الجزيرة – عبدالله الفهيد:
بين قبول اختبارات «قياس» ورفضها، ظهرت أصوات إيجابيَّة تؤكد أن اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم ساهمت بشكل كبير جدًا في تحديد المسار والوجهة الأنسب لكل مستفيد، بالإضافة إلى تقليل معدلات التسرب من مقاعد الدراسة الجامعية، وهو الأمر الذي أكَّده مسؤولو القبول والتسجيل في عدد من الجامعات السعوديَّة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويبدو أن مستفيدي «قياس» الذين يبدون شعورًا إيجابيًّا تجاه المركز يولون اهتمامًا كبيرًا بعمليات الربط بين التحصيل الدراسي والقدرات الخاصَّة لكل طالب، وهو الأمر الذي لم يشكل أيّ عائق في طريقهم عندما أرادوا تحديد وجهاتهم المستقبلية، عقب تخرجهم من المرحلة الثانوية.
وعطفًا على هذه التطوُّرات، يَرَى د. عمر بن عبد الله السويلم عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الاختبارات المقننة الموحدة كالقدرات والتحصيلي، التي يقوم المركز الوطني للقياس والتقويم على تنفيذها تُعدُّ معيارية النتائج، وتمتاز بالمصداقية والموثوقية فيما يتعلّق بقياس أداء الطالب، ما يُؤدِّي بالنهاية إلى تحقيق العدالة في قبول الطلاب بالجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليميَّة المختلفة، كما يشكل معيارًا جيّدًا لتحقيق المواءمة بين قدرات الطالب الخاصَّة، وتحصيله ومجال دراسته المستقبلية.
وأشار الدكتور عمر السويلم إلى العلاقة الترابطية التي تجمع بين مستوى التعلم والتحصيل الفعلي للطالب في دراسته ما قبل الجامعية، وبيَّن نتائج الطالب في القدرات والتحصيلي، وكذلك أدائه الجامعي، مؤكِّدًا أهمية الاختبارات المؤهلة لدخول الجامعات التي يجريها مركز قياس في تجسير تلك الفجوة الحاصلة عادة بين مستوى التعلم، والنتائج النهائية عند التخرّج، ما يعني قدرة الاختبارات على تقليل الخسائر المعنوية والمادِّية من جراء تلك الفجوة، ما يصب بالنهاية في صالح الوطن، ويسهم في تقليل نسب البطالة بين شباب الخريجين.
وأوضح عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن نتائج اختبارات قياس يمكن التعويل والاعتماد عليها في معرفة الواقع الفعلي لمستوى الطالب الذي يخضع لها، كونها مبنية في العادة على دراسات موضوعية للعلاقة بين مستوى الطالب ونتائجهم من خلال تتبع أداء الطلاب والطالبات بصفة عامة بعد التحاقهم بالجامعات، ما يُؤدِّي إلى حصول الدراسات التي تستهدف هذا الجانب على نتائج مرضية وواقعية، يمكن تطبيقها على الطلاب الآخرين، مع الوضع بالاعتبار الفروقات المنطقية في الأمر.
على الصعيد الطلابي لا ترى الطالبة نورة الحمد في اختبارات المركز الوطني للقياس ما يمكن وصفه بالصعوبة أو استحالة التعاطي معها، كما تقرأ ذلك أحيانًا في وسائل الإعلام المختلفة، مشيرة إلى أن الاختبارات تعتمد على المهارات، وليس الحفظ فقط، ما يعني أنها تخاطب العقل، ولذا فهي ليست صعبة، بل يلزمها بعض الاستعداد، وتصفية الذهن، وفهم نوعية الأسئلة، ومقصدها قبل الإجابة عليها.
ويؤكد الطالب ناصر العيسى أن اختبارات «قياس» لم تشكّل في يوم من الأيام أيّ عائق أمامه، وقال: «على العكس نتائجي في قياس ساعدتني كثيرًا في دخول كلية الطب، وهو الأمر الذي كنت أحلم فيه منذ أن كنت على مقاعد الدراسة، ولا أعتقد أن هنالك ما يمكن وصفه بالعائق في اختبارات قياس».
ولفت العيسى إلى أن «قياس» يسهم بشكل كبير جدًا في تحديد الوجهات الصحيحية للطلبة الخريجين من مرحلة الثانوية، لافتًا إلى أن المستقبل المشرق لأيِّ طالب لا بد أن يبنى على تحديد علمي، مضيفًا «ألاحظ أن الطلبة المقبولين في الجامعة يكملون دراستهم بنسبة كبيرة جدًا عقب قياس، وهو الأمر الذي يفيد بإنخفاض معدلات التسرب».
الجدير بالذكر أن التقرير السنوي للمركز الوطني للقياس والتقويم للعام الماضي كشف عن ارتفاع وتيرة الخدمات التي يقدمها المركز للمستفيدين، حيث تضم هذه الخدمات إلى جانب المقاييس، خدمات الاستفسار عبر وسائل الاتِّصال والرسائل الإلكترونية ووسائل الاتِّصال الحديثة، وإصدار بطاقات دخول الاختبار، إضافة إلى التسهيلات المقدمة للمتقدمين والمتقدمات في عملية التسجيل في اختبارات المركز، والرسائل التوعوية والتذكيرية.
ويقدم المركز الوطني للقياس والتقويم تسهيلات للمتقدمين والمتقدمات في عملية التسجيل في الاختبارات الخاصَّة به، مستثمرًا في ذلك شراكته مع الجهات ذات العلاقة لتوفير قاعدة البيانات الخاصَّة بالمتقدمين والمتقدمات لتسهيل عملية تسجيلهم، حيث لا تتطلب عملية التسجيل سوى المعلومات الأساسيَّة للمتقدم، فيما يجري التأكَّد من بياناته آليًّا من خلال الربط الآلي مع شركة «العلم».
وفيما يخص ذوي الاحتياجات الخاصَّة، فإنَّ المركز يعفي المتقدم الكفيف من الاختبار، كما يتم إعفاء ذوي الاحتياجات الخاصَّة والمسجلين في الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيريَّة من المقابل المالي، مع تسهيل إجراءات التسجيل وأداء الاختبار.
وأشار التقرير السنوي إلى أن المركز قام بإرسال 3 ملايين رسالة SMS توعوية وتذكيرية إلى المتقدمين والمتقدمات، وذلك لتسهيل وتأكيد عملية التسجيل، إضافة إلى التوعية بمواعيد وأماكن الاختبار، وموقع التهيئة والتدريب، وغيرها من الخدمات التي يقدمها.
وكشف التقرير السنوي لقياس أنَّه تَمَّ توزيع مليون و400 ألف نشرة تعريفية على المدارس السعوديَّة في الداخل والخارج، لتعريفهم وتوعيتهم بالاختبارات، وإرشادات التسجيل، ودليل للاختبارات، كما تَمَّ توزيع 5000 بوستر على 2240 مدرسة، لتوضيح آلية التسجيل ومقرات الاختبار، وكذلك مواعيد ومراحل الحملات التوعوية التي يقوم بها المركز.