في أغلب الأحيان يجلس الأنسان مسترخياً فإذا فكرة يسبح به في شاطىء
الذكريات يسترجع مامضى يتذكر أياماً مضت يسعد ويستمتع بتذكرها
ويتذكر أياماً يتضايق لتذكرها وهذه هي الحياة وطبيعتها
أبدأ بهذه المقدمة لأني مريت بها وهي مما جعلتني أفكر وأتطرق لهذا
الموضوع الحساس .
ربما يشاركني البعض الرأي فيه وربما يختلف معي البعض الأخر ولكن مع ذلك
الأختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية
لقد ذهب بي خيالي إلى صديقات عشت معهن احلى أيام طفولتي وأستمرت
الصداقة طويـــــــــــــــــــلاً كنا لا نكاد نفترق عشنا أسعد الأيام وأستمتعنا بها
وكلن منا وقف مع الأخر وقفة لا تنسى في أصعب الأوقات وأحلكها
وكنت أتوقع أن الصداقة أجمل من روابط الأخوة وذلك مما أرى من الحب
والتفاهم والتقديم على النفس في كل شيء وما أجملها من أوقات
ولكن وللأسف الشديد وجدت ُ أني أعيش في وهم أتدرون لماذا ؟؟
أكتشفت أن هذه الصداقة هي صداقة مصلحة كيف ذلك؟
حينما لم تجد أمامها إلا أنا وكانت في حاجة لي ولم تجد أحد يبادلها
الحب والوفاء إلا أنا ولكن حينما وجدت البديل وجدت أمور في حياتها
تغيرت المعاملة وتنكرت للصداقة التي كانت يضرب بها المثل في مجتمعنا
فهل بقي هناك صداقة أو صداقات مصالح ؟ لقد أصبحت لا أدري
ومع ذلك فلا تقولوا إنها تلبس على عينيها نظارة سوداء ولذلك ترى
بهذه النظرة السوداوية
لو نظرنا إلى معنى الصداقة لوجدنا أنها من أسمى المعاني وأرقاها
ولكن إذا وجدنا من يقدرها ويحترمها
وأعتقد أن أختيار الصديق الصالح الذي يعينك على الخير ويرشدك
إليه ويحذرك من الشر ويسعى جاهداً لأبعادك عنه هذا هو الصديق وهذه هي
الصداقة التي تستمر لأنها تكون خالية من المصالح الدنيوية التي لا تستمر مهما
طالت
أما الصديق الذي يسعى جاهداً لأبعادك عن الخير وإعانتك على الشر
ويطرحك في مستنقات الرذيلة والمعصية فهذا بلا شك ليس صديق
والصداقة بريئة منه بل هو شيطان في صورة إنسان . والله المستعان.
وكل قرين بالمقارنِ يقتدي .
وقد ورد حديث في مثل الصديق الصالح وصديق السوء وشبهما الرسول
صلى الله عليه وسلم بحامل المسك ونافخ الكير ولكن لا أحفظ الحديث بنصة
ولكن المعنى حامل المسك تجد منة ريح طيب ويرشدك إلى ماهو طيب
وحامل الكير تجد منه ريح كريه ويدنسك بشيء كريه أيضاً
ولكن مع ذلك فهناك صداقة وهناك أصدقاء يضرب بهما المثل في الوفاء
ولو خُليت خُربت …………………………..أليس كذلك
ومن أجمل ما قرأت في هذا الموضوع بعض الأقوال عن الصداقة
(كن صديق ولا تطمع أن يكون لك صديق )
((فكري أباضة))
(من السهل جداً أن تُضحي من أجل صديقك ولكن الصعوبة أن تجد الذي
يستحق هذه التضحية))
(( سقراط ))
(من طالب أخاً بلا عيب صار بلا أخ ))
((الفضيل بن عياض ))
اعتقد احياناً ان المشكلة مشكلتنا نحن !!
لأننا ربما نعتقد ان كل صداقه تمر علينا هي صداقة حميمة …ونريد لها ان تستمر ….وربما تكون مجرد زمالة دراسة او وظيفة او مصلحة ما …في نظري ان الصداقة الحقه نادرة وقليلة …ولا يجدها كل احد …وهي مجردة من كل مصلحة خاصة ..
لذلك ارى انه من الصعب ان نعتبر كثير من زملائنا اصدقاء …ونطالبهم بالأستمرار والتضحية !!…ثم نحزن و نلومهم عندما يبتعدون او ينسون ..
اذا كان العرب القدماء يعتبرون الصديق او الخل الوفي نادراً في ذاك الزمان ..فإ نه والله الأن اندر من النادر !
وكلامك يا أمينة درر
لا فض فوك