((بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة
، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )) وتلك الفريضة النبيلة كغيرها من فرائض
الرحمن تبدو كشجرة يانعة مثمرة أو تجارة رائجة رابحة فالمقدم إليها فالح و المدبر عنها
خاسر وبها يعرف الأمين من الخائن و التقي من الفاجر و الشاكر من الجاحد فهي عنوان
النفس الأبية الكريمة وزينة القلوب المؤمنة و بها تسمو الروح إلى أعلى مراتب الانسانية
و مقاصدها الراقية و الرحمن لا يكلف عباده فوق طاقتهم لأنهم لم يخلقهم حتى يشقوا في
حياتهم بل سلك لهم دروب الفلاح و النجاة و جعل من التيسير و اللين و اللطف سبيلاُ
للوصول إليه و تحصيل رضاه و لذلك لم يلزم بأداء فريضة الزكاة ألا من اجتمعت عليه
شروط تحصيلها على اختلافمادتها من مال أو أنعام أو زرع أو غيرها وشرح وفسر وبين
الفقهاء النصاب الشرعي لها و المدة الزمنية لذلك النصاب كما أن الاسلام أمر بتصريف الزكاة
في مصارفها الشرعية و تحدث عن أولى الناس بها فهي للفقراء الذي يشكون فقراً مدقعاً
حيث تجلدهم مغارمالدنيا و مصاعب الحياة و تبلغ بهم مبلغ العجز و ربما متاهات الشطط
و مزالق التسول و دهاليز السرقة فتأتي الزكاة لتطهر القلوب وتحي النفوس وتسد العجز
و تستر الضعف ثم هي للمساكين أصحاب الحاجة الشديدة و النفس الأبية التي تأبى أن تحدث الناس
عن حاجتها فتشتكي لله و تئن وجعاً و حرماناً لوحدها حتى يحسبها الناس غنية من التعفف
ثم هي للعاملون عليها أي للقائمين بأمر جمعها و إحصائها و كتابتها و تصريفها على المستحقين
لها في شرع الله ثم هي للمؤلفة قلوبهم وكانت لحديثي العهد في الاسلام و الإيمان ممن لم تضء
شعلة الإيمان في قلوبهم بشكل يرقى إلى الصفوة الأولى فكان إيمانهم ضعيفاً فكان لهم نصيب
من الصدقة حتى يزدادوا حباً و تعلقاً بدينهم الذي يعطف على كبيرهم قبل صغيرهم فهو الخير
و الرحمة و الاحسان لكل أبنائه و الزكاة هي خير وسيلة لرضى الله وهي نعمة لمن أدرك ثوابها
وسعى إليها إذا أقبلت إليه ….. شروطها .