بسم الله الرحمن الرحيم
"إنا أعطيناك الكوثر ,فصل لربك وأنحر, إن شانئك هو الأبتر"
سورة الكوثر أصغر سورة في القرآن الكريم ولكن بها من المعاني الرائعة ما يبهر
في أول السورة قال تعالى إنا وإن في اللغة العربية للتوكيد فلماذا جاءت صيغة توكيد في أول السورة ؟
لما علم الله أن أكثر المخاطبين من الكافرين وأنهم سيواجهون الكلام بالشك فأكد الكلام حتى يعلم الكافرين
بأنه عالم بما في نفوسهم وأن مقتضى أمرهم الشك فأكد الله الجملة.
إنا : صيغة جمع ولكن ليست للتعظيم فالله في القرآن عندما يتكلم عن نفسه ممكن تكون صيغة مفرد أو نفي أو إثبات وعندما يحدث الله البشر في القرآن عن أمر عقيدي يأتي بصيغة الافراد ولوتحدث عن عمل أمر به الملائكةووكله لهم فإنه يأتي بصيغة جمع فهو الله الشكور(شكر للملائكة صنيعهم فذكرهم)
الكوثر:هو نهر في الجنة و الطريق الموصلة للجنة هي مجموع ما أفترض الله عل المسلمين
فكيف يكون الموصل للجنة هي الصلاة والنحر فقط (فصل لربك وأنحر)؟
الصلاة:فرض والنحر:سنة
الله أختار أكبر عبادة في قائمة الفروض وأكبر عبادة في قائمة السنن فالذي يستطيع أن يعمل هاتان العبادتان
من السهل عليه باقي العبادات.
الصلاة والنحر منهج في تربية الأمة المسلمة فكلمة (فصل)يعني عليك إقامة الصلاة والعمل بكل متطلباتها يعني
1- أن التربية غايتها رب العزة تبارك وتعالى (فصل لربك).
2- فرضية الطهارة (لا تصح صلاة الجنب)
3- طهارة معنوية(لابد أن تحقق الأمة في نفسها الطهارة ).(من أول تبسمك في وجه أخيك صدقة إلى التبذير والأمانة).
4- التوحد فريضة والفرقة إثم (يجب الصلاة في جماعة).
5- لا كبر في الصلاة جميعنا أمام الله عبيد لا حكام ولا أغنياء أو ذوي سلطة.
6- أن الأمة يجب أن تربي نفسها على الاعتزاز والانتماء لدينها وتاريخها وعليها تذكر التضحيات البالغة
التي قام بها الجيل الأول في الاسلام .( نتذكر دائماً ونحن نصلي أن الله جعل الصلاة جهرية مساءاً لأن
الجيل الأول من الصحابة كانوا معظمهم من العبيد فعندما يخرج ساداتهم للسمر ليلاً يصلي الصحابة جهراً كما يشاءون وجعل الله الصلاة في وقت القيلولة سرية (الظهر والعصر) حتى لا يعرف السادات أن الصحابة يصلون وبقى الوضع حتى الأن هكذا حتى نتذكر نحن أبناء هذه الأمة ما ضحوا به في سبيل دينهم).
النحر:هو سنة فعلى القادرين من أهل هذه الأمة أن يضحوا بأمواهم وأوقاتهم فس سبيل الله
الأضحية : تنقسم إلى ثلاث ولكن الثلثين يخرجوا لله فثلث للأقارب والأصدقاء لتقوية الصلة بينهم وثلث للفقراء وبالتالي فعلى الامة أن تربي نفسها على أن تضحي بأكثرمما تأخذ والقصص في التضحية في الأمة كبيرة مثل أبي بكر وتضحيته بكل ماله وعمر بن الخطاب وتضحيته بنصف ماله وصهيب الرومي وغيرهم من التابعين والصحابة.
النحر: يذكر الأمة بقصة نبينا إبراهيم (عليه السلام) الذي كان سيذبح ابنه في سبيل الله وبالتالي لن يحدث نصر للأمة إلا إذا أستفرغت الأمة طاقتها لنصرة هذا الدين (حتى نصل أن الأب يضحي بأبنه في سبيل الله والمرأة تقص شعرها وتعطيه في سبيل الله حتى يكون لجام للخيول في الحرب).
(إن شانئك هو الأبتر):
الشانيء :هو المبغض أو الكاره.
الأبتر :هو مقطوع النسل أو الذكر ولكن هذه الأية نزلت في العاص بن وائل وهو ليس مقطوع النسل
وهو غير مقطوع الذكر فإلى الأن يذكر اسمه في سبب نزول الأية وإن كان ذكر بالذم ولكن:
في الأية قطع الله تعالى بين كلمة شانئك(المبتدأ) و الأبتر(الخبر) بكلمة هو (ضمير الغائب)
حتى يقول لنا أن مصير كل مبغض وكاره للدين وللرسول في كل عصر وفي كل وقت إلى زوال
مثل العاص بن وائل وكفار قريش والتتار(الذين فعلوا بالمسلمين الأفاعيل ودمروا الحضارة الأسلامية في بغداد زالوا إما باسلامهم وإما بالموت).
وبالتالي فإن أماريكا ومن عاونها واليهود ومن عاونها إلى زوال مهما بلغوا من قوة وقسوة على الاسلام.
سبحان الله هذه ثلاث آيات فقط في القرآن في أقصر سورة به وهي سورة الكوثر
فإذا تفكرنا في باقي القرآن فماذا نجد إن كل حرف له معنى ودلالة (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) لعل الله أن ينفعنا بهذا العلم وأن يجعل القرآن الكريم رفيقنا في الدنيا و مؤنسنا في قبورنا وإلي الجنة قائدا.
وجزاكم الله خيراً
من محاضرة للغة العربية بمعهد اعداد الدعاة
وسبحان الله كيف انه هالصوره القصيره تحمل كل هالمعاني.
بارك الله فيكِ أختي الزاهده وجزاكِ الفردوس الأعلى …
وأهلاً بكِ معنا في المنتدى …
لاحرمك الله الأجر أخيتي …
وارجوا من الله ان يهدينا ويبصرنا بصريق الصواب