لا أعرف لماذا أناديك كلما كتبت عليك… وكأني أكتب إليك وأنت الجماد. أهو التأثير الانجليزي فيني والذي يأبى الاختفاء؟ وربما الذي لا أريده أن يختفي لأظهر "ثقافتي" المحتلة؟
أم هو شوقي لشخص عزيز أبثه أسراري وأهاتي وأطلعه على البراكين التي تنتظر الانفجار داخلي؟ شخص عزيز كصديقة طفولة – أسُرّها ألحان فؤادي من عواطف مكنونة – ولكن…. حرمتني طفولتي من ملاقة واحدة، أو أم حنونة – تخفف زفرات يائسة مليئة بمرارة الأيام – سلبني إياها القدر قبل أن أدرك معنى أمي؟
أيا كان السبب، فأنا أحب أن أناديك بمفكرتي العزيزة لما فيها من خصوصية.
فالذي يملك القليل يحب أن يؤكد خصوصية أشياءه الصغيرة…. أليس كذلك؟
أيام مضت، بل أسابيع، منذ آخرة مرة أفرغت فيها ما في صدري على أوراقك، واحتضن صدرك همومي التي يبثها قلمي.
لا أعرف إن كان سبب تأخري عليك خوفي من أن تتعبين من حكاياتي… أن تملين قصصي التي تعاد ولا تنتهي.. وكأني أدور بالطاحونة…لفة فلفة فلفة إلى أن يحن المزارع ويفكني….
أو إن كان السبب هو خوفي من أن أبوح لك أكثر.
فحتى أنت التي ما حكمت علي قط … التي تقبلتي أن تكوني دفتر ذكرياتي دون تأفف وتذمر…. أخاف من تعرية روحي كاملة أمامك..
فإن عريتها أمامك… عريتها أمام نفسي!
أهو حقا الخوف من رؤية نفسي دون تشذيب وتجميل؟ هل أخاف من معرفة أنا؟ أنا من تعيش طول الوقت مع ذاتي؟؟
أئن نزعت عنها كل خمار…. وكل قناع… أستسغت العيش معها؟
صعب جدا أن نكشف حقيقتنا الكاملة لغيرنا….والأصعب أن نسلط كشافا جهوريا عليها لأعيننا فقط….الأصعب أن نضعها تحت العدسة المجهرية لنعرف كل التفاصيل!!
أه يا مفكرتي العزيزة
لو تعرفين كم أعاني من هذه الحماقات!
لماذا يحلو لهذه الأسئلة المتفلسفة أن تداهمني وقت النوم؟ ألأني أضعف خلال هذا الوقت؟
ألأن مقاوتي تهزل في الوقت التي أواجه ظلمة الغرفة وخشونة الغطاء وتعب جسدي وحيدة؟!
بل لماذا تأتيني هذه الأسئلة؟ من أنا لأجادل وأدوخ في دوامات لا تنتهي؟! وإن جاوبت عليها… من سيأبه لرأيي!!
مفكرتي العزيزة
سأتوقف عن الشكوى…. حتى لا أزعجك كثيرا
نوما هنيئا بلا سيوط تساؤلية!!
كم يسعدني ان ارى ابداعك في سماء وحي القلم…
——-
اختي غناء…" أهو التأثير الانجليزي فيني والذي يأبى الاختفاء؟ "
…فيني …اعتقد ان الصواب في اللغة في بتشديد الياء…والله أعلم…
—-
سلبني إياها القدر قبل أن أدرك معنى أمي؟
الاقدار يا غاليتي لا تسلب شيئا ولا تمنح شيئا ..وانمانحن والاقدار نسير بامر الله…
ارجو ان تنتبهي لمثل هذه الالفاظ لاننا كثير ما نخطأفي حق عقديتنا دون انتباه منا …بارك الله فيك…
———————-
ما أصدقها حين ترينا أنفسنا في مرآتها …
وماأقساها حين تظهر دماء جراحنا …في ثنايا أسطرها …
زما أجملها..حين ترسم آمالنا..بين دفتيها…
روضتي الغناء..التي لاأمل من الاستماع الى شدو طيورها …
فطالما تأرجحت أفكاري على أغصان معانيها…
وطالما كانت مدافن ألمي وأملي معا….
عندما أراها …تفرض علي البسمة وإن طعنتها بالجراح…
إنها سجلي الخاص ..الذي عشت أيامه..بحلوها ومرها …فكتبت إليها….
فهيب التي لم تضجر من تسويدي بياضها يوما…
ولم تتأفف من أزيز قلمي وازعاجي صمتها يوما….
إنها مفكرتي…
——————
….اللهم اجعلني كالأرض الذلول يطأوها الصغير والكبير…..وكالسحاب يظل البعيد والقريب…وكالغيث يسقي من لايحب ومن يحب…وكالشمس……..
….تشرق على الناس أجمعين…
قصتك أو مفكرتك قد إمتلئت بالأهات ،،
ولكن الجميع منا لا بد وله مفكرته التي تلازمه أينما ذهب ،، وأينما رحل ،، فهو يجعلها كالداء والدواء،،
فحينما نسطر ما نشعر به بها ،، وحينما نشكي أهاتنا وحزننا في وريقاتها البيضاء التي نلونها بأهاتنا ونحولها إلي
سوداء باهته تخنقها شكوانا المتكرر لها ،، ولكن هذا هو قدرنا !!
أن نعيش أحيانا في حزن عميق لا نجد له الدواء ،،
ولن نعرف أن نبحث عن أسباب منسيه لذلك الحزن والهم الذي نشعر به مراراً وتكراراً ،، وأن نبحر في ذاتنا ونغير
من مجرى حياتنا ،،
عزيزتي الحياة لحظات ربما تكون طويله وربما تكون قصيره ،،
ولكن علينا أن نعيشها كيفما كانت ،، وأن نعد أنفسنا بألا نيأس ولا نمل ،،
فالجميع منا ليس بمرتاح ،،
فالدنيا غداره ،،
حنا بهناها ضيوف ،،
جناها بزياره ،،
وغير الحزن مانشوف ،،
تقبلي مروري ،،
وعذراً علي إطالتي ،،
أختك بالله : ثلجه ورديه
لقاءنا في حوض الرسول