الحمد لله رب العالمين والصلاة ولسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم بلغ الرساله وادى الامانه ونصح الامه وجاهد في الله حق جهاده0
امابعد اخواتي الحبيبات 00
ان الله تعالى اعطانا العقل وميزنا به على سائر المخلوقات فنحن نتحمل من المسؤلية بقدر هذه النعمه وعلينا ضريبه لازمه وهي معرفة الحق والدعوة اليه لذلك امرنا الله سبحانه وتعالى ان نتدرج في الدعوه اليه مع الناس00
قال تعالى:-
(ادع الى سبيل ربك بالحكمةوالموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين)
امرنا الله تعالى في الايه السابقه بالدعوه الى سبيله وسبيل الله هو الاسلام000وارشدنا سبحانه وتعالى الى ان الدعوه اليه تكون على ثلاث مراتب00
المرتبه الاولى00
وهي الدعوه بالحكمه 00
والحكمةهي000
اتقان الامورواحكامها بان تنزل الامور منازلها وتوضع في مواضعها 00وهي العلم بالحق والعمل به وهي دعوة الناس كلا" حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده00 ومخاطبة الناس على قدر عقولهم00وان ندعوهم بالعلم لا بالجهل 00
لأن الداعية قد نصبت نفسها موجهة ومرشدة فاذا كانت جاهله فانها تكون بذلك ضاله مضله والعياذ بالله ويكون جهلها هذا جهلا" مركبا" والجهل المركب اشد من الجهل البسيط كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله00
فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم ويمكن رفعه بالتعلم00ولكن المشكله كل المشكله في حال الجاهل المركب ان هذه الجاهلة جهلا" مركبا"لن تسكت بل ستتكلم ولو عن جهل وحينئذ تكون مدمره اكثر مما هي منورة00
قال تعالى
(قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرةأنا ومن اتبعني)
وليس من الحكمة ان نتعجل ونريد من الناس ان ينقلبوا بين عشية وضحاها من حالهم الى الحال الذي كان عليه الصحابه ومن ارادت هذا فهي سفيهة في عقلها بعيدة كل البعد عن الحكمه لان الحكمه التي فطرها الله عز وجل تابى ان يكون هذا الامر00والدليل على ذلك ان محمد صلى الله عليه وسلم نزل عليه الشرع متدرجا"حتى ا ستقر في النفوس مثال ذلك الخمر00
لذلك يجب على الداعيه ان تبدأ مع الناس بلأهم فالمهم وبالاقرب الى الاذهان والفهم ويكون ذلك بالرفق واللين 0
وللموضوع بقيه0
وجزاكم الله خيرا"
و في انتظار البقية
أكملي رعاكِ الله .. موضوع هام ..
يتبع ماسبق00 ولعله من المناسب ان اضرب مثلا"من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم:-
(دخل رجل اعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم جالس مع اصحابه في المسجد فبال الاعرابي في طائفة من المسجد فزجروه الصحابه بشده ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي اعطاه الله تعالى من الحكمة ما اعطاه نهاهم 00فلما قضى بوله امر صلى الله عليه وسلم ان يراق على بوله ذنوبا"من ماء(دلولا") فزالت المفسده00فدعا الرسول صلىالله عليه وسلم الاعرابي فقال له:
(ان هذه المساجدلايصلح فيها شئ من الاذىاو القذاره انما هي للصلاة وقراة القران)
اوكما قال عليه الصلاة والسلام00فأنشرح صدر الاعرابي لهذه المعامله الحسنه ونقل بعض اهل العلم ان هذا الاعرابي قال (اللهم ارحمني ومحمدا" ول ترحم معنا احدا")
وهنا سؤال يطرح نفسه
لماذا قال الاعرابي هذا الكلام ؟
لأن محمدصلى الله عليه وسلم عامله معامله طيبه فيها حكمة أما الصحابه رضوان الله عليهم سعوا لازالة النكر من غير تقدير لحال هذا الرجل الجاهل0
مثال اخر من واقعنا المعاصر:-
زارداعيه احدى قريباته فاشتكت اليه ان زوجها يجبرها على كشف وجهها وذراعيهاومخالطة اصدقائه00ولما سأل الداعيه الزوج عن ذلك
قال الزوج انا افعل مثل الناس00
قال الداعيه مثل الناس او مثل الحق00
قال الزوج الذي يعمل مثل الناس يكون على الحق00قال الداعيه ليس دائما"00
ارايت لو انك سرقت وقلت للقاضي الناس يسرقون وانا افعل مثل الناس اتراه يسامحك 00
فضحك الزوج وقال له ولكن لماذا لم تقول لي قال الله وقال الرسول مثل غيرك 00
فتبسم الداعيه وقال له في الره القادمه انشاء الله 00
الشاهد من هذه القصه انه قد يكون من الحكمه عدم اقحام ايات الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم00ابتدا" حتى لايكذب بها الجاهلون0
وفي المره القادمه سنتكلم انشاء الله عن الدعوة الى الله 00بالموعظه الحسنه0
لاحرمت أجر ماكتبت وبارك فيك وجزاك خيرا..
وبإنتظار بقيتك..
بارك الله فيك وأثابك ونفع بك ..
وبانتظــار التتمة ..
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر والثواب ..
اما الان نكمل مسيرة الدعوه على منهج القران والسنه00
بسم الله نبدأ
المرتبه الثانيه 000وهي الدعوه الى الله بالموعظه الحسنه:-
الموعظه الحسنه هي الامروالنهي المقرون بالترغيب والترهيب وهي تكون بذكر الله وماأعده للطائعين من الثواب العاجل والاجل00
ومااعد للعاصين من العقاب العاجل والاجل00فالموعظة الحسنةهي التي تدخل القلوب برفق وتتعمق في المشاعر بلطف لابالزجر والتأنيب وهناك فئه من الناس تعرف الحق ولكن تخالفها نفسها والنفس لها اهواء تدعوهاالى خلاف الحق وان عرفته وعامة الناس يحتاجون الى الموعظه الحسنه والحكمة معا" فلا بد من الدعوة بهذه وهذه00
ومن صور الدعوه بالموعظه الحسنة ماكان بين ابراهيم وابيه وهو يخاطب اباه بلطف وموده 00
بقوله:قال تعالى في سورة مريم(ايه44-45)
(يأبت لاتعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا * يأبت اني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا)
بهذا الطف في الخطاب يتوجه ابراهيم الى ابيه يحاول ان يهديه الى الخيرالذي هداه الله اليه وعلمه اياه 00وهو يتحبب الى ابيه بقوله يأبت وبين له ان طريقه طريق الشيطان وهو يريد ان يهديه الى طريق الرحمن فهو يخشى ان يغضب الله عليه فيكون من اتباع الشيطان فالذي يعبد الاصنام فكأنمايتعبد الشيطان والشيطان عاص للرحمن وابراهيم يحذر اباه من غضب الله عليه فيعاقبه الله ويجعله وليا" للشيطان ولكن هذه الدعوه اللطيفه باحب الالفاظ وارقها لم تصل الى ذلك القلب المشرك القاسي بل قوبلت بالزجر والتأنيب0
ويبقى لدينا الدعوه الى الله بالمجادله بالتي هي احسن00
والى لقاء قريب0
بسبب ان ابني عمل عملية زايدة وعندما يخرج باذن الله نكمل الموضوع 0
الحمد لله على سلامة ابنك أخيه … أســــأل الله له الشفاء العاجل ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله00اخواتي الحبيبات اسفة على التأخير ولكن قدر الله وماشاء فعل 00والحمد لله على كل شئ00وزي مايقولوا كل تأخيرة وفيها خيرة [SIZE
بسم الله نبدأ00
سنتكلم في المرة القادمه ان شاء الله عن صورة من صور المجادلة بالتي هي احسن وهي 00
ماكان بين ابراهيم عليه السلام وقومه مما قصة لنا القران الكريم0