الذنب الذي يصدر من المؤمن يمحي الله متى ما اقلع عنه وداوم الاستغفار فيجب على التائب أن يتوب بقلبه و جوارحه وينوي بصدق عدم العودة إلى الذنب و إلا فلا ينفعه الاستغفار ولو أطلق لسانه العنان بتكرار الاستغفار بل أشبه ما يكون بالاستهزاء.
و صيغ الاستغفار كثيرة فمنها سيد الاستغفار (( اللهم أنت ربي لا اله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت و ابوء بنعمتك على و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت )).
ومنه (( استغفر الله الذي إلا اله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه )).
وكذلك ((رب اغفر لي وتب علي )).
إن المبادرة إلى الاستغفار و الإكثار منه بين صلة العبد و ربه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار و توبة إلى الله في اليوم مائة مره وذلك تعليم لامته فالنبي عليه الصلاة و السلام معصوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فكان يستغفر الله و يأمر الناس بالاستغفار حتى ينال ثوابه .
وليعلم المؤمن إن الاستغفار يهذب النفس ويطهر ها و يزكيها و انه سبب في تفريج الكرب و الهم و كل ضائقة و
شده وسعة في الرزق و كثره في المال و الولد لقول الله في سورة نوح
(( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال و بنين ويجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا)).
إن يعلم انه يكون سببا في بركة العمر و ذلك مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ))
فهي إلى هذا الكنز العظيم ولنكثر من الاستغفار و التوبة.
وجعلك الله من عباده الصالحين
………..