السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا لا يكذب
بقلم عصمت طوفان/ مجلة كل الأسرة
الحقيقة… الحقيقة…أننا نطالب أطفالنا منذ البداية بالصراحة و قول الحقيقة، و هذا يعني عدم الكذب لأنه من الصفات الذميمة…
فالبوح بالحقيقة يمنح النفس الراحة و الطمأنينة، أما الكذب فيقود إلى الأرق و يزرع القلق خوفاً من اكتشافه.
.. في أحد الأيام، لاحظت أن يدو سليم متورحة، فأدخلته إلى الإدارة لترى مسؤولة القسم بأم عينها أثر العقاب على يده، و لتبادر بمعالجته..
.. في اليوم التالي استدعيت الأم إلى المدرسة، و بعد حديث مستفيض قلت لها: إذا كان سبب العقاب هو الكذب، فهل أنت بريئة من الكذب أحياناً، حتى و لو كان الأمر يتعلق بكذبة بيضاء؟! و هل بهذا الأسلوب نعلم أبناءنا قول الحقيقة؟!..
و أضفت..: "الحقيقة عادة مكتسبة، و البوح بالحقيقة يتطلب القوة الجرأة و الثقة بالنفس.. و قبل معاقبة الطفل على الكذب يجب البحث عن العوامل الدافعة له.. فالطفل حين يشاهد عشرات التصرفات و المواقف الكاذبة أمامه في محيطه، يفقدنا الحق في مطالبته بقول الحقيقة لأنه قد تجرع الكذب بالملعقة "كما يقال" و عملية إنقاذه من تلك العادة أمر صعب و شاق لأنها باتت جزءاً من سلوكياته، أما الكذب الناتج عن الخوف من العقاب فعلاجه سهل و بسيط يجب عدم معاقبته كلما ارتكب خطأ، بل يجب حثه على قول الحقيقة بالتشجيع و بعد فترة قصيرة يزول خوفه فيقول الحقيقة بسعادة و شجاعة..
نظرت إلى الأم بعين العطف لموقفها الحرج فبادرتها القول لأخفف عنها عناء الارتباك و من منا لا يقع في الخطأ في تربية أطفاله مهما كان مثقفاً و واسع المعرفة؟!!.. كلنا نريد الكمال و المثالية و الأخلاق و القيم لأطفالنا و لكن.. هل نحمل نحن صفة الكمال…
من يوميات مدرسة أطفالنا