تخطى إلى المحتوى

ملاحظات روبرت فيسك على " رسالة خاطف " ووصيته المزعومة !! 2024.

  • بواسطة
كتب روبرت فيسك الصحفي البريطاني المختص في شؤون الشرق الأوسط و القضايا الإسلامية مقالا تحليليا في جريدة "الأندبندنت" عن الرسالة -الوصية التي زعم المحققون الأمريكيون أنهم وجودها في حقيبة محمد عطا ، تناول من خلاله دلالة بعض الألفاظ و المعاني المتضمنة في " الخطاب " المنشور .
و فيما يلي ترجمة للمقال :
إنها مخيفة و مرعبة و فاضحة لكنها كذلك غامضة جدا .
فإذا كانت الوثيقة المكتوبة بخط اليد التي قال ( الإف بي آي ) أنه أكتشفها داخل حقيبة محمد عطا المفجر الانتحاري ذي الجنسية المصرية حقيقية ، يمكن الاستنتاج أن الأشخاص الذي اغتالوا أكثر من 7 آلاف شخص بريء يعتقدون بصورة شاذة عن الإسلام أو أنهم غرباء بصفة مدهشة عن دينهم .
تقول الرسالة: " إن وقت اللهو و اللعب قد ولى000كن متفائلا000تفقد كل حاجاتك – حقيبتك ، ملابسك ، السكاكين ، وصيتك ، أوراق الهوية ، جواز سفرك000و في الصباح حاول أن تصلي بقلب مفتوح ."
هذه الرسالة التي يعبر نصفها عن وصايا دينية و النصف الآخر عن المهمة نفسها حسب النص الذي نشرته الواشنطن بوست ، تثير التساؤلات أكثر ممّا تجيب .
فتحت عنوان " اليلة الأخيرة " – ربما ليلة الـ10 سبتمبر- يقول كاتب الرسالة لأتباعه من الخاطفين " تذكروا أنكم ستواجهون هذه الليلة تحديات عديدة لكن يجب أن تواجهونها و تدركونها 100%000كل الناس يكرهون و يخشون الموت000"
و يبدأ النص بالعبارات التالية: " باسم الله الرحمان الرحيم000 باسم الله و باسمي و باسم عائلتي ."
و الإشكال هنا أن ليس هناك مسلما – مهما انحرف تفكيره – يضيف اسم عائلته في خطاب ديني تعبدي . بل إنه يذكر اسم النبي محمد مباشرة بعد اسم الله على أول الخط . ثم إن الانتحاريين اللبنانيين و الفلسطينيين لم يعرف عنهم أنهم يشيرون إلى " وقت اللهو و اللعب " لأن المسلم الحقيقي لم يكن ليضيع وقته و ينظر إلى المتعة كجزاء يأتي بعد الدنيا. و كيف بالمسلم يذكر أتباعه بصلاة الصبح و بالذكر الذي يتضمنها ؟ إن المسلم التقي لا يحتاج إلى أن يُذكر بواجب تأدية أولى الصلوات اليومية. كما لا يحتاج بالتأكيد إلى أن يذكر بنص التلاوة. لكن الأمر كذلك إذا كان يتعلق بمسيحي يحث أتباعه على الصلاة، إذ عليه أن يتلو القراءة كلها ليتذكروها في حالة النسيان.
و قد أثار الخبراء الأمريكان في هذا المجال تساؤلات بخصوص استعمال النص المنشور لعبارة "100%" الذي لا صلة له بالخطاب الديني و كذا استعمال كلمة "متفائل" عند الإشارة إلى النبي بينما تعد عبارة عصرية محضة.
و مع الإشارة أن النص العربي الأصلي لم ينشر من طرف ( الإف بي آي ) ، فإن الترجمة المقدمة توحي بأنه أقرب إلى النظرة المسيحية بالنظر إلى الإحساس المفترض لدى الخاطفين من مثل " طلب الغفران و الخوف من الموت أمر طبيعي و أن المؤمن تتعقبه المشاكل دائما " .
إن المسلم في الحقيقة يُشجع على عدم الخوف من الموت لأنه يرتبط بالانتقال إلى حياة جديدة ، و المؤمن في العالم الإسلامي هو المتيقن من استقامة الصراط الذي يسير عليه و ليس الذي " تتعقبه المشاكل "
و ما يشد الانتباه كذلك أن ليس هناك أية إشارة إلى مطالب ابن لادن في الرسالة – مثل الانسحاب الأمريكي من الخليج ، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، قلب الأنظمة العربية الموالية لأمريكا- و لا أية إشارة إلى الظرف الذي يدفع لارتكاب المجزرة من خلال عمليات التفجير.
لقد سبق و أن رفضت ( السي آي إي ) المترجمين اللبنانيين المسيحيين الذين قد يؤدي فهمهم المحدود للإسلام و لصلواته إلى أخطاء نصية معتبرة .
فهل تكون للإحالات الغريبة الواردة في نص حقيبة محمد عطا علاقة بذلك ؟
أم أن هناك شيء آخر أكثر لغزا يخص خلفيات الذين ارتكبوا جريمة في حق الإنسانية في نيويورك و واشنطن قبل أسبوعين ؟
إذ منذ البداية كان الإشكال المتعلق بسلوك الخاطفين مثلما أوردت معلومات عن التحقيق . فقد قيل عن عطا أنه اقترب من حد الإدمان على الخمر ، بينما كان لجراح زياد الخاطف اللبناني المحتمل للطائرة التي تحطمت في بنسلفنيا صديقة تركية و أنه كان يحب الملاهي و الخمر هو الآخر .
فهل إلى مثل هذا أشار نص الوثيقة بالحديث عن " غفران الذنوب " ؟
وأشارت النصيحة الأخيرة الواردة في النص إلى الهندام حيث جاء فيها : " تيقن من نظافتك و نظافة ملابسك و حذائك " و قد تكون الإشارة إلى " نقاء " الشهيد قبل الموت ، مثلما قد تعكس أفكار أشخاص غرباء الطباع وضعاف النفس .

نقلا عن مجلة العصر اللإلكترونية

http://216.39.197.144/alasrnew/artic…2&sectionid=16

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.