن !
،،،،
آآه !
قٌمت فَزِعه من الماء البارد الذي صبه أخي على وجهي
أغمضت بعيني وفتحتها ،
أرخيت عيني وقلت وكُلي أمل بأن موعد المحكمه غـداًُ وليس اليوم !
قال لي أخي : بسرعة الجميع ينتظرون هناك منذ ساعة !
أه جلست على السرير وقلت بتكاسل : ألا يمكن أن يؤجل ليومِ آخـر ؟ أنا معتبه هذا اليوم لا سيما …
وقطع عليها الكلام : لا الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالإسراع بتقسيم الورث
لم أرد بشيء ! فقط لبست عبائتي وسبقته إلى السيارة
ركب السيارة بعدي بثوانِ
ألتفت عليه وتقابلت العيون بعد مدة طويلة لم تتقابل !
دققت النظر في عيني أخي " سالم " ليس هو ذاك الفتى الطائش !
أصبحت عينيه تفيض غماً وكرباً
لــم يعد هــو أبداً !
ليس هو فحسب !
أمـي أيضاً ، خِلت للحظات أنني الوحيدة التي تماسكت رغم كل ما حلّ بـي !
،،،،،،،،،،
يــتــبــع
دمتــم بخــير
أخــتــكم في الله
فتاة القــمر