تخطى إلى المحتوى

مصطلح الحديث مقدمة 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وصل إلينا كتاب الله عز وجل متواترا ثابتا ثبوتا قطعيا لا شك فيه لذلك قال أهل العلم بأن من شك في حرف من القرآن اتفق عليه القراء فقد كفر..لكن ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس كله ثابتا بل منه الضعيف ومنه المكذوب لأنه لم يثبت كما ثبت القرآن لذا لابد عند النظر فيه
إلى أمرين الأول هل ثبت هذا الحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
والثاني عند الاستدلال به أن ينظر هل يدل على هذا الحكم..
ولذا فإن طلب الدليل من السنة أشق من طلب الدليل من القرآن ..وقد يسر الله من علماء الأمة من ألفوا في ذلك تصانيف عديدة مثل الصحيحين واللذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله وأصحهما البخاري كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم ومنهم الإمام النووي رحمه الله فقال "والصواب ترجيح صحيح البخاري على مسلم…..الخ" وكذلك غير الصحيحين من السنن الأربعة وغيرها..فكفوا بذلك الأمة المؤونة ثم أن الذي لم يذكر في هذه الكتب قد وضع العلماء قواعد يمكن أن يطبقها الإنسان على هذه الأحاديث فيعلم مدى صحة تلك الأحاديث من ضعفها..فأهمية علم مصطلح الحديث أننا نستعين به على معرفة ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم..وقد أخرج الإمام مسلم بسنده عن ابن سيرين رحمه الله قال:لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا:سموا لنا رجالكم….
-والمقصود بالفتنة ما وقع في عهد عثمان رضي الله عنه أدت إلى قتله وما تبع ذلك من الفتنة بين الصحابة ثم مقتل علي رضي الله عنه ثم مقتل الحسين بن علي وظهرت في تلك الفترة العديد من الفرق المنحرفة-..
وأخرج مسلم عن عبدالله بن المبارك رحمه الله قال:الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء..
بل الإسناد من خصائص هذه الأمة إذ لم يكن موجودا في أمة من الأمم السابقة..
ومما تجدر الإشارة إليه أن أهل المصطلح ليس لهم تدخل بالدلالة على الأحكام أو الاستنباط من الأدلة..ففائدة هذا العلم معرفة ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومالا يثبت..لذا فإن حكم تعلم هذا العلم كما قال العلماء فرض كفاية فيتبين من ذلك أن الإنسان مأجور على تعلمه لهذا العلم لأنه يؤدي واجبا كفائيا ..
يقول العلامة طاهر الجزائري رحمه الله في "توجيه النظر" : ((اعلم أن أئمة الحديث لما شرعوا في تدوينه….دعاهم النظر في أحوال الرواة والمروي والرواية إلى أن يصطلحوا على أسماء يتداولونها بينهم تسهيلا للبحث كما فعل غيرهم من أرباب الفنون..وقد جعل من بعدهم ما اصطلحوا عليه فنا مستقلا سموه [بمصطلح أهل الأثر] وقد اعتنى العلماء الأعلام به وألفوا فيه مؤلفات كثيرة وهو فن لا يسع طالب علم الأثر جهله))اهـ كلامه رحمه الله..
كما أن من يدرس هذا العلم يصاحب كلمات وأنفاس النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك تتأثر نفسه وتتأثر أخلاقه ..كما قال الشاعر:
أهل الحديث هموا أهل النبي *** وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
فإن من أشرف الأعمال وأفضلها أن تصفى سنة النبي صلى الله عليه وسلم من الشوائب وبذلك يعبد المسلم ربه على بصيره كما عبده محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام..
وسندرس إن شاء الله في هذه الدروس المنظومة البيقونية لمؤلفها محمد بن عمر البيقوني رحمه الله وقد اختلف في اسمه فمنهم من قال محمد بن عمر البيقوني ومنهم من قال عمر بن محمد البيقوني ومنهم من قال طه بن محمد البيقوني وعلى كل فلايهمنا اسمه بقدرمايهمنا نظمه ومتنه.. وقد أتت في 34 بيتا سلسة سهلة..وهي من أسهل ما يدرس في هذا الفن ..كما قال في آخرها:
وقد أتت كالجوهر المكنون *** سميتها منظومة البيقوني
فوق الثـلاثين بأربع أتت *** أبياتها ثم بـخيـر ختمت
وسأستخدم فيها أسلوب بسيط جدا بحيث يسهل فهمه للعموم ولا يستعصي على الذهن إدراك المقصود مع طرح بعض الأمثلة قدر الإمكان والشرح عليها..فهذا الشرح لا يشمل كل ما في هذا العلم بل من درس هذا العلم من قبل وتوسع فيه سيجد الشرح ينقصه الكثير و ما هو إلا كرؤوس أقلام لأن المقصود من هذه الدروس هو تعليم المبتدئ بقواعد هذا العلم وأساسياته أما التوسع فليس من سمة هذه الدروس..ولن أذكر أكثر من تعريف للمصطلح الواحد إلا في النادر طلبا للاختصار وتسهيلا للحفظ والفهم..ولن أذكر المعنى اللغوي بل سأذكر الاصطلاحي مباشرة..
ثم ليعلم بأني ما أنا إلا أخ لكم لعلي أقلكم علما وفهما وإنما أردت أن أطرح ما عندي طلبا للأجر والفائدة وتعاونا على البر والتقوى لا أقل ولا أكثر..فما أحوجني إلى النصح والتوجيه..
وأسأل الله أن يكتب لي ولكم حسن الثواب..وأن يسددنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..
وسيطرح الدرس الأول قريبا بإذن الله..
ما شاء الله بارك الله فيك ونفعنا بغلمك
شكر الله لك أخي ، وسدد خطاك ،
ونحن بانتظار البدء ،، وفقك الله ،
جزاك الله خير الجزاء وأثابك …

ينقل إلى الركن الإسلامي ..

جزاكم الله خيرا..

و في انتظار الدرس الأول

بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.