شهران على ذلك حاولت فيهما أن أخفف عن أهلي وأقاربي وقع المصيبة كما يعتبرونها لأني والحمد لله
قد رضيت بحكم الله وقضاؤه واعتبرت أن الله سبحانه وتعالى يمنحني الفرصة كي أمحو بعضا من ذنوبي
في الحياة الدنيا والحمد لله فأنا راضية وصابرة ومجاهدة
أجل مجاهدة…تسألون كيف ؟؟ تابعوا معي المشاهد التالية وستعرفون
…………………………..
المشهد الأول
ـــــــــــــــــــــــ
أبدأ يومي كالعادة أستيقظ فجرا لأداء الصلاة مع أهلي فأجد أمي على غير العادة تأتي إلي وتمسكني
من يدي …………….أسألها ماذا هناك؟؟
فتجيب ..ألا تريدين الوضوء؟
أجل
إذا سأذهب بك إلى الحمام لأساعدك
ولماذا تساعدينني؟
أرى في عينيها الدهشه (أقصد أشعر)
أمي هذه ليست أول مرة أتوضأ فيها فما الجديد؟
تصمت ………………وأفهم…..
المهم أني بعد جهد أقنعتها بأني أستطيع القيام بذلك بمفردي شاكرة لها حسن إهتمامها المبالغ فيه
الحمدلله الذي أكرمني فأنا أحفظ بيتنا جيدا(من كثرة الأعمال المنزلية التي كنت أقوم بها طبعا)
ذهبت وتوضأت…وذهبت خطوات أمي تتبعني وتعتقد أني لا أراها …ولكني أشعر بها
قدمت للصلاة معهم جماعة فحضر أبي مشكورا يريد أن يعدل مكان وقوفي
قلت له قد حفظته فهذه ليست أول مرة أصلي جماعة معكم
يصمت ……………..وأفهم…..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
المشهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــ
اليوم ننتظر زيارة سيدات العائلة الكريمة من خالات وعمات وزوجات الأخوال وزوجات الأعمام
ويبدأ جهاد جديد
أريد أن أرتدي ملابسي ….وبالطبع تتقدم مني أمي وأعرف ماذا تريد
أطلب منها أن تخرج لي الثوب الزهري وإكسسواراتي ذات اللون الأسود والمرصعة بأحجار زهرية اللون وتفعل أمي ما أطلبه
أنتظر خروجها من غرفتي حتى أبدل ثيابي
لكنها لا تتحرك
أمي أهناك شيئ؟
أجل …سأبقى لأساعك في إرتداك ثيابك
لماذا؟؟
تصمت…………………..وأفهم…..
أمي الحبيبة هذا عمل أقوم به منذ سنوات طويلة ولن أعجز الأن
تخرج من غرفتي على مضض
أرتدي ثيابي وأكمل زينتي وأخرج لإستقبال الزائرات الكرام
ويبدأ جهاد جديد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
المشهد الثالث
ــــــــــــــــــــــــ
أقف مع أمي وأختي عند الباب وتتقدم الحضور الخالة العزيزة تحتضنني بقوة عجيبة لم أعتد عليها
وتقبل وجنتي بطريقة من لم ترني منذ سنين ……المهم تكرر الموقف مع باقي الزائرات وحان وقت الجلوس…..أجلس معهم فأسمع أشياء غريبة لم أسمعها من قبل
سبحان الله أفقد نعمة البصر فتقوى نعمة السمع
أسمع مصمصة شفاه
أسمع لا حول ولا قوة إلا بالله
أسمع كانت مثل الوردة
أسمع اللهم إرحم أهلها وصبرهم
يغمرني حزن قاتل ……….فأصمت
تحضر أمي وأختي واجبات الضيافة…..أحاول المساعدة
ترفض أمي برقة
لماذا؟؟
تصمت ……………وأفهم….
تناولني عمتي فنجان الشاي وتصر على أن تضعه جيدا في يدي
أراها تقترب مني حتى الإلتصاق…أشعر بأنفاسها تتصاعد مع كل رشفة أرشفها من فنجاني
وكأني طفلة لأول مرة تتعامل مع فنجان الشاي
عمتي لا تقلقي فأنا أجيد التعامل مع فنجان الشاي
لاااااا أنا لا أقصد
تصمت…………….وأفهم….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
المشهد الرابع
ــــــــــــــــــــــــــ
أرى زوجة خالي تأخذ أمي جانبا
لا تتعجبوا
فلم أعد أسمع لهما صوتا فعرفت أنهما إتخذا جنبا
في المساء سألت أمي بدافع الفضول
ماذا كانت تسر لها زوجة خالي؟
قالت أهل العريس يعتذرون لعدم إتمام الخطبه لظروف ألمت بهم
ظروف ألمت بهم أم بي؟
تصمت ………………وأفهم…..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
المشهد الخامس
ــــــــــــــــــــــــــــ
ثورة تغمرني وإحساس بالغضب يتفجر فالمشاهد من هذا النوع تتكرر معي كل يوم
والصمت يقتلني
لكني قررت الخروج عن صمتي
قررت أن أواجه عالمي
لماذا؟؟؟لماذا؟؟؟لماذا؟؟؟
ألف لماذا تتكرر كل يوم
ألف لماذا تدور برأسي الذي يكاد أن ينفجر
لماذا تتعاملون مع وكأني كائن ضعيف؟
لماذا تعتبرونني نصف إنسانه؟
لماذا تعتقدون أن إحساسي وحبي للحياة قد مات؟
لماذا تصرون على أني عندما فقدت نعمة البصر قد فقدت أهليتي معها؟
لماذا تهدرون كرامتي بشفقتكم؟
لماذا تقتلونني بنظراتكم؟
لأنني لا أرى بــــــــــعـــــــــــــيـــــــــنــــــــــــــ ـــي
ياسادة أنا فقدت نعمة البصر ولكني لم أفقد نعمة البصيرة
لم أفقد عقلي…………..لم أفقد قلبي
مازلت أتمتع بباقي الحواس وأيضا بجميع أعضائي
فلماذا أعامل على أني مخلوق ناقص؟
أنا أراكم بــــــــــــــقـــــــــــــلــــــــــــــــبـــ ــــــــــي
أشعر بحرارة قلوبكم وحبكم من لمسة اليد
أعرف صدق كلامكم من كذبه من نبرة الصوت
لماذا تعاملونني بشفقة وبحسرة على شبابي
أنا اليوم راضية بقضاء الله
ألا تعرفون أن الله إذا أحب عبدا إبتلاه…أتستكثرون علي أن يحبني الله ويبتليني
إتركوني أعيش حياتي بطريقتي
فصدقا أنا اليوم أستمتع بها أكثر
أشم رائحة الورود التي يحضرها لي أخي من حديقتنا فأرها تتشكل أمامي باقة ربيعية الألوان
أصبحت أعشق ظلامي وبطبيعة حالنا وقت الشدائد أصبحت أقرب كثيرا في عبادتي إلى الله
بات الهدوء والسكينة يغمران قلبي
أصبحت متصالحة مع نفسي وراضية أكثر
أصبحت و…..أصبحت ……….وتغيرت حياتي للأفضل
أنا راضيه وأنعم بالرضى فلماذا لا تفعلون مثلي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
المشهد الأخير
ـــــــــــــــــــــــــــ
كانت هذه صرخة ألم
فأنا والحمدلله أتمتع بنعمة البصر ولكني رأيت هذه المشاهد كثيرا فوضعت نفسي مكان أصحابها
فكان ما قرأتموه
أتمنى أن أكون قد إستطعت ولو قليلا أن أعبر عن فئة من المجتمع قد إبتلاهم الله عز وجل بفقد حاسة من حواسهم وبالمقابل من عليهم بنعم أكثر
ولم تكن صدمتهم بالتعامل مع حالهم ولكنها وللأسف مع مجتمعهم الذي ينظر بعين المصيبة لما حل بهم ويعاملهم بسطحية وشفقه
ليتنا نتعامل مع هذه الفئة على أنهم بشر مثلنا لا ينقصهم شيئ
ليتنا نتعامل معهم بالود والحب لا بالشفقة ومصمصة الشفاة
لحظة صمت تغمرني
فيعجز قلمي على مواصلة الكتابة
وأنا لن أجبرة على المزيد
فالقلب موجوع والعقل مهموم
أدام الله عليكم نعمة البصر والبصيرة وجميع الحواس…
أتمنى من الجميع المشاركة والنقد البناء
وإن أعجبتكم الفكرة فهناك المزيد والمزيد من مشاهد الحياة
طالبوني بالمزيد
وإن لم تعجبكم
فطالبوني بالإكتفاء بهذا المشهد
تقبلوا تحياتي……….
دامت أقلامكم لي ناقدة ….وناصحة….
أكاد لا أصدق
تخيلي .. أنا كنت أنفذ في مشروع .. أقصد مشاركة .. أمثل فيها دور الأعمى
و كانت تدور عن مجريات حياتي كذلك
أحييكِ على قلمك الرائع .. و نريد المزيد طبعاً
دمتِ للفيض
تحياتي لكِ
Mido
يسرني كثيرا مرورك وتشجيعك للفكرة
وبالطبع أتمنى أن تطرح موضوعك حتى
نتمتع بأسلوبك القصصي الرائع…..
كما أتمنى أن تثري مشاهدي بأفكارك..
دام قلمك مبدعا…
أرجو أن تكثري من هذه المشاهد
فالقلوب الغافلة كثيرة
والحياة مليئة بالمشاهد التي ربما
نجلس فيها في مقعد المشاهدين
أو ربما نكون نحن أبطالها.
أدام الله على الجميع الصحة والعافية.
أسعدني مرورك الكريم
وإن شاء الله هناك العديد من المشاهد
التي تستحق النقد في حياتنا
دام قلمك لي ناقدا وناصحا….
رائعه بحق غاليتي..
إن لقلمكِ إثراء جميل وخاص..
استمري في العطاء فنحن ننتظر..
بورك فيكِ..
إن لقلمكِ إثراء جميل وخاص..
استمري في العطاء فنحن ننتظر..
بورك فيكِ..
إن لمرورك بين كلماتي المتواضعة أكبر الأثر في نفسي
وبفضل تشجيعكم لي ونقدكم البناء سيكون هناك إن شاء الله
المزيد من المشاهد وأتمنى متابعتكم لي دوما…
دام قلمك لي ناقدا …وناصحا….
موضوع اكثر من رائع وروعتة فى واقعيته وبساطته وصدقه والاسلوب الرائع للعرض
المشهد الثانى
احييكى على هذا الموضوع الرائع وعلى اسلوب الكتابة المعبر والمؤثر فى النفس
المشهد الاخير
ننتظر منكى المزيد من المواضيع الشيقة والرائعة والممتعة واشكرك على امتاعنا بهذا الموضوع
جدا رائع ماشاءالله,,
بالطبع بانتظار مشاهد اخرى..
ارجو التواصل..المحبه لولو